العربي الجديد/
البداية من اسم الموقع “ضفة ثالثة” إذ يشرح ناصر أن العنوان نفسه “طُموح، قد يكون مبالغاً فيه، أن يبتكر الذين لا يرغبون في أن يظلوا سجناء الاستقطابات الضيقة، المؤدلجة بشدة، ضفتهم الخاصة بهم.. هذا الكلام يبدو شعرياً ولكنه قابل للواقع، وقابل للتطبيق. لكن بصرف النظر عن هذه الدعاوى الكبيرة، هناك رغبة ملموسة لدى عدد كبير من المثقفين العرب في أن يكون لهم منبر، أو يكون هناك منبر يتابعون من خلاله ما يجري داخل المشهد الثقافي العربي، والعالمي إلى حد ما. هذه الرغبة لمستها شخصياً من خلال اتصالاتي بعدد كبير من المثقفين العرب”.
لكن ألا يعتبر إطلاق موقع ثقافي مراهنة خاسرة في وقت تقفل مواقع وصحف وملاحق ثقافية في العالم العربي؟ من هنا تحديداً ينطلق ناصر شارحاً: “نطلق موقعاً ثقافياً، اليوم بالضبط، لأن هناك العديد من الملاحق الثقافية، بل والصحف المرموقة أغلقت، أو هي مهددة بالإغلاق، لأسباب عديدة بعضها يعود إلى “السوق” وبعضها إلى التمويل، وبعضها إلى الاضطراب الشديد في الحياة السياسية العربية الذي يجعل إصدار صحف، والاستمرار في إصدار صحف، كالمشي في حقل ألغام. هذه السنوات الخمس الأخيرة لم يعرف مثلها العالم العربي من قبل، وجعلت التمسك بموقف، أو الانحياز إلى موقف، عملاً أخطر من الاتجار بالمخدرات. فما كان يبدو رائعاً ومبهجاً، مثل الربيع العربي، قد ينقلب إلى كابوس. وما كانت تسمى دولة وطنية قد تكون أول من يقتل شعبها. إذا كانت السياسة العربية تفرق وتعزل عرباً عن عرب آخرين، فإن الثقافة قد تكون أرضاً جامعة، رغم أن الثقافة ليست معزولة عما يجري في محيطها الاجتماعي، وهي في موضع خطر دائم، خصوصاً عندما تكون نقدية”.
وبينما يعيش العالم العربي مخاضاً صعباً، يقارب ناصر علاقة الموقع الثقافي الجديد بالسياسة، قائلاً: “للموقع سياسة ثقافية وليس له سياسة سياسية، حسب تصوري له. بمعنى أنه يخضع للمعايير المهنية في تعامله مع المواد التي يشتغل عليها وينشرها. لكن عندما أقول إن لا سياسة سياسية له، فهذا لا يعني انقطاعه عن قضايا التحرر والحريات في العالم العربي، ولا عن العدالة والمواطنة التامة غير المرتبطة بشرط. هذه، في فهمي، في صلب عمل أي منبر ثقافي عربي ينتمي إلى محيطه ويتفاعل مع قضايا هذا المحيط. منذ زمن طويل كنا نحّمل الثقافة والمثقفين مسؤولية “قيادة” الشعوب والأمم. هذه مسؤولية أكبر بكثير من أن تنهض بها فئة محددة مهما أوتيت من أدوات السحر. أنا لا أقول بهذا القول اليوم، ولكني أرى للمثقف دوراً أساسياً في محيطه، ولا أنظر إليه باعتباره شخصاً متخصصاً في حقول ضيقة ومنعزلة عن الحياة العامة”.
أما عن تفاصيل الموقع وشكله الإخراجي، فيكشف ناصر أنّ: “الموقع ينقسم الى أبواب وخانات تبدأ بالكتب عرضاً وقراءة وأخباراً قصيرة للإصدارات الجديدة، وتنتهي بالعمران بمعناه المادي والمعنوي وتمر بالنصوص الإبداعية، التي سيكون لها حيز واسع، فضلاً بطبيعة الحال عن السينما والفن التشكيلي والرأي الثقافي. يعني هو موقع طامح لأن يكون مرجعاً لأبواب ثقافية عربية متعددة. ستكون هناك أسماء عربية كبيرة وشابة، مخضرمة وواعدة في أبواب هذا الموقع خصوصا في باب الرأي.. اترك للموقع نفسه، بعد تدشينه، الكشف عنها”.
صدى الشام موقع يهتم بما وراء الحدث