دمشق- ريان محمد
عانى سكان دمشق خلال الأيام الماضية من فقدان مادة الغاز المنزلي، ما تسبّب في رفع سعر أسطوانة الغاز بنسبة 50%، لتضاف هذه الأزمة إلى أزمة المازوت والكهرباء والماء، والتي زادت من معاناة الشعب السوري، ومن الأعباء المعيشية اليومية لأفراد هذا الشعب المقهور.
وللاطلاع على مستجدات هذه الأزمات، ومدى معاناة الناس منها، التقت “صدى الشام” عدداً من مواطني دمشق، إذ يقول (أبو محمد): إنه حاول خلال الأسبوع الفائت الحصول على أسطوانة غاز، لكنه لم يجد في جميع المراكز التي مرَّ عليها، وهو ما يحملّه عبئاً جديداً في ظل انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة، أي لا يمكن أن يستعين بالسخانات الكهربائية للطهي، وما شابه ذلك.
وأوضح أبو محمد، أن “أسطوانة الغاز المنزلية ارتفع سعرها نحو 50%، إذ وصل سعرها إلى 1700 ليرة، بينما كانت تباع بـ 1150 ليرة”، معرباّ من “مخاوف من أن ترتفع أكثر، ويعود سعرها إلى ما سجلته خلال الشتاء الماضي، إذ بيعت الأسطوانة الواحدة بخمسة آلاف ليرة”.
من جانبه، قال أبو معتز، لـ “صدى الشام”: “منذ الأسبوع لم تصل إلى الحي أسطوانة غاز واحدة”، معيداً السبب إلى “الأوضاع الأمنية”.
ولفت، إلى أن “هناك كمياتٍ تُنتَج عبر المعامل الخاصة والعنفات، لكنها كميات محدودة، ولا تكفي احتياجات السوق، في حين توزّع لأشخاص وجهات محددةٍ في أماكن محددة”.
بدوره، قال سعيد، (ناشط من دمشق): إن “غاز الطهي دخل على قائمة الأزمات التي يعيشها المواطن قبل أيام، ما تسبب في زيادة أعبائه اليومية، فلا يكفيه ما يعانيه يومياً من صعوبات لتأمين احتياجاته الأساسية، من ماء ومواد غذائية، زادت أسعارها بشكل كبير”. وأضاف، أن “أزمة الغاز تعود لسيطرة مقاتلي المعارضة على معمل الغاز، وهو ما تسبب في نقص تزويد المدينة بأسطوانات الغاز”.
في المقابل، وزّعت “وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك”، تعميماً، نشر في وسائل الإعلام، دعت فيه مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك في المحافظات إلى تشديد الرقابة على بيع مادة الغاز للمستهلكين بالسعر المحدد أصولاً واتخاذ العقوبات الرادعة بحق المخالفين.
وتحدّث رئيس “جمعية معتمدي الغاز”، في تصريح صحفي، أن “المعتمدين عانوا خلال الأيام الماضية من عدم تمكُّنهم من إيصال مادة الغاز المنزلي بسبب انقطاع العديد من الطرقات، بالإضافة إلى أن نقص مادة المازوت، جعل العديد من سيارات التوزيع تتوقف عن العمل في دمشق وريفها.
وأضاف، أن الجمعية كانت ترسل 12 سيارة لتبديل أسطوانات الغاز، لكنها كانت تحصل على 7 – 8 سيارات فقط، لعدة أسباب تتعلق بالأوضاع التي تعيشها البلاد، لافتاً إلى أن هناك مشكلةً أساسيةً مستمرةً، هي ضعف صيانة الأسطوانات المعطوبة، والذي قد يستغرق نحو عشرة أيام لصيانتها وتبديلها.
يشار إلى أن دمشق عانت، قبل أشهر، من أزمة غاز شديدة، دفعت المواطنين إلى الاعتماد على السخانات والطبّاخات الكهربائية، التي ارتفعت أسعارها بشكل كبير أيضاً، أما اليوم، فحتى ساعات تقنين الكهرباء وصلت في مناطق عدة إلى 15 ساعة، الأمر الذي دفع عائلات كثيرة في دمشق إلى الطهي على الحطب.