مصطفى محمد
كلنا
يعرف أن الشعب السوري مسالم بالفطرة، ولا يمتلك الخبرة الكافية في التعامل مع السلاح،
بالطبع هذا قبل الثورة.
يعرف
القاصي والداني أن الثورة السورية المباركة بدأت سلميةً، لكن نظام الأسد استشرس في
إجرامه مقابل سلمية الثورة، الأمر الذي أجبر الثوار على حمل السلاح، ليس حباً به ولكن
دفاعاَ عن أنفسهم، ثم دخل السلاح كل البيوت في المناطق الثائرة تقريباً، وحمله من انخرط
في الثورة ومن لم ينخرط أيضاً، ونتج عن ذلك وقوع السلاح أحياناً في أيدي من لا يجيد
التعامل معه.
أخطاء
مميتة بعيداً عن الجبهات
لدى
بحثنا عن الأخطاء، نتيجة حمل السلاح، وجدنا حالات لأخطاء لا تعد ولا تحصى. إصابات نتيجة
الجهل باستخدام السلاح، وإصابات بالخطأ غير المقصود, إصابات نتيجة العبث, وإصابات نتيجة
إبقاء السلاح في متناول الأطفال وغيرها الكثير.
أصيب
(محمود) بطلق في الخاصرة من قبل صديقه وهو ينظف سلاحه، نجا من الموت بعد أن أمضى شهراً
في أحد المشافي التركية.
أما
(مها) التي تبلغ السابعة من عمرها، فأصابت والدها المقاتل برصاصة قاتلة بعد قدومه من
إحدى المعارك مصطحباً سلاحه، ونتيجة الإهمال ألقى سلاحه جانباً، فما كان من (مها) إلا
أن حملت (المسدس) وضغطت على الزناد، وحصل ما حصل.
عدم
مسؤولية وجهل
“لكي
تحمل السلاح لابد لك من أن تكون مسؤولاً عن حمله، وأن تعلم أن لاستخدامه ضوابط، فلا
يستخدم سلاحك في غير محله، كالمشاجرات التي تحصل بين العوائل”. هذا ما قاله العم
(أبو محمد)، عضو المجلس المحلي بمدينة (مارع). وأضاف: “السلاح لا يحمل في المناطق
الآمنة لنظهر للأهالي أننا رجال أقوياء، السلاح وجد لمقاتلة النظام المجرم وليس للاقتتال
بين العوائل”، وختم (أبو محمد): “نسعى لتشكيل مجلس عسكري مهمته فض النزاعات
المسلحة الناشبة بين الأهالي، بالتعاون مع المجلس المدني، فكما تعلم نحن هيئة مدنية”.
شجار
بين عائلتين أوقع إصابات
الإعلامي
(أبو جاسم) أصيب بطلق ناري في الأمعاء بينما كان يحاول فض نزاع مسلح بين عائلتين، وأصيب
معه أكثر من شخص.
قمنا
بزيارته في المشفى وقال: “لست مستاءً من إصابتي ولكنني مستاء مما وصلنا إليه في
مجتمعنا، لم أفهم كيف نحمل السلاح في وجوه بعضنا، نحن بحاجة إلى ثقافة تشطب جهلنا,
كم تمنيت أن أصاب في إحدى الجبهات وأنا أغطي مسار المعارك مع النظام المجرم، لا أن
أصاب هنا”، وأضاف (أبو حاسم): “لابد من قانون يردع هذه التصرفات الطائشة”.
نحن
من سيدفع الثمن
إذا
لم ننشر ثقافة “سلاحنا أمانة في أيدينا، سلاحنا نوجهه لأعدائنا، لا نوجهه فيما
بيننا”، إن لم نعمم هذه الثقافة، سندفع الثمن وأي ثمن, اضطررنا لحمله نعم، لسنا
ضده نعم، ولكننا ضد الاستخدام الخاطئ للسلاح. هذا النظام المجرم يتحمل كامل المسؤولية
عما يحصل، فلو أعطانا حريتنا ما كنا اضطررنا لمعرفة هذه الأسلحة، ناهيك عن حملها!!
صدى الشام موقع يهتم بما وراء الحدث