الرئيسية / سياسي / سياسة / حوارات / أبو فراس الحلبي لـ “صدى الشام”: مقتل قيادات لـ”حزب الله” أثناء معارك الريف الشمالي وأكثر من 300 قتيل للنظام و 100 أسير

أبو فراس الحلبي لـ “صدى الشام”: مقتل قيادات لـ”حزب الله” أثناء معارك الريف الشمالي وأكثر من 300 قتيل للنظام و 100 أسير

حوار- مصطفى محمد

مع عودة حلب ومعاركها من جديد إلى واجهة الأحداث العسكرية السورية، التقت “صدى
الشام” الناشط الإعلامي، عبد الكريم
ليلى، أو من اشتهر بـ “أبو فراس الحلبي” والذي واكب تغطية أحداث كثيرة
في حلب منذ بداية الثورة السورية، وآخرها
معارك الثوار في ريف حلب الشمالي، وأجرى مقابلات مع الأسرى من حزب الله وعناصر
النظام، وذلك للتعرف على خلفيات الهجوم المباغت الذي قامت به قوات النظام مؤخراً
في حلب، وكيف استطاعت المعارضة صد الهجوم، و أسر أعداد كبيرة من قوات النظام.

– ما حقيقة ما جرى في قرى “رتيان” و”حردتنين” ، و ما هي
أهداف وخلفيات الهجوم المباغت الذي شنه النظام على تلك المناطق؟

ما جرى هو ارتكاب مجازر بحق مدنيين في رتيان وحردتنين.
فالنظام حينها، وتحت جنح الظلام، قام عبر عصاباته وميليشياته بالتسلل، مستغلاً الضباب
الكثيف تلك الليلة، سالكاً بعض الوديان للتسلل من منطقة الملاح وسيفات باتجاه “باشكوي”،
ومنها إلى رتيان، التي تعتبر منطقة سكنية خالية من أي تواجد للثوار، كونها تقع في الصفوف
الخلفية للثوار، وفي عمق الريف الحلبي. وقاموا بقتل المدنيين في هذه القرى،
واحتجزوا رهائن في قريةحردتنين. إلا أن الثوار تمكنوا من صد الهجوم. صحيح أنهم تأخروا
بعض الشيء، لكن أعداد القتلى كبيرة جداً في صفوف مليشيات الأسد، وكذلك فقد أسر
الثوار العديد منهم، حيث تجاوز عدد الأسرى حتى الآن 100 أسير، ووصل عدد القتلى لقرابة
300 قتيل في صفوف قوات النظام، وميليشياته.

– هل
صحيح أن هناك “اختراقات” في صفوف كتائب المعارضة كانت المسؤولة عن هذا
الخرق الكبير، وهل لديكم أعداد موثقة عن الضحايا المدنيين، وكيف قتلوا؟

الاختراق
غير موجود، وقد يكون النظام نجح في تجنيد بعض العملاء، وتوظيف بعض العيون التي تتبع
الثغرات التي لا يكون فيها تمركز للثوار، خصوصا أن الثوار يرابطون على جبهات طويلة
جداً. والكل يعرف المساحات الكبيرة، التي يعمل بها الثوار، وخصوصاً عند دخول الحرب
مع ميلشيات الأسد مرحلة المعارك المفتوحة. أما بالنسبة للمدنيين فقد تم توثيق اسم
49 شهيداً مدنياً في قرية رتيان، و20 شهيداً مدنياً أيضاً في قرية “حردتنين”.
جميعهم من المدنيين وبينهم نساء وأطفال تم إعدامهم ميدانياً من قبل ميلشيات الأسد وحزب
الله.

– كمراقب إعلامي على الأرض،
هل استطاعت المعارضة إفشال ساعة الصفر التي أعلن عنها النظام، وما هو العدد الحقيقي
لقتلى النظام في المعارك الأخيرة؟

بكل تأكيد، ساعة الصفر التي أعلن عنها النظام كانت
الساعة الأخيرة بحياة أكثر من 300 قتيل من قواته والقوات المساندة له من شبيحة بلدتي
نبل والزهراء ومقاتلي حسن نصرالله اللبناني. إضافة إلى مقتل “السيد كميت”،
وهو قائد ميداني بارز في حزب الله، حيث كان يقود هذه الحملة التي كانت تهدف للوصول
الى بلدتي نبل والزهراء. وهو أحد مستشاري سهيل الحسن (النمر)، أحد ضباط الأسد الأكثر
فتكاً وإجراما بالسوريين، من خلال حملة البراميل على حلب خلال العامين الأخيرين.
جنود النظام انسحبوا بطريقة غير معهودة، وأظن أنهم تلقوا درساً لن ينسوه طيلة
حياتهم. ولاحظنا هذا من خلال المشاهدات، والتنصت على قبضاتهم. لقد كانت معنوياتهم
في الحضيض.

– ما يثير الانتباه أن أغلب
الأسرى بحوزة المعارضة، وذلك بحسب شريط فيديو لك، هم من أهالي حلب. لماذا تعزو هذا، وكيف تتم معاملة
الأسرى حسب مشاهداتك؟

وجود بعض
الأسرى من مدينة حلب، والذين كانوا يقاتلون في صفوف النظام، يعود لأكثر من سبب.
أحدها أن 30 عنصراً من هؤلاء الأسرى تم اعتقالهم على الحواجز من قبل ما يسمى بالشرطة
العسكرية وتحويلهم إلى القطع العسكرية، ومنها إلى جبهات القتال للزج بهم في المعركة
رغما عنهم ودون أي تدريب. وهذا ما يشابه استخدامهم كدروع بشرية للقوات المقتحمة، والتي
يقودها إيرانيون ولبنانيون من حزب الله. لقد تم تحويل جميع الأسرى إلى المؤسسة الأمنية
في الجبهة الشامية، لإجراء كافة التحقيقات معهم، وإحالتهم إلى القضاء العادل.
وأقول لك أنهم يتلقون معاملة جيدة، فالمعارضة والثوار يتمتعون بأخلاق متسامحة
يستمدونها من تعاليم دينهم.

– من يقود قوات النظام في حلب، وما الدور
الذي تقوم به ميليشيا حزب الله؟ 
يقود هذه الحملة ضباط إيرانيون، يقفون في الصفوف الخلفية، وينفذها على الأرض قادة
ميدانيون من حزب الله، وقتل أبرزهم مؤخراً، وهو السيد كميت كما ذكرت لك آنفا.

– النظام، ووفقاً لمصادر مؤكدة، يستجلب
تعزيزات عسكرية عبر مدينة حماة. والحديث يدور عن أن كل المعارك السابقة هي تشتيت للمعارضة،
والنظام يموه لفتح الجبهة الرئيسية. ما قولك هنا، وما هو وضع جبهات حلب على العموم؟

هذا لا يعدو كونه حرباً نفسية، النظام الآن في أسوأ حالاته. وهو يصارع لالتقاط أنفاسه
الأخيرة على جبهات حلب، التي ستشهد انهياراً كبيراً قريباً جداً، مع استمرار شن الثوار
لمعاركهم خصوصاً في الجبهات الشرقية. وهؤلاء الذين تم أسرهم هم الورقة الأخيرة التي
لعبها النظام في المنطقة، ولم يعد لديه أي إمداد بشري أو عسكري ليزج به في هذه المعركة.
ناهيك عن الهزيمة النفسية والمعنوية، والضربة القاسية التي مني بها جنود الأسد والميلشيات
المساندة لهم. هم الآن غرقوا في أوحال الريف الشمالي لحلب، وهذا الغرق لن تستطيع
قوارب نجاة الأممية انتشالهم منه.

– هل هناك تخوف من استخدام
النظام لسلاح الجو و الصواريخ؟ خصوصاً وأن النظام قصف بعض المناطق مثل حريتان
وغيرها؟

كان للأحوال
الجوية دور كبير في تحييد سلاح الجو، وهذا من تأييد الله تعالى للثوار المقاتلين على
الأرض. و هناك مخاوف من ارتكاب مجازر انتقامية بحق المدنيين. النظام منهزم تماماً على
الأرض، ويستعين عادة بالطيران للتخفيف من وطأة الضربات التي تتلقاها قواته من قبل الثوار.
أما عن الصواريخ، فهذه ليست بجديدة على حلب. النظام يستفيد من التخاذل العالمي،
ويضرب كل الأعراف الدولية بالحائط.

-هل نستطيع القول بأن حلب
الآن بعيدة عن شبح الحصار؟

شبح الحصار أصبح من الماضي، وصار حبيساً في كتب التاريخ. ولن يعود لتهديد حلب مرة أخرى،
خصوصاً بعد المعارك الشرسة التي شهدتها حلب. الثوار الآن يتمتعون بالروح المعنوية والقتالية
العالية. اكتسبوها من انتصاراتهم الأخيرة. والسيناريو الذي سيكتبه ثوار حلب هو استمرارهم
في المعارك حتى استرجاع كل المناطق التي خسروها في عام 2014، كمرحلة أولى، واستكمال
تحرير حلب كمرحلة ثانية.

– ذكرت أن قوارب النجاة
الأممية غير قادرة على انتشال النظام من الغرق في أوحال حلب، هل لتصريحات دي مستورا
الأخيرة عن استعداد النظام لوقف القتال في حلب صلة بذلك؟

النظام يدرك تماماَ أنه ضعيف عسكرياً في
حلب. وهذا الضعف ينتقل إلى طاولة المفاوضات. وانطلاقاً من هذا الضعف قام النظام
بهذه المغامرة بقواته، وبهذا الشكل، ليحقق تقدماً على الأرض وليحقق مكاسب سياسية. لكن
الثوار فوتوا عليه هذه الفرصة، وجعلوا مباغتته ترتد عليه وألحقوا به أفدح الخسائر من
حيث القتلى والأسرى والآليات التي تم تدميرها. والأهم أيضاً هو الانهيار التام لجنود
الأسد.

شاهد أيضاً

“قسد” تواصل الانتهاكات في مناطق سيطرتها شمال شرقي سورية

اعتقلت “قوات سورية الديمقراطية” “قسد” أمس ثلاثة أشخاص بينهم أحد شيوخ قبيلة العقيدات في الرقة …

سجال أميركي روسي في مجلس الأمن بشأن دورهما بسوريا والأمم المتحدة تطالب بإجلاء الأطفال المحاصرين في سجن الحسكة

تبادلت روسيا والولايات المتحدة الاتهامات -خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي- بشأن أحداث مدينة الحسكة شمال …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *