صدى الشام – ياسين المحمد
أصدر المجلس المحلي في مدينة معرة النعمان في ريف إدلب الجنوبي يوم الأحد الواقع في تاريخ 6 تشرين الأول 2019، بيانًا أوضح فيه سوء الأوضاع المعيشية التي يعاني منها سكان المدينة الذين عادوا إليها بعد الإعلان الروسي عن وقف إطلاق النار.
وناشد البيان جميع المنظمات الإنسانية العاملة في الشمال السوري، بإعادة تفعيل عملها في ريف إدلب الجنوبي، وتقديم المساعدات اللازمة العائدين حديثا إلى قراهم وبلداتهم.
وجاء في نص البيان: “بعد أن أعلنت روسيا عن وقف إطلاق النار، عاد 80% من سكان مدينة معرة النعمان إلى بيوتهم، بلغ عدد السكان الحالي 90 ألف نسمة مقيمين، و17500 نسمة نازحين ومهجرين، في ظل ظروف صعبة بعد توقف معظم المنظمات في المنطقة عن الدعم، وخاصة في المجالين الصحي والتعليمي، ولم يبقى سوى المراكز الصحية في مدينة معرة النعمان، علما أن هذه المراكز تخدم المنطقة بالكامل وليس فقط أبناء المدينة”.
وناشد البيان، جميع المنظمات الإنسانية أن تعود للعمل في المنطقة، وتقدم الدعم اللازم للأهالي والذين معظمهم معدومي الدخل، فالأعباء كبيرة ولا تستطيع المؤسسات المدنية العاملة على الأرض تحملها.
وقال عضو المجلس المحلي في مدينة معرة النعمان بشار قيطاز لـ “صدى الشام”: “يوجد في المدينة حاليا قرابة 90 ألف نسمة، يعانون من أوضاع مأساوية حقيقية”.
وأوضح قيطاز، أن هناك صعوبات كبيرة يعاني منها أبناء المدينة بسبب قلة فرص العمل وغلاء الأسعار بشكل عام، وتوقف معظم المنظمات عن الدعم وخاصة في المجال الإغاثي والصحي والتعليمي.
بالنسبة للكهرباء، يعتمد الأهالي على المولدات الخاصة في تأمين الكهرباء، ولكن تكون عدد الساعات التي تتوفر فيها الكهرباء قليلة لا تتجاوز ال ٧ ساعات.وبالنسبة للمياه يحصل عليها المواطنين من الآبار السطحية والبحرية عن طريق الصهاريج
وتابع قيطاز: “الجمعية الطبية السورية الأمريكية (سامز) ومنظمة (سيريا ريليف) لم تتوقفا عن دعم المستشفيات والمراكز الصحية في المدينة بينما توقفت بقية المنظمات، ولكن في الآونة الأخيرة في ظل توقف معظم المراكز الصحية في المنطقة أصبح هناك ضغط كبير على المستشفيات والمراكز الموجودة في المدينة التي لا تخدم فقط أبناء المدينة بل المدن و القرى المجاورة”.
وأكمل قيطاز، أن “المدينة تعرّضت لدمار كبير في المباني السكنية والبنى التحتية، ويقوم كل من “المجلس المحلي” و”الدفاع المدني” بإزالة الركام وإصلاح الصرف الصحي، وتخديم المدنيين بكل الإمكانيات المتاحة”.
من جهته قال مصطفى الشريف، أحد عناصر الدفاع المدني في المدينة لـ “صدى الشام”: “ضمن الإمكانيات المتوفرة، يعمل الدفاع المدني في مدينة معرة النعمان، على إزالة الركام وتنظيف المساجد والمدارس والمشافي، وإزالة وإتلاف مخلفات الحرب، والاستجابة لجميع نداءات للمدنيين، من إخماد الحرائق وتعبئة خزانات المياه للشرب، وجميع حالات الإسعاف، من أمراض وحوادث سير، بالإضافة للجرحى الذين يسقطون إثر القصف البري المتكرر على المدينة رغم سريان الهدنة”
وأضاف الشريف أن “من أبرز المصاعب التي تواجه عمل فرق الدفاع المدني في المدينة، هو القصف المتكرر عليها، والذي يستهدف التجمعات السكنية بالدرجة الأولى، كما أن طائرات الاستطلاع لا تكاد تغادر أجواء المنطقة”.
عبد الإله قطيني، من سكان مدينة معرة النعمان قال لـ “صدى الشام”: “منذ عودتنا إلى المدينة ونحن نعيش ظروف إنسانية قاسية، حيث لا نكاد نأمن على أنفسنا بسبب وجود طيران الاستطلاع الذي لا يفارق الأجواء، والقصف المتكرر على المدينة من قبل حواجز النظام القريبة، وشح كبير في مياه الشرب وغلاء فاحش في أسعار المواد الغذائية، ولا وجود لأسواق جيدة كسابق عهدها، في حين أن الصرف الصحي سيء، والدمار في كل مكان”
وناشد القطيني، جميع المنظمات الفاعلة بضرورة التوجه للمدينة وتقديم ما يمكن من مساعدات غذائية وطبية وعلاجية، كما يجب القيام بتوصيل مياه الشرب وفتح الطرقات وتنظيف المدينة من الركام، ونناشد ايضا بدعم المنشآت التعليمية والطبية والخدمية، لتفعيل دورها بشكل أفضل
وتستمر الأوضاع الإنسانية بالتدهور، في ظل غياب الدعم المدنيين في معرة النعمان، وينشادون بضرورة توجيه النظر إليهم لمساعدتهم في الاستمرار بوجودهم فيها وعدم اضطرارهم للنزوح منها مرة أخرى، وهذه المرة ليس بسبب القصف والتصعيد، بل بسبب سوء الأحوال المعيشية