صدى الشام خاص
لم تنته تبعات المجزرة المروّعة التي ارتكبتها طائرات النظام في مدينة دوما بريف دمشق بداية الشهر الجاري،فعدا عن الحملات الإعلامية التي أطلقها نشطاء من كافة أرجاء سوريا وخارجها على مواقع التواصل الاجتماعي للتنديد بالمجزرة، أعلنت عدة فصائل عسكرية معارضة ضرب مقرات قوات النظام في مناطقها انتقاماً، آخرها كانت حركة “أحرار الشام الإسلامية” التي قصفت يومي السبت والأحد الماضيين تجمعات قوات النظام في اللاذقية وريفها، دون ورود أنباء عن ضحايا.
واستهدف مقاتلو الحركة يوم الأحد تجمعات للنظام وشبيحته، بأكثر من عشرة صواريخ غراد، طالت المربع الأمني، وحي الزراعة، في مدينة اللاذقية، ومدينة السامية الواقعة على بعد15 كيلومتراً منها. جاء ذلك بعدما قصفت يوم السبت محيط مدينة القرداحة، مسقط رأس بشار الأسد، وقرى الدعتور، سقوبين، وسنجوان، أبرز أماكن تجمّع المقاتلين المساندين له.
وبحسب ما أفادت مصادر محلية لـ”صدى الشام” فإنّ ”أصوات سيارات الإسعاف أعقبت كل انفجار في ريف اللاذقية، دون إفصاح النظام عن وقوع قتلى أو جرحى في صفوفه، وخاصة مع تعميم رئيس إدارة المخابرات الجوية، جميل الحسن، الذي توعّد كل من ينشر صورة لمواقع سقوط الصواريخ، بالسجن، لما فيه ذلك من إفادة للإرهابيين على حد وصفه”.
وتسيطر كتائب المعارضة المنطوية تحت راية ”الجبهة الإسلامية” و”الجيش الحر”، على كامل جبل الأكراد وجزء من جبل التركمان، فيما يبسط النظام سيطرته على بقية مناطق الريف وكامل مدينة اللاذقية.
رد النظام على هكذا استهداف لمسقط رأسه وأماكن تجمّع مواليه وشبيحته، كان قاسياً، فلم يحن مساء يوم الأحد، حتى شنّت طائراته غارة على بلدة الناجية التابعة إدارياً لريف إدلب، وجغرافياً لجبل الأكراد في ريف اللاذقية، الأمر الذي أدى لمقتل ١٨ مدنياً، وسقوط عشرات الجرحى.
مراسل شبكة ”شام الإخبارية” في اللاذقية، أبو الحسن، أوضح لـ”صدى الشام” أنّ ” غارة واحدة شنّها طيران النظام الحربي على سوق بلدة الجابية، أكبر تجمع سكاني في جبل الأكراد، مما تسبب في وقوع مجزرة مروّعة، قتل على إثرها ١٨ مدنياً، في حين أصيب العشرات بجروح، أسعفوا إلى نقاط طبية في البلدة، فضلاً عن الأضرار المادية الجسيمة التي لحقت بالأبينة المحيطة”.
وكان “جيش الإسلام“، التابع لـ“الجبهة الإسلامية” أيضاً، قد استهدف مدينة اللاذقية بالصواريخ نهاية شهر يناير/كانون الثاني
الماضي، مما أدى لمقتل مدنيين، وسقوط عدّة جرحى.
انفجار مفخخة في مدينة التل
وفي سياق آخر، هزّ انفجار قوي يوم الجمعة الماضي، مدينة التل الواقعة ضمن سلسلة جبال القلمون في ريف دمشق الغربي، تبيّن أنه ناتج عن انفجار سيارة مفخخة، لم يتبن أحد مسؤلية تفجيرها.
وأفاد عضو مكتب دمشق الإعلامي، كريم الشامي، لـ”صدى الشام” أنّ” سيارة مفخخة انفجرت قرب مسجد (فاطمة الزهراء) عقب صلاة الجمعة، مما أدى لمقتل عشرة مدنيين وإصابة عشرين آخرين بجروح”، في وقت وصفت فيه مصادر محلية الوضع في التل حينها بالمأساوي، فالأشلاء كانت متناثرة في كل مكان، والمآذن تدعو الناس للتبرع بالدماء، والإسراع إلى مكان التفجير لانتشال الضحايا”.
وتفرض قوات النظام سيطرتها على مدينة التل منذ نحو عامين، في حين تتمركز قلّة من مقاتلي “الجيش الحر“، في منطقة تدعى بـ“الغرب“، وتقتصر عملياتهم بين الحين والآخر على استهداف حواجز قوات النظام، التي تقوم بدورها بالرد على الاستهداف بقصف مدفعي.
وتعتبر مدينة التل من أولى المناطق السورية التي انتفضت ضد النظام مع بداية “الثورة” عام 2011، إلى أن تم اقتحامها في شهر أغسطس/ آب من عام 2012، في عملية عسكرية خلّفت مجازر، راح ضحيتها عشرات المدنيين، ومنذ ذلك الحين، تعيش المدينة هدوءاً يتخلله قصف متقطع لقوات النظام. ويقطن التل حالياً عشرات آلاف النازحين من مناطق ريف دمشق، والغوطة الشرقية تحديداً، عدا عن سكّانها البالغ عددهم قرابة الثمانين ألف نسمة.
مقتل أميرين لـ”داعش” و”النصرة”
في موازاة ذلك، شهد الأسبوع الماضي مقتل أمير لـ”تنظيم الدولة الإسلامية” (داعش) في الغوطة الشرقية بريف دمشق، ومقتل أمير لـ”جبهة النصرة” في مدينة سلقين بريف إدلب، وكليهما على يد فصائل معارضة.
وداهم مقاتلون من “فيلق الرحمن” المستقل، مكان اختباء أمير (داعش) في مدينة سقبا بالغوطة الخميس الماضي، أبو محمد التونسي، ومن ثم قتلوه رمياً بالرصاص بعدما حاول تفجير نفسه. مصادر محلية أفادت “صدى الشام” أنّ ” أمير داعش في الغوطة والذي يحمل الجنسية التونسية، كان متهماً بعمليات عدّة لخطف واغتيال قادة وعناصر من كتائب المعارضة هناك، فضلاً عن اتباعه مع الخلايا النائمة التابعة له”.
ويعتمد ”داعش” كلياً على الخلايا النائمة، ولا يستطيع الظهور للعلن في الغوطة الشرقية، لكونه منبوذاً من قبل أهاليها وفصائلها العسكرية المعارضة، الأمر الذي ينطبق على معظم مناطق ريف دمشق.
وكان مقاتلو “الجبهة الإسلامية” قد طردوا عناصر (داعش) من مقر تواجدهم في بلدة مسرابا بالغوطة في شهر تموز من العام الماضي. حينها أكد قائد الهيئة العسكرية في “الجبهة الإسلامية” زهران علوش، عبر حسابه على “تويتر” أن 40 عنصراً من مقاتلي (داعش) قتلوا في الاشتباكات”.
في السياق، قتل يوم الجمعة الماضي، أيضاً أمير ”جبهة النصرة” في مدينة سلقين بريف إدلب، على يد مقاتلي لواء ”صواعق الرحمن”. وأكّد الناشط الإعلامي من إدلب، بلال الزاكي، لـ”صدى الشام” أنّ “مصادر من لواء صواعق الرحمن، أفادته بأنّها خطفت أبو حسن، وأعدمته شنقاً مساء الجمعة، وذلك نظراً للانتهاكات التي ترتكبها النصرة في البلدة ضد المدنيين”.
وتبنّى قائد لواء “صواعق الرحمن“، في تصريحٍ صحافي، إعدام أمير النصرة ميدانياً، قائلاً “خرجنا ضد الأسد لأنّه ظالم، واليوم سنخرج ضد النصرة لأنها تظلم“. وكان لواء “صواعق الرحمن” من ضمن الفصائل العسكرية المعارضة التي حاربتها “جبهة النصرة” عند اقتحامها ريف إدلب، مما اضطره لاحقاً للعمل بشكل خفي، كون “النصرة” أحكمت سيطرتها على معظم مناطق الريف الإدلبي.
صدى الشام موقع يهتم بما وراء الحدث