حلب– مصطفى محمد
أفادت مصادر خاصة
في محيط مدينة عين العرب (كوباني) لـ”صدى الشام” أنّ “الاشتباكات بين (وحدات حماية الشعب الكردية) YPG، و(تنظيم الدولة الإسلامية) (داعش)، قد وصلت إلى محيط قرية الشيوخ، ومشارف مدينة جرابلس الاستراتيجية في ريف حلب الشمالي“.
وأوضحت المصادر ذاتها أن “القوات الكردية صعّدت من
هجومها على قرية زور مغار، التي شكلت نقطة انطلاق (داعش) نحو مدينة كوباني في الهجوم السابق، والتي يتحصن بها التنظيم حالياً، كونها تشكل خط الدفاع الأخير عن قرية الشيوخ”، مشيرة إلى أنّ “كثافة عدد الطلعات الجوية التي يقوم بها طيران التحالف، لها دور بالغ الأثر، وفق تقديرها، في شل حركة عناصر التنظيم”.
من جهته، صرّح عامر الحسن،
المتحدث باسم “تجمع ألوية فجر الحرية”، أحد الفصائل المنضوية في غرفة العمليات المشتركة “بركان الفرات” المكوّنة من مقاتلين أكراد وآخرين تابعين للجيش الحر،
إن “تنظيم داعش ينهار بشكل سريع، وقوات بركان الفرات الآن داخل صوامع مدينة صرين، وهدفها قرية الشيوخ، أحد أهم مقراته“.
ونفى الحسن، في حديث خاص لـ “صدى الشام”، “الأنباء التي تحدث عنها التنظيم،
والتي تفيد بمقتل العشرات من القوات الكردية، جراء قصفهم بالخطأ من قبل طيران التحالف”. مؤكداً أن “تلك الضربات الخاطئة أصابت أماكن فارغة، لا يتواجد فيها مقاتلون”.
بدوره أعرب كامل حمدولي، ناشط إعلامي من قرية الشيوخ، “عن خشيته من قيام التنظيم بنسف جسر الشيوخ، الذي يصل القرية
بمدينة جرابلس، في حال قرر التنظيم الانسحاب من القرية، إذ أن ذلك يضمن للتنظيم عدم خسارة المزيد من الأراضي، ويصبح نهر الفرات فاصلاً بين مناطق النفوذ المتبادل”.
وبحسب حمودلي، “فقد قام التنظيم بنسف جزء من جسر الشيوخ في وقت سابق، عقب اندلاع الاشتباكات الأولى بينهم وبين فصائل الجيش الحر بداية العام الفائت، ومن ثم قام بإصلاحه بعد أن أعاد انتشاره في المنطقة”.
كلام حمدولي جاء بعد نصائح قدمها التنظيم للأهالي بوجوب ترك المدينة ومغادرتها فوراً، أثناء خطب الجمعة الأخيرة في مساجد المدينة، خوفاً من استهدافهم من قبل غارات التحالف.
وعن سير المعارك في محيط الشيوخ، قال حمدولي: “يحاول مقاتلو الأكراد التقدم من شمال وشرق القرية، من جهة زور مغار وجبنة، إلا أنهم يواجهون مقاومة شرسة من قبل التنظيم، والقناصات تحديداً”، مبيّناً أن “الغارات التي يشنها التحالف تستهدف مقار التنظيم والخطوط الأمامية على طول خط الاشتباكات”.
في موازاة ذلك، قال
المركز الإعلامي لوحدات حماية الشعب الكردية، إنّ “مقاتليه بسطوا سيطرتهم على عدة قرى في المنطقة الشرقية
والجنوبية الشرقية من كوباني، مثل قريتي
ميلي، وبير أومري، مقدراً خسائر التنظيم بالعشرات في هذه المعارك.
ويعزو مراقبون التقدّم
على تنظيم (داعش) في مدينة كوباني، إلى فاعلية الضربات الجوية، والتنسيق بين الحر والقوات الكردية، في غرفة عمليات “بركان الفرات”.
وكان رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، صالح مسلم، قد قال مؤخراً في تصريح له لجريدة الشرق الأوسط، “إن ما حصل في كوباني من توحد على الأرض يجمع الأكراد وفصائل من الجيش الحر،يؤسس لمرحلة تشاركية عسكرية“.
وأضاف: “إن ما حصل في كوباني قد يكون قدوة لمناطق سورية أخرى بعدما أثبت الأكراد أن الشعب بإمكانه أن يحقّق ما لم تستطع جيوش تحقيقه“، وأبدى استعداد وحدات حماية الشعب لتقديم المساعدة في تدريب الفصائل، وذكر أن التعاون على الأرض في كوباني وتل أبيض يؤكد أنّ الأمر ليس صعب التحقيق.
صدى الشام موقع يهتم بما وراء الحدث