الرئيسية / تحقيقات / جامعة حلب ……..جامعة الثورة بين العمل الثوري ومتابعة الدراسة

جامعة حلب ……..جامعة الثورة بين العمل الثوري ومتابعة الدراسة

جورج.ك.ميالة

بدأت
بذرة الثورة في حلب من مقاعد جامعتها, على أيدي طلاب من مختلف أطياف الشعب السوري,
ثم نمت وكبرت حتى غطت المدينة بأكملها, كانت بدايتها الحقيقية في مظاهرتها الشهيرة
بساحة كلية الآداب بتاريخ 13-4-2011,ثم توسعت حتى أصبح أي تجمع لخمسة طلاب مظاهرة مناهضة
للنظام الأسدي.

تقول
ديمة الطالبة في كلية العلوم: “حركتنا ثورات الربيع العربي وبوعزيزي تونس, حالمين
ببلد أجمل ,كل تجمع لخمس طلاب أصبح هدفا لهجوم عناصر الأمن, فهو مشروع مظاهرة هتافها
الأول (واحد…واحد…واحد.. الشعب السوري واحد)”.

نشاط مدني واضح في بداية الثورة

لم يكتف
طلاب جامعة الثورة بالمظاهرات اليومية التي تحولت لاحتفالات كرنفاليه بل تحولوا إلى
العمل المدني والتنظيمي كإقامة نشاطات تعبيرية تعبر عن روح الثورة ومطالبها.

تروي
لنا رنا الطالبة في كلية الهندسة الزراعية: ” قمت أنا ومجموعة من الطالبات بصناعة
أعلام وتذكارات تعبيرية عن الثورة وبيعها, لتغطية نفقات نشاطاتنا الثورية في الجامعة”.

المدينة الجامعية

تعرضت
المدينة الجامعية لموجتين من النزوح منها وإليها, أولها في أعقاب مظاهرات عارمة في
الذكرى الأولى لانطلاقة المظاهرات فيها, حيث يومها ارتكب النظام مجزرة بشعة استشهد
فيها سبعة طلاب, ثلاثة منهم ألقوا من نوافذ غرفهم, بعدها طردت قوات الأمن الطلاب والبالغ
عددهم حوالي الخمسة عشر ألفاً في ليلة المجزرة, وبعد ذلك تعرضت المدينة لموجة نزوح
إليها من قبل أهالي مدينة حلب وريفها حيث وصل عدد النازحين فيها إلى ما يزيد عن العشرين
ألف نازح.

تروي
هلا الطالبة في كلية العلوم: “كنت أسكن في الوحدة السادسة ,وكنت أرى كيف يعتقل
الأمن الطلاب بالمئات يوميا ويكسر ويسرق أغراضهم الشخصية, وقد طردت مع كل الطلاب في
أعقاب المجزرة الشهيرة التي قام بها عناصر المهام الخاصة للمخابرات الجوية, والآن عدت
نازحة من مدينتي تل رفعت إليها بعدما هدم منزلنا ببرميل متفجر”.

مصير طلاب جامعة الثورة

تحول
الكثير من الطلاب الجامعة نتيجة عنف النظام و وحشيته, من متظاهرين سلميين إلى العمل
المسلح, كثير منهم أسس كتائب مقاتلة ككتيبة شهداء جامعة الثورة وكتيبة أبو أيوب الأنصاري
وكتائب أبو عمارة للعمليات الخاصة وغيرها,

يروي
عبادة الطالب في إحدى كليات الهندسة :”لقد تطوعت بكتيبة شهداء جامعة الثورة, وأصبحت
من دعاة الدولة الإسلامية, ولكن بعد أربع شهور دفعني خوفي لأن أترك العمل المسلح ,فأنا
أكره الدماء, والآن أحاول الخروج خارج البلد لاستكمال دراستي”.

كما
التحق الكثير من طلاب الكليات الطبية في العمل في المشافي الميدانية

يروي
لنا غسان الطالب في السنة السادسة في كلية الطب: “لم يبقى على تخرجي سوى الامتحان
النهائي, تركت كل شيء والتحقت بالمشفى الميداني في مدينتي معرة النعمان ,لم أندم على
خطوتي, يومياً تزداد خبرتي الطبية من خلال عملي ,ولكن تعبت كثيراً فالوضع الصحي كارثي
والامكانيات ضعيفة, وعندما تنتصر الثورة, سأسافر لاستكمال دراستي خارج سوريا”.

أما
رامي الطالب في كلية الحقوق والذي نزح مع أسرته من إحدى قرى جبل الزاوية فيقول:
“بعد نزوحي إلى مخيم أطمه ,قمت بإنشاء مدرسة متواضعة وأعمل فيها كأستاذ, الثورة
تحتاج لكل شيء ,والاطفال بحاجة لاستكمال مسيرتهم التعليمية بعد تدمير مدارسهم”.

الثورة اليوم بعيون أبنائها

تتعدد
آراء طلاب الجامعة حول أوضاع الثورة اليوم, والجميع يجمع على أن النظام هو من أوصل
سوريا إلى هذا الحال من الدمار.

يروي
لنا علاء الطالب في المعهد الهندسي: “لم نكن نتوقع أن التغيير في سورية صعب ومكلف
لهذه الدرجة ,في مظاهرة الجامعة الكبرى التي تجمع فيها عشرات الألوف من الطلاب ,توقعت
أن النظام قد سقط, أما الآن مدينة حلب مدمرة وعشرات الألوف من النازحين وآلاف الضحايا,
لا أدري إن كان إسقاط النظام يستحق كل هذه التضحيات والدمار؟!”.

أما
سيرين الطالبة في كلية الهندسة المعمارية تروي لنا:” أسكن في حي الشهباء الجديدة,
وعندما قصفت الجامعة كنت متواجدة في الكلية, وقد تعرضت لإصابة خفيفة, الكثير من رفاقي
قد استشهدوا, لست آمنة لا في بيتي ولا في جامعتي والكهرباء ومتطلبات الحياة قليلة,
لا أعرف كيف سأكمل دراستي وأتخرج, فلم يعد معنى للدراسة والعلم وسط كل هذا الدمار والظلم”.

أما
آزاد الطالب في كلية الآداب يقول لنا:” خرجنا مطالبين بالحرية والعدالة والدولة
المدنية ,اليوم ظهرت الكثير من القوى المتطرفة, ولدي تخوف منها ومن وصولها للسلطة,
أصبحت سوريا أرضاً لحروب بين دول العالم ,فالجميع يتدخل فيها, قبل الثورة كان حلمي
أن أتخرج واسافر خارج سوريا من أجل فرصة عمل أفضل, أما اليوم فأنا مضطر للسفر لا من
أجل العمل ,بل من أجل الحفاظ على حياتي, فعندما أتخرج سأصبح مطلوباً للجيش, ولا أريد
أن أساهم بقتل أبناء شعبي ولا أريد أن اكون من الضحايا”.

أما
هبة فتقول: “قررت أن أتابع دراستي ,فسوريا المستقبل بحاجة لكل أبنائها, رغم كل
الصعوبات أقدم امتحاناتي التكميلية فلا كهربا ولا ماء والمواصلات غالية وليس بمقدور
اهلي توفيرها يومياً, لذلك قررت أن أذهب إلى الجامعة سيراً على الأقدام, فهي مكاني
الوحيد الذي أستطيع أن أذهب إليه في حلب بسبب حالة الحرب, وفي أوقات فراغي أعمل كمتطوعة
في إحدى مدارس النازحين القريبة من بيتي”.

مدرسو الجامعة بين الهجرة والصمت والتشبيح

ساهم
الكثير من طلاب دكاترة الجامعة التابعين لفرع الحزب بقمع تظاهرات الطلاب السلمية, وكثير
منهم سهل اعتقال الطلاب من قلب القاعات الدراسية و الامتحانية, كما قاموا بالتضييق
على الكثير من طلاب أبناء المناطق الثائرة, كما وصلت الدرجة لدى الكثير من أساتذة الجامعة
إلى المشاركة في حملات المداهمة التي تقوم بها عناصر الأمن في المدينة الجامعية.

يروي
لنا أحد الدكاترة رفض ذكر أسمه خوفاً من الأمن:” منذ بداية الثورة, عمل النظام
على التضييق على مجتمع المدرسين في الجامعة, كما تم اعتقال وتصفية عددا من دكاترة الجامعة,
الكثير منهم منحاز للطلاب والثورة ويعملون بكل ما بوسعهم للدفاع عن الطلاب ومنع اعتقالهم,
ولكن هناك حالة تقصير منهم, سببها الخوف من النظام, فالذي يسيطر على الجامعة هو فرع
الحزب بالتعاون مع فرع المخابرات الجوية”. ويضيف : “اليوم الكثير من مدرسي
الجامعة يهربون خارج سوريا للعمل في الجامعات العربية والاجنبية ,فحالة الحرب لم تعد
تطاق وأصبح المدرس الجامعي محاصر من قبل النظام ومن بعض كتائب الثوار بتهمة أنهم شبيحة
للنظام, لا يوجد أي بنية للعمل العلمي فلا كهرباء ولا اتصالات ولا شبكة أنترنيت في
الجامعة”.

جامعة حلب ……..جامعة الثورة

شاهد أيضاً

تنوع الجزيرة السورية الحضاري يضفي طابعا خاصا على احتفالات عيد الأضحى

  القامشلي – سلام حسن خاص لموقع صدى الشام: في ثاني أيام عيد الأضحى المبارك، …

أوراق باندورا: جزر العذراء البريطانية مخبأ شركات “ممول للنظام السوري”

في 23 كانون الثاني/ يناير 2017، بينما تحتشد الجهود للوصول لتسوية بين طرفي النزاع السوري …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *