مثنى الأحمد - صدى الشام/
تستعد المنتخبات المشاركة في نهائيات بطولة أوروبا لكرة القدم المقامة في فرنسا، لخوض الجولة الثالثة والختامية لدور المجموعات في البطولة، حيث ضمنت بالفعل فرنسا وإسبانيا وإيطاليا مقعداً في دور الستة عشر بعد تحقيقهم العلامة الكاملة، في حين تأجل تأهل ألمانيا وإنجلترا وكرواتيا إلى الجولة الختامية، كما وضعت البرتغال نفسها بوضع صعب بعد تعادلها الثاني مع النمسا، وودعت كل من ألبانيا وأوكرانيا وتركيا المنافسات رسمياً.
أهداف الدقائق الأخيرة عنوان اليورو:
خلال 24 مباراة أقيمت حتى الآن، في الجولتين الأولى والثانية من مباريات الدور الأول، وصل عدد الأهداف المسجلة إلى 47 هدفاً، وكان من بينها 13 هدفا سجلت في الدقيقة الـ 87 أو ما بعدها، وهو ما يمثل نحو 28% من الأهداف المسجلة حتى الآن. علما بأن سبعة من هذه الأهداف جاءت في الوقت بدل الضائع للمباريات.
وصنعت الكثير من هذه الأهداف الفارق بالفعل، حيث أنقذت أصحابها من الخسارة أو فخ التعادل، كما قادت بعض المنتخبات إلى العبور إلى الدور الثاني. إذ لم يعرف المنتخب الفرنسي العبور إلى الستة عشر من البطولة إلا من خلال الأهداف المتأخرة، حيث جاء هدف الفوز 2ـ1 على رومانيا في المباراة الافتتاحية بفضل هدف “ديمتري باييه” في الدقيقة قبل الأخيرة من المباراة، ثم احتاج الفريق نفسه لهدفين في الوقت القاتل عند الدقيقتين 90 والسادسة من الوقت بدل الضائع عن طريق “أنطوان جريزمان” والمنقذ “باييه” أيضا للفوز 2ـ0 على المنتخب الألباني.
والأمر ذاته حصل مع المنتخب الإيطالي، الذي حجز بطاقة التأهل بعد فوزه على السويد بفضل هدف “إيدير” عند الدقيقة الـ 88، كما جاء هدف تأكيد الفوز على بلجيكا بالجولة الأولى في الدقيقة الـ 92.
شغب متكرر وإجراءات تأديبية:
تمثل أحداث الشغب التي تشهدها الملاعب الفرنسية النقطة السوداء لهذه البطولة، بالرغم من التنظيم الرائع للبطولة من كافة جوانبها، وما يرافقها من إجراءات أمنية مركزة.
فبعد أعمال الشغب التي قامت بها الجماهير الروسية والتي دفعت الاتحاد الأوروبي إلى معاقبة روسيا بالاستبعاد مع وقف التنفيذ، وتغريمها 150 ألف يورو، تورطت الجماهير الكرواتية في أعمال شغب تمثلت بإلقاء العديد من المقذوفات والألعاب النارية على أرضية ملعب “سانت اتيان”، خلال المباراة أمام التشيك، والتي انتهت بالتعادل 2-2، مما دفع لجنة الانضباط إلى الإعلان عن اجتماع لها لمناقشة العقوبات المحتملة ضد الاتحاد الكرواتي.
وشهد ملعب “فيلودروم” في مرسيليا السبت، مناوشات بين الجماهير المجرية والشرطة، قبل المباراة ضد أيسلندا. وقال شاهد من “رويترز” إنه شاهد بعض الاشتباكات لدى دخول قوات الشرطة إلى المدرجات قبل نهاية اللقاء.
كما أعلن الاتحاد الأوروبي للكرة الأحد، أنه بدأ باتخاذ إجراءات تأديبية ضد البرتغال والمجر وبلجيكا بسبب الأحداث التي رافقت مبارياتها يوم السبت.
المنقذ باييت خليفة زيدان:
منذ اعتزال جيل زيدان والإخفاقات المتتالية التي مر بها المنتخب الفرنسي من نهائي 2006، لم يظهر لاعب في فرنسا قادر على صنع الفارق في المواقف الصعبة كـ “ديمتري باييت”، صاحب الشهرة المؤجلة والمهارة الخالصة التي أعطت فرنسا الثلاث نقاط في لقاء متوسط المستوى من جانب البلد المضيف، في الجولة الأولى أمام رومانيا.
فرنسا عانت أيضاً أمام ألبانيا طيلة اللقاء، على مستوى الحفاظ على التنظيم الدفاعي. لقد كان فوزا معقدا، فرغم عدم ظهور “جريزمان” و”بوجبا” بالمستوى المتوقع، إلا أن “باييت” كان كافياً لحصد النقاط بمجهودات رائعة في الوسط والهجوم، وتأمين فوز بلاده بهدف رائع. القادم لفرنسا جيد إذا استطاعوا الارتقاء بمعدل العمل والظهور بتماسك أكثر، ففرنسا لديها كل المقومات للذهاب بعيداً.
إيطاليا الأكثر إقناعاً وماركة مسجلة بالدفاع:
كان لإيطاليا فوز مقنع على المنتخب البلجيكي الذي يعد مرشحاً قوياً؛ هدفين ممتعين نتجا عن كرة جميلة وقراءة رائعة لضعف تمركز الدفاع البلجيكي لـ “جياكيرنى” و”بيله”، بالإضافة الى تحفه الدفاع الفنية المتمثلة في ثلاثي يوفنتوس ورائهم “بوفون”. (كيلني، بونتشي، وبارزاغلي) هم محور بناء المنتخب الإيطالي وكيفية تفاهمهم والتغطية الرائعة مع غلق المساحات في منطقه الجزاء مما يجعل المهاجمين في معزل عن إي تمويل. أداء ذكي وتفوق تكتيكي مميز من “كونتي”، ساعد أيضاً في تخطي المنتخب السويدي فالمهم بالنسبة لـ “كونتي” كان التأهل وليس المتعة. اختياراته الفنية المتمثلة في “كاندريفا” و”بارولو” والاعتماد على “إدير” بالهجوم جعلت إيطاليا بهذا المستوى المميز. قد يلعبون دوراً محورياً في الأدوار المتقدمة.
أرقام وإحصائيات سريعة:
ـ سويسرا نجحت بنسبه 92% في التمرير الصحيح، وتلتها ألمانيا أيضاً 92%، وإسبانيا ثالثاً بـ91%، مع الأفضلية للإسبان بـ 632 تمريرة ناجحة.
ـ بات “كريستيانو رونالدو” صاحب أكبر عدد من المشاركات مع منتخب البرتغال بـ 128، متجاوزاً “لويس فيغو” 127.
ـ أصبح رونالدو أول لاعب يهدر ركلة جزاء لمنتخب البرتغال في منافسة كبرى (باستثناء ركلات الترجيح الحاسمة).
ـ حافظ منتخب النمسا على نظافة شباكه لأول مرة، في 14 مباراة لعبها في منافسة كبرى، ولأول مرة منذ 1982 أمام منتخب الجزائر.
ـ أثمرت سلسلة من التمريرات بلغت 28 تمريرة، عن هدف بلجيكا الثاني في مرمى إيرلندا الذي وقع عليه “إكسل فيستل”.
ـ لم يخسر منتخب إسبانيا في آخر 14 مباراة لعبها في أمم أوروبا (فاز 11 تعادل 3)، وهي أطول سلسلة من هذا النوع في تاريخ المنافسة.
ـ تلقى “راموس” أسرع بطاقة صفراء في منافسات اليورو (بعد 58 ثانية) منذ “ألكساندرز إيساكوفس” مع لاتفيا بعد 40 ثانية أمام ألمانيا في 2004.
ـ “موراتا” أول لاعب يسجل ثنائية في يورو 2016، كما أنه أول لاعب ليوفنتوس يوقع ثنائية في اليورو منذ “بلاتيني” في يورو 1984.