صدى الشام - جلال بكور/
استمر الفلتان الأمني في مدينة السويداء ومحيطها الخاضع لسيطرة ميليشيات محلية موالية لنظام الأسد وذلك عقب سيطرة قوات النظام بالدعم الروسي على معظم بلدات ومدن ريف درعا الشرقي المتاخم لريف السويداء الغربي.
وشهدت المدينة وريفها استمرارا لعمليات الخطف والاشتباك بين عناصر ميليشيات النظام، فضلا عن تحويل السويداء إلى سوق لبيع المسروقات التي جلبها عناصر النظام من ريف درعا الشرقي، وهو ما أثار الفئة الرافضة لتلك التصرفات من أهالي المدينة الذين بقوا على الحياد في الصراع.
فلتان أمني
وقالت مصادر لـ”صدى الشام” من السويداء إن مجهولين أقدموا على خطف مواطن يدعى “نواف الحجلي” بعد خروجه من منزله متجها بسيّارته إلى مكتب عقاري بالسويداء لبيع شقة يملكها في المدينة إلا أنه اختفى ولم ترد أي معلومات عنه من قبل خاطفيه.
وأشارت المصادر التي فضلت عدم ذكر اسمها لدواع أمنية أن الجهة الخاطفة يرجح أنها مقربة من المخطوف وهي على علم بموعد خروجه من المنزل، مؤكدة على أن ذوي المخطوف أبلغوا السلطات التابعة للنظام في المدينة بالحادثة، لكنهم لا يعولون عليها لأن السلطات هناك لم تقم يوما بإعادة مخطوف لأهله.
ودائما ما يلجأ الخاطفون إلى الاتصال المباشر بعد فترة من الزمن مع ذوي المخطوف لطلب فدية مالية مقابل الإفراج عنه، وهو ماحصل مع مئات الأشخاص في المدينة وريفها.
تعيش مدينة السويداء وريفها حالة فلتان أمني متواصلة منذ سنوات في ظل سيطرة ميليشيات نظام الأسد على المنطقة
وبحسب المصادر فقد فُقد العديد من أهالي السويداء العاملين مع النظام السوري مؤخرا ومن بينهم وفق المصادر عنصر أمن يدعى” وسام محمد فرج” من قرية المزرعة وفقد خلال ذهابه إلى مدينة دمشق، ومن المرجح وفق المصادر أن الخاطفين يسعون وراء المال كون المنطقة التي خطف فيها لا تواجد لأي فصيل مسلح فيها غير ميليشيات النظام.
وأضافت مصادر أخرى أن سيارة عسكرية تابعة لعناصر من ميليشيات الأسد وهي من نوع تويوتا قامت بدهس مواطن ما أدى إلى وفاته عند مفرق قرية الدور في ريف السويداء الغربي، وأشارت إلى أن السيارة كانت قادمة من ريف درعا الشرقي وهي محملة بمواد مسروقة من هناك، ونوهت المصادر على أنها ليست الحادثة الأولى من نوعها في المنطقة، مشيرة إلى أن “الضحية” هو ضابط متقاعد من قوات النظام.
وقالت مصادر أخرى من ريف السويداء إن أفرادا من عائلتين مسلحتين منخرطين ضمن ميليشيات نظام الأسد اشتبكوا بالسلاح في منطقة القسطل قرب قرية شعف ما أدى لإصابة ثلاثة أشخاص منهم بجروح متفاوتة، مضيفة: أن الخلاف بين الطرفين كان على المال، ولم تجرؤ قوات أمن أو جيش النظام على التدخل كالعادة.
التعفيش
وعقب سيطرة ميليشيات النظام المدعومة بالطيران الروسي على معظم مدن وبلدات ريف درعا الشرقي بدأ عناصر الميليشيات بسرقة محتويات المنازل والمحال التجارية وعمدوا إلى نقل جزء كبير من المسروقات إلى مدن وبلدات محافظة السويداء.
وقال ناشطون من المدينة لـ”صدى الشام” إن عناصر قوات النظام والمليشيات الموالية له قامت بعمليات التعفيش والسرقة في المناطق السكنية التي سيطرت عليها شرقي درعا، وسلبت كل ما يمكن نقله من قرى محافظة درعا إلى مدينة السويداء والريف الغربي للسويداء، وعرضته للبيع بأسعار رخيصة بهدف إغراء الأهالي بالشراء، ثم الترويج على أن أهالي السويداء هم من يسرقون ممتلكات أهالي درعا.
ونزح آلاف الأهالي من ريف درعا الشرقي إلى الحدود الأردنية تاركين خلفهم كل ما يملكون، وذلك عقب الحملة الجوية والبرية المكثفة من نظام الأسد والمدعومة من الطيران الروسي التي جاءت في ظل صمت وتخاذل دولي.
حرمت مشيخة عقل الموحدين الدروز شراء وبيع المواد المسروقة من ريف درعا في السويداء وطالبت الأهالي بمحاربة تلك الظاهرة
وعلى إثرانتشار ظاهرة بيع المسروقات بشكل كبير في السويداء قام ناشطون من المدينة بحملة تدعو إلى عدم شراء تلك المسروقات، وتحريم شرائها كما قاموا بحملات على مواقع التواصل الاجتماعي دعوة منهم إلى عدم شراء تلك المسروقات.
وأكدت المصادر على أن ميليشيات النظام قامت بمصادرة شاحنات نقل الخضار والمواد التجارية التابعة لأهالي السويداء من الطرق الواصلة بين دمشق والسويداء بعد تهديد أصحابها بالاعتقال والقتل، ونقلت تلك الشاحنات إلى بلدات ريف درعا حيث قامت عبرها بنقل المسروقات إلى السويداء.
وتقوم الميليشيات بعرض المسروقات في السوق بأسعار رخيصة تغري ضعاف النفوس وذلك على الرغم من التحذيرات التي أطلقتها بعض القوى السياسية والمدنية والدينية في السويداء والتي أعربت عن رفض تلك الظاهرة.
وقالت المصادر إن حواجز النظام تسمح للعناصر بنقل المسروقات من درعا إلى السويداء مقابل الحصول على نسبة مالية من مردود المسروقات التي تباع في السوق.
ومن جانها حرمت مشيخة “عقل الموحدين الدروز” في السويداء، عمليات “التعفيش” وأكدت أن كل الأموال التي تعود من تلك العملية هي “مال حرام مهلك لصاحبه”، وطالبت المشيخة “الجهات الرسمية” التابعة لنظام الأسد بعدم السماح بمرور هذه البضائع، أو إنشاء أسواق لها في السويداء.
ويشار إلى أن ظاهرة التعفيش ليست بالجديدة وهي ظاهرة تتلو كل عملية عسكرية يقوم بها نظام الأسد، حيث يقوم عناصر الميليشيات التابعة للنظام بسرقة كل ما يصادفونه في طريقهم من أثاث المنازل محتوياتها.