الرئيسية / مجتمع واقتصاد / اقتصاد / النفط يرسم خريطة “داعش” ويبني اقتصاد الدولة المزعومة

النفط يرسم خريطة “داعش” ويبني اقتصاد الدولة المزعومة

لطالما كانت منابع النفط وحقول
استخراجه وتسويقه الوجهة الأولى التي سعى تنظيم داعش للسيطرة عليها، بغية تمويل
دولته المزعومة، حيث رمى التنظيم بكل ثقله العسكري للسيطرة على المناطق الغنية
نفطيا، وخاصة في محافظتي دير الزور والحسكة في سوريا، ومنطقة الموصل في العراق، ليكون
النفط الأن أحد أهم موارد التمويل الذاتي لمشروع دولة البغدادي في العراق والشام.

فراس محمد

إن نظرة بسيطة على خارطة سيطرة التنظيم
منذ إعلان دولته في عام 2013، توضح أن تركيزه الأساسي كان على المناطق الشرقية
والشمالية الشرقية من سوريا، والتي تشكل مركز إنتاج النفط والغاز، والتي ضحى في
سبيل الحصول عليها بمعظم مناطق تواجده في إدلب وحلب واللاذقية، ليحاول التمدد بعد
ذلك باتجاه البادية السورية بغية السيطرة على حقول الغاز في منطقة جزل القريبة من
مدينة تدمر.

تقرير: يقع حوالي 22 حقلا نفطيا
سوريا وعراقيا تحت سيطرة “داعش”، وهي تحتوي احتياطيا يقدر بـ 20 مليار
برميل من النفط.

وفي هذا السياق، وضح تقرير صادر عام 2014
عن المركز العالمي للدراسات التنموية، ومقره العاصمة البريطانية لندن، أن “الهدف
من سعي مسلحي ما يسمى بالدولة الإسلامية في العراق والشام “داعش”
للسيطرة على أبار النفط هو إقامة دولة نفطية. فالحقول النفطية الغزيرة التي تقع
حالياً تحت سيطرة التنظيم، والبالغة قرابة 22 حقلاً، تحتوي على احتياطي يقدر بـ 20
مليار برميل من النفط على أقل تقدير”.

ويؤكد التقرير بأن داعش يسيطر على 10 حقول
نفطية في الجانب السوري، بالإضافة لقرابة 12 حقلاً نفطياً في الموصل، ما يمنح تلك
الجماعات المسلحة مصدراً لتمويل المزيد من عملياتها، ويمكنها من شراء السلاح
والعتاد وتجنيد المزيد من المسلحين في صفوفها.

أهم حقول النفط الخاضعة
لسيطرة التنظيم

يؤكد الناشط الإعلامي سراي الدين الديري،
أن تنظيم داعش يقوم بالإشراف على معظم الآبار النفطية في دير الزور، حيث أنشأ إدارة
كاملة للنفط، وهناك أمير مسؤول بشكل مباشر عن إدارة عمليات استخراج النفط وتسويقه،
بمساعدة خبراء وفنيين ومراقبين مختصين. ويعتبر حقل العمر الواقع شمال شرق مدينة
الميادين، على بعد 15 كلم شرقي بلدة البصيرة، الأكثر أهمية بالنسبة للتنظيم، فهو
ينتج نفطا وكهرباء ويعتبر مغذياً رسمياً لداعش، وتتواجد فيه الإدارة الخاصة بالنفط
التابعة له، كما توجد فيه مساكن خصصت لمهاجرين من درجات رفيعة، وتعقد فيه أحيانا اجتماعات
مهمة لداعش.

كما يسيطر التنظيم على كل من حقل كونيكو
20 كلم شرق مدينة دير الزور، وحقل التنك في بادية الشعيطات بريف دير الزور الشرقي،
وحقل الورد الذي يقع بالقرب من قرية الدوير بريف دير الزور الشرقي، وحقل التيم 10
كلم بالقرب من مدينة موحسن جنوب مدينة دير الزور، وحقل الجفرة 25 كلم شرق مدينة
دير الزور، وهي الحقول النظامية بدير الزور .. بالإضافة لكل من حقل الملح وحقل
البحر وآبار أخرى منتشرة في بادية المحافظة.

ويؤكد الديري أن “أكثر الحقول إنتاجا
للنفط حاليا هو حقل الملح، ويقدر إنتاجه من 1000 إلى 3000 برميل، ويتفاوت الإنتاج
بشكل يومي، كما تنتج الحقول الأخرى مئات البراميل يوميا، كالعمر والتنك وغيرها. في
حين تعتبر الحقول الواقعة في مناطق الشدادي والجبسة والهول، والحقول الواقعة
بالقرب من مركدة أهم الحقول النفطية الخاضعة لسيطرة داعش في محافظة الحسكة”.

تجارة النفط في دير الزور

يقول الناشط سراي الدين الديري إن تجارة
النفط حاليا هي الأكثر رواجا في دير الزور، حيث يتم نقل النفط الخام عن طريق تجار،
لكل المناطق السورية، من خلال صهاريج بدائية. كما أن القسم الأكبر من النفط السوري
يتم نقله بشكل رسمي للعراق عن طريق تجار عراقيين، وبأشراف تام من قبل قيادات
التنظيم، حيث يعاني التجار السوريون الذين لم يبايعوا التنظيم من معاملة سيئة وصعوبة
في الحصول على النفط، إضافة إلى الغرامات المالية الباهظة وأمور الزكاة، عكس
التجار الموالين الذين تقدم لهم تسهيلات أكبر.

وقد نقل بعض تجار النفط إشاعات كثيرة عن اتفاق
مبرم بين داعش والنظام، بخصوص تزويد النظام بالنفط والغاز مقابل الكهرباء، بناء
على أن داعش، وبعد أن سيطرته على آبار نفطية عديدة، مازال يحمي بعض الأنابيب التي
تنقل النفط الخام الذي يضخه الأكراد في حقولهم بشمال شرق سوريا إلى مصفاة حمص نظير
مبالغ مالية.

أهم ما يميز النفط السوري الذي
تسيطر عليه داعش

في ذات السياق، تحدث المهندس أبو حسين، أحد
الموظفين السابقين في المؤسسة العامة للنفط السوري، عن أهم ما يميز حقول النفط في
دير الزور، حيث أكد أن “معظم نفط دير الزور يتم استخراجه دون الحاجة لحصان ضخ
النفط، فالضغط العالي للنفط يسهل خروجه لسطح الأرض في معظم الآبار، مما يجعل عملية
استخراجه عملية سهلة جدا، كما أن نفط دير الزور من النفط الخفيف قليل اللزوجة مما
يساعد على عملية نقله بسهوله، عكس النفط الثقيل الذي يمتاز بلزوجته العالية جدا،
والتي تحتاج لحراقات في فصل الشتاء كي تسهل عملية نقله، كما هو الحال في حقول
رميلان”.

أخصائيون: إنتاج داعش من النفط
السوري يقدر بـ 60 ألف برميل يوميا، بينما كان إنتاج النفط من دير الزور وحدها عام
2006، بحدود 275 ألف برميل يوميا.

وحول القدرة الإنتاجية، قال أبو حسين إن “سبب
تراجع إنتاج النفط في دير الزور في ظل سيطرة تنظيم داعش يعود لعدم القدرة على إيجاد
أسواق تصريف كما كان الحال أيام النظام، بالإضافة للبدائية التي ينتهجها التنظيم
عكس الفترة السابقة، حيث كانت تستثمر في هذه الحقول شركات أجنبية على درجة عالية من
الكفاءة والخبرة”. ويقدر أخصائيون إنتاج داعش من النفط السوري بـ 60 ألف
برميل يوميا، بينما كان إنتاج النفط من دير الزور وحدها في عام 2006 بحدود 275 ألف
برميل يوميا، ووصل إنتاج النفط في سورية في نفس العام إلى 450 ألف برميل يوميا.

وبخصوص وجود تعاون بين النظام وداعش في
مسألة نقل النفط، أكد أبو حسين أن “معظم خطوط النفط القادمة من حقول الرميلان
في الحسكة تمر عبر أراضي داعش، ولم يتوقف إمداد هذه الحقول طيلة فترة سيطرة
التنظيم، مما يرجح وجود تعاون أو تفاهم بين الطرفين حول هذه المسألة”. كما لم
يستبعد “قيام التنظيم ببيع النفط للنظام، لأن هدف التنظيم الأساسي هو الحصول
على ثم النفط لتمويل عملياته”.

شاهد أيضاً

مليارات ضائعة في عقد “السكر”.. فساد جديد من حقبة نظام الأسد .. والرقابة تسترد المبلغ

أعلن الجهاز المركزي للرقابة المالية في سوريا عن استرداد نحو 46 ملياراً و790 مليون ليرة …

إعادة افتتاح سوق دمشق للأوراق المالية: خطوة استراتيجية نحو تعزيز الاقتصاد السوري

أكد وزير المالية السوري في تصريح صحفي أن إعادة افتتاح سوق دمشق للأوراق المالية تمثل …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *