مالك أبو خير
ذات
مرة وقف مدير قناة الإخبارية السورية، (عماد سارة) أمام مجموعة من زملائه الصحفيين
متفاخراً ببطولاته الإعلامية في الدفاع عن زعيم عصابته في المقاومة والممانعة، وكيف
استطاع أن يشن حملة استباقية على كبرى وسائل الإعلام “المغرضة” في العالم
العربي وحتى الغربي، ولقد استطاع هذا “الرجل” بالفعل أن يشن حملة استباقية
وسانده في ذلك بشكل كبير، غسان بن جدو عبر قناة الميادين، وكذلك أجهزة المافيا في التلفزيون
السوري، وعند قراءتك لهذه الحملة الاستباقية، التي عجز، حتى (جوزيف غوبلز) وزير الدعاية
الألماني في زمن هتلر، أن يصل إلى مستوى قذارتها، فإنك تشعر بحجم الخطر الكبير الذي
تتم ممارسته بحق السوريين، والذي لم يستطع إعلام الثورة من صده والوقوف في وجهه، لكون
إعلام النظام، كان وما يزال قادراً على ترويج إشاعاته وبمختلف اللغات، وإقناع الكثيرين
بما يقول!
فعندما
يقف إعلامي، تمت صناعته بعد تقبيل أقدام رجال أفرع الأمن والمخابرات، أمام الطفلة
(روان قداح)، ويكتب لها ما تريد أجهزة الاستخبارات قوله على ورقة، ومن ثم تقرأها روان
أثناء التسجيل، بشكل يؤكد أنها تقرأ ما كتب لها، كيف لنا أن نقول عن هذا الإعلامي أنه
من “عالم الرجال”، وعندما تسمع ما كتب، ولعل أشدّه مرارة، أن والدها قام
باغتصابها أثناء فقدانها الوعي، بعد تعرضها مباشرة للاغتصاب، تقف حائراً أمام ما هذا
الحجم الهائل من المرض النفسي والأخلاقي لهكذا إعلاميين، ولربما تقول في نفسك: كيف
حكمنا هذا الإعلام أربعون عاماً؟!
تحدث
روان، عبر ورقتها، عن تفاصيل أشبه بمشهد خلاعي، وعلى ما يبدو شاهده مدير قناة الإخبارية،
عماد سارة بل ربما هو من قام بكتابته لهاً، في حين تكفّل طاقم الإعلام “المقاوم
والممانع” بتحويل هذا المشهد إلى حدث إعلامي يؤكد أن “جهاد النكاح”
انطلق من سوريا وبأيدٍ سورية.
وبالعودة
إلى الوراء نجد أيضاً أن حمزة الخطيب، ذالك الطفل الذي خرج للتظاهر مع أهل قريته بشكل
سلمي، تحول إلى عبر قنوات الإعلام الحكومي إلى مسلّح ومغتصب نساء ومجرم خطير وقاتل(!!)
وهنا يتبادر إلى ذهنك سؤال محدد، لماذا الأطفال تحديداً هم من تتركز عليهم الاتهامات
الجنسية القذرة، وتحديداً ضمن أعمار لا تناسب حجم هذه التهم وقذارتها؟!
ومن
آخر إصدارات الإعلام السوري، كان ظهور الطفل (شعبان عبد الله حميدة) مواليد العام
2000 ليتحول هو الآخر إلى قاتل محترف وقناص محترف مقابل 500 – 1000 ل.س! وبلغ عدد الذين
قتلهم أكثر من ثلاين شخصاً، ضمن الأسلوب الدرامي نفسه، الذي اتبعته الأجهزة الاستخباراتية
التي تحكم مكاتب الإعلام السوري، ولكن هذه المرة، لم يخطر في بال من لقم هذا الطفل
أن يضيف إلى سجل اتهاماته تهماً جنسية.
في تاريخ
المجتمع السوري والعربي، معروف أن الأمور غير الأخلاقية، إن حصلت يتم الصمت عليها وحلها
ضمن نطاق ضيق خشية من الفضيحة، في حين أن الإعلام الرسمي لم يترك فضيحة ترضي أجهزة
الأمن إلا واخترعها وشوّه سمعة مجتمع بأكمله، وكل ذلك في سبيل أن يكون العاملون في
هذا القطاع مرضياً عنها في أفرع الأمن السوري!
دون
شرح كثير، يمكننا القول: إن من يفضح خطأ أو عيباً في المجتمع عادة، يكون منبوذاً ومكروهاً،
فكيف من يشوّه، بدجل وكذب مقرفين، صورة مجتمع رائع كالمجتمع السوري، فهذا أقل يقال
فيه، إنه “رجل” في الهوية فقط، وحتى جنسيته السورية لا يستحقها.
صدى الشام موقع يهتم بما وراء الحدث