أحمد العربي
ليس هناك أكثر قذارة من الحرب التي تدعمها روسيا على أوكرانيا،
إلا ما يتستخدمه نظام بوتن من قصص مفبركة في إطار البروبغاندة الإعلامية لتبرير
حربه ودعمه للانفصاليين في أوكرانيا أمام شعبه. وهو أسلوب يعلمه السوريون جيداً،
حيث أن النظام السوري لطالما استخدمه لتشويه صورة الثورة وإلصاق تهمة الإرهاب بها،
وإظهار جرائمه بحق الثوار على أنها دفاع مشروع عن النفس. لكن بالرغم من أن السوريين
تعلموا هذا الأسلوب من الروس، إلا أن التلميذ قد تفوق على أستاذه. فالفبركات
الإعلامية التي صاغها التلفزيون السوري، رغم سخافتها وغبائها وسهولة اكتشاف زيفها
من قبل الجمهور السوري، كالعديد من المقابلات التي ظهر فيها أشخاص تبدو على وجوههم
أثار التعذيب يعترفون بقيامهم بالقتل والاغتصاب وتفخيخ المرافق العامة، أو مشهد
تلك الفتاة التي تتحدث بفرح كيف أن الثوار قاموا باغتصابها، كل تلك المشاهد لم تصل
إلى غباء الإعلام الروسي الرسمي فيما يفبركه من قصص لم تستغرق إلا بضع دقائق من
بثها ليكتشف الجمهور زيفها. بدءاً من قصة الطفل الروسي الذي قالت قناة روسيا
الأولى الحكومية أن الجيش الأوكراني قد قام بصلبه، حيث بثت مشهداً من فلم روسي
لمخرج شاب مبتدئ على أنه فيديو الحادثة، ليقوم متابعو موقعها على الإنترنت وبعد
ساعات قليلة من نشر الخبر بتكذيبه، ونشر روابط الفلم الأصلي الذي اقتطعت منه
المشاهد ما اضطر القناة للإعتذار، مدعية أنه فخ نصب لها لضرب مصداقيتها أمام
المشاهدين. لتأتي الصفعة الأخرى للإعلام الروسي على يد نجمة الأفلام الإباحية الروسية
الأصل “أنا كارينا”، والتي تم استخدام صورتها في الإعلام الروسي على
أنها ممرضة روسيا اختطفها عناصر في الجيش الأوكراني وقاموا باغتصابها، ومن ثم
تقطيعها بالفؤوس. لكن من اختار صورتها لم يكن يتوقع أن شهرتها العالمية وليس في
روسيا فقط تفوق شهرة بوتن نفسه، حيث لم يستغرق الأمر إلا دقائق معدودة بعد نشر
القصة ليشعل معجبوها من كل أنحاء العالم صفحات التواصل الإجتماعي احتجاجاً على
تلويث سمعتها “الطاهرة” بمثل تلك التهم، واقحامها في حرب بوتن القذرة.
كما علق بعضهم أن تلك القصة ما هي إلا نوع من الدعاية لفلم إباحي جديد ستكون هي
بطلته وبوتن المخرج. أخرجت تلك الضجة التي أحدثها الإعلام الروسي نجمة البورنو
العالمية “أنا” عن صمتها، لتكتب عدة تغريدات على حسابها في تويتر تنتقد
فيها البروبغاندة الروسية واستغباءها لعقول الناس، معتبرة أنه من المعيب أن يكون
هناك حرب يموت فيها الناس ويفقدون من يحبون فيما الحكومة الروسية تقوم بفبركة مثل
تلك القصص الرخيصة. ولم تكتفِ “النجمة” بهذا الموقف الإنساني فقط، بل
حاولت إصلاح ذات البين، حين عبرت في تغريدة أخرى عن حبها لمعجبيها في روسيا وأوكرانيا
بدرجة متساوية. ولما لا؟ فقد توحد في الدفاع عنها معجبوها من جميع دول العالم، فما
الضير لو أصبحت تلك النجمة الإباحية مندوبة دولية لحل الصراع في أوكرانيا؟ فمن
المؤكد أنها تمتلك وسائل للتأثير على الجنود من طرفي الصراع، أكثر مما تملكه
المستشارة الألمانية ميركل بكثير.
صدى الشام موقع يهتم بما وراء الحدث