“ميناء مرسين”.. يقف وراء انقطاع مادة البنزين عن إدلب هذه المرة

نايف البيوش

تشهد محافظة إدلب شمال غرب سوريا أزمة ونقصًا في مادة البنزين، وسط مخاوف مستمرة من أصحاب السيارات والدراجات النارية والآليات من تفاقم الأزمة واستمرار انقطاعه مدة أطول.

وتشهد محطات وقود المنطقة التي تسيطر عليها حكومة الإنقاذ ازدحامًا لتأمين المادة، ووضع بعضها لافتات بنفاد الكميات لديها منعاً للازدحام، بينما راح يستخدم بعض سائقي السيارات احتياطاتهم التي شارفت هي الأخرى على النفاذ بعد أكثر من عشرة أيام على انقطاع المادة.

وعزا المدير العام للمشتقات النفطية في حكومة الإنقاذ، أكرم حمودة، أزمة البنزين المتواصلة في إدلب، إلى نقص في توريدات البنزين.

وبيّن حمودة أن المشكلة بدأت تظهر آثارها بشكل واضح، حيث يجري التواصل مع الشركة الموردة باستمرار، لإدخال كميات كافية، لكن الشركة الموردة للبنزين أوضحت أن النقص سببه أعطال فنية في ميناء مرسين، ما سبب خللًا في عملية التفريغ.

وقال المدير إن التوريدات لم تتوقف لكن الكميات التي تدخل قليلة، وتوزع على المحطات الرئيسية في كل المناطق، مع الحرص على منع التلاعب أو الاحتكار.

من جهة أخرى يتهم ناشطون هيئة تحرير الشام باحتكار قطاع المحروقات عبر شركة “وتد”، وتحكمها بأسعارها، حيث وصل سعر لتر البنزين اليوم الإثنين 31 تموز إلى 38 ليرة تركية ما يعادل دولار ونصف في حال وجوده.

واعتبر الأهالي أن مادة البنزين شريان الحياة للكثير وطالبوا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بتأمين احتياجاتهم الرئيسية ، والتي يعتمد عليها السكان بشكل أساسي في حياتهم اليومية.

وقال إبراهيم المليشو نازح من ريف إدلب الجنوبي ومقيم في مدينة سرمدا شمال إدلب وهو أحد سائقي سيارات الأجرة في مدينة الدانا إن انقطاع مادة البنزين يعني توقفه عن العمل وتهديد لقمة عيشه وعيش أطفاله.

وأضاف لصدى الشام أنه ورغم أخذ الاحتياطات اللازمة بتوفير كمية احتياطية من البنزين في المنزل بعد عمليات الانقطاع المتكررة، إلا أنه سرعانما نفذت الكمية المتوفرة لديه نتيجة طول مدة الانقطاع وراح يقضي وقته متتبعاً كازيات الوقود ليتمكن من تعبئة بعض ليترات محدودة بعد إنتظار طويل بين طوابير السيارات والدراجات النارية، هذا إن توفر البنزين في بعض الكازيات التي سرعانما تنفذ كمياتها قبل أن تتمكن النسبة الأكبر من المنتظرين من تعبأة خزاناتهم أو مدها ببعض ليترات.

من جانبه قال الخبير الاقتصادي عمر البكور للعربي الجديد أن انقطاع البنزين يؤثر بصورة أقل من انقطاع المازوت على الحياة الاقتصادية، إلا أن تأثير انقطاعه على شريحة وقطاعات عدة لا يمكن الاستهانة به.

وأوضح تأثيره على القطاع الطبي، ذلك أن الكثير من الأجهزة الطبية وسيارات الإسعاف تعمل على البنزين ماسيؤثر بشكل أو بآخر على عمل المشافي وحياة المرضى.

وأشار إلى تأثر قطاع النقل وتوقف عمل الكثير ممن تعمل سياراتهم على البنزين، وتضاعف الضغط على السيارات التي تعمل على المازوت ما سيساهم بزيارة أجور النقل وارتفاع سعر المازوت.

وعن أسباب انقطاع مادة البنزين أفاد البكور أنه في حال توفر مادة المازوت وانقطاع البنزين فغالباً ما يتعلق الأمر بالاحتكار أو ضعف القدرة على شراء البنزين، أو عدم توفر القطع الأجنبي أو ربما يكمن وراء تلك المشكلة قضايا فساد كبيرة، لا سيما حين يكون المحتكر للمادة والمتحكم بأسعارها هو المصدر ذاته في إشارة منه لاحتكار هذا القطاع من قبل شركة وتد التابعة لهيئة تحرير الشام.

وتكررت أزمات المحروقات في إدلب، وأبرزها كان في تشرين الأول 2022، حين شهدت منطقة إدلب أزمة كبيرة في المحروقات بسبب انقطاع معظم أنواعها، وفي الوقت الذي تنقطع فيه مادة البنزين عن المنطقة بشكل دوري، تتوفر في مناطق ريف حلب الشمالي والشرقي بشكل كبير، كما أن سعرها في مناطق إدلب، مرتفع مقارنة بمناطق ريف حلب الشمالي والشرقي.

ويتخوف سكان إدلب من سيناريو الانقطاع المتكرر لمادة البنزين، وغيرها من أصناف المحروقات والسلع والمواد الأساسية، التي يتم استيرادها من تركيا، بغية خلق أزمات والتحكم في الأسعار.

وساهمت أزمة البنزين بتنشيط حركة تهريب البنزين من عفرين نحو مناطق إدلب، حيث تزايد إقبال السكان عليه رغم جودته الرديئة لاسيما أصحاب الدراجات النارية من فئة عمال المياومة، الذين يعتمدون عليه بشكل أساسي في الوصول إلى عملهم وتحصيل قوت عوائلهم.