الرئيسية / Uncategorized / استعادة المنبر تبدأ بإزاحة هيئة الأركان الشعرية

استعادة المنبر تبدأ بإزاحة هيئة الأركان الشعرية

نبيل محمد

لم تحمل مجمل الأصوات الشعرية التي حاولت مواكبة الحدث السوري صدى
واضحاً، فلا نص يردد، ولا جملة شعرية تتداول، ولا شعر يواكب تراكم الصور والمشاهد
اليومية… وينادي المنادي أين أنتم أيها الشعراء؟…

ومثلما تمتلئ صفحات الفايسبووك ومواقع التواصل الاجتماعي بالصيحات
الفردية والجماعية وحلقات الجدل ووضع نظريات ودحض أخرى، يكتب شاعر هنا ويغني آخر
بينما يتولى الأصدقاء المشاركة والإعجاب… لتبقى الصورة “الواقعة”
حدثاً إنسانياً كائناً لا يوصف بغير مضمونه، وهو عادة ما تفرضه الكارثة حيث لا
يؤرخها الأدب إلا بعد أن تؤرخها الصورة الواقعية وحتى الذاكرة، ويبقى للقلم
الاستيعاب التراكمي والترتيل على هامش المجزرة إلى حين الوصول إلى نص أو شاعر أو
ديوان قادر على الصدق بالدرجة الأولى ليحقق الجذب الجماهيري فالخلود.

ليس هناك شعر في الثورة السورية… ولكن هناك حالة استعادة للمنبر
ولا ضير بفراغه مرحلياً، المنبر الذي امتلأ لعشرات الأعوام بأصوات صنعها بالدرجة
الأولى الرياء الثقافي الاجتماعي والسياسي… المنبر الذي وقف على هامش المشهد
الإنساني السوري، ليقرأ شعراؤه ماشاؤوا ما داموا على هامش المشهد، وليزول من أمامه
كل من حاول الاستكشاف والاقتراب من السياج الفاصل بين الكلمة والإنسان.

هي حالة سقوط مدوي، لا يشعر بها شعراؤها، فهامشية الواقع السوري
السابق هي تعني بالضرورة هامشية الواقع الحالي، والصيحات التي نادت بسقوط الشعراء
من المنبر السوري هي بالنسبة لهم صيحات لا حضور لها، ماداموا قادرين على النشر
والترجمة وما دام أصدقاؤهم الذين صفقوا بالأمس يصفقون اليوم ولو بعدة لايكات على
صفحاتهم الشخصية في الفايسبووك.

شعراء الأمس يصرون على أن حضورهم لا يتأثر بما يكتب ويقال عنهم،
وصمودهم وفق رؤاهم “كمعارضين جدلاً” بالأمس، هو ذاته صمودهم اليوم ضد
كافة الأطراف “أيضاً جدلاً”، هم يرون الواقع وليد ثقافات محلية قبلية
دينية قديمة فمن واجبهم تجاه ذواتهم الوقوف على هامش المشهد والتباكي على كل شيء،
بينما لا يكلف أحدهم نفسه عناء مواجهة الذات والوقوف بعيداً عن الدواوين القديمة
ورؤية الضحية والقاتل… من مبدأ الصورة التي لا تكذب وليس من مبدأ التحليل
السياسي الذي يعفّون عنه.

في الوقت الذي يقف أدونيس على مشارف نوبل عدة مرات، يستطيع العالمي
رؤية شعبه حشداً من المصلين والتابعين وبالتالي ومن هذا المنظور هم ليسوا دعاة
حرية، بينما يستطيع عادل محمود عدم رؤية مجزرة على بعد كيلومترات منه، ولا يتوانى
العرقي سعدي يوسف عن التحول لضابط أمن شعري، بينما يغوص البقية في فلسفة الحب
والحياة والحزن الساكن قلوبهم، ولا يجرؤ أحد على عن النزول من المنبر قليلاً…
المنبر الذي يرفض كل من يقف خلفه الآن ما دام من يصف لهم هو ذاته من يصفق
للدكتاتوريات.

شاهد أيضاً

بعد “أوميت أوزداغ” النظام السوري يمنع دخول أعضاء من حزب النصر

منع النظام السوري مجدداً دخول أعضاء من حزب النصر التركي من الدخول لسوريا بعد أيام …

الطائرات المسيّرة التركية تفتك بقوات الأسد في إدلب.. والطيران الروسي يغيب عن سماء المدينة

صدى الشام – فادية سميسم واصلت الطائرات التركية المسيّرة، عمليات استهداف مواقع قوات النظام السوري …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *