يصحّ القول إنّها الحرب الكبرى. للمرة الأولى في تاريخ الشركات، تقف شركة “آبل” ضد رغبات مكتب التحقيقات الفدرالي FBI، بعد طلب الأخير ابتكار حيلة لاختراق “آيفون” تعود ملكيّته لأحد منفّذي هجوم سان برناردينو في كاليفورنيا في كانون الأوّل/يناير الماضي.
بعد الدعوى القضائية التي كسبها FBI ضد شركة “آبل”، ورفض رئيس الشركة، تيم كوك، في رسالة منذ يومين للعموم، تدق ناقوس الخطر حول خصوصية المستخدمين، أصبحت القضية هذه الأبرز في الإعلام. والتفتت جميع الأنظار إلى “آبل”، حيث اعتبر بعضهم أنها تستحق الاحترام لوقوفها ودفاعها عن خصوصية المستخدمين، بينما رأى بعض آخر أنّ “آبل” تبالغ في رد فعلها، لأن مكتب التحقيقات لم يطلب إلا الولوج إلى هاتف واحد.
في إطار الردّ أيضاً، عنونت “آبل” موقعها الإلكتروني “الأمن لا يأتي على حساب الخصوصيّة الفرديّة”. لتبدأ السجالات التي لم تتوقف، حيث كان نجمها، المتعاقد السابق مع وكالة الاستخبارات الأميركية CIA، فقد اعتبر القضية الأهم في من حيث القضايا التقنية خلال السنوات العشر الماضية. واعتبر سنودن أن “آبل” تدافع عن الشعب وتحميه من الـFBI بينما المفترض أن يكون العكس.
ولم تنتظر شركة “غوغل” كثيرًا، لتعلن عبر “تويتر” على لسان مديرها سوندار بيتشاي أن إجبار الشركات على السماح بقرصنتها قد يمس بخصوصية المستعملين.
وفي السياق نفسه، أعلنت كل من “فيسبوك” و”تويتر” عن تضامنهما مع شركة “آبل” في معركتها ضد محاولة مكتب الإف بي آي اختراق خصوصية زبائنها من أجل التحريات. وأعلن مدير موقع “تويتر” جاك دورسي عبر تغريدة له عن تضامنه مع تيم كوك مدير شركة آبل ضد مكتب التحقيقات الفدرالي. كما أرفق التغريدة بالرسالة التي أرسلها تيم كوك إلى كل زبائن “آبل” لشرح موقفها من عدم التعاون مع الإف بي آي وحشد الدعم والتعاون معها.
موقع “فيسبوك” بدوره عبر عن تضامنه مع شركة “آبل”، حيث أعلن متحدث باسم “فيسبوك” في تصريح لموقع “ماشابل” أن الأمر سابقة خطيرة، وسوف يظل “فيسبوك” يحارب محاولة اختراق خصوصية المستهلكين.
أما جان كوم مؤسس تطبيق “واتساب”، فدعم “آبل”، وقال إنّ “على الجميع عدم السماح بحدوث هذه الخطوة الخطيرة. حريتنا على المحك”.
المصدر: جريدة العربي الجديد
صدى الشام موقع يهتم بما وراء الحدث