هو شاب من حمص العدية، كان طالبا في السنة الثانية في كلية
الشريعة، من مواليد عام 1990، متطوع في الآذان
في جامع (بلال الحبشي).
كان زكريا، صاحب الصوت الشجي، يخرج إلى المظاهرات، ويشارك
شباب الحرية ويعطر مظاهرات حي الشماس بعبق صوته السوري النقي. كما كان يخرج لأداء
واجب الأذان عند كل صلاة تطوعا، تحت وابل الرصاص الذي كان يستهدف المئذنة، لكن
زكريا، وبكل ثبات، كان يتابع الأذان ويتمه كما يفعل دائما. ثم يكمل عمل يومه في
المجال الإغاثي، فبعد القصف الذي استهدف أحياء حمص ونزوح الأهالي من المناطق
المتضررة إلى الأماكن الأكثر أمنا، لم يتوان زكريا عن مساعدة إخوته وتقديم يد
العون لهم بكل ما أوتي من قوة …
وفي يوم الثلاثاء، ١٣ نيسان ٢٠١٢، كان زكريا يقطع طريق
المدينة الجامعية، فقام أحد قناصي شارع العشرين بقنصه، أصابه بقدمه، وقع زكريا على
الأرض … ركض إليه القناص وقام بجره على الطريق، وهو مصاب ينزف، لكن القناص أمسك
رأسه بغيظ وحقد وراح يضربه بالرصيف.
تكالبوا عليه كالذئاب التي تنهش فريستها وهي حية تتألم …
اجتمعوا على طهر أخلاقه وانهالوا عليه ضربا، ولكن صوته كان يضربهم … ويرعبهم
أكثر.
أخذوا زكريا إلى المستشفى العسكري في حمص، بقي هناك مدة
عشرة أيام، شهد خلالها ما شهده من إسعافات الموت والعذاب…
كي يستلموا جثمانه الطاهر، ولكنهم أجبروا أهله على التوقع على ورقة تثبت أن
العصابات المسلحة هي التي قتلت ابنهم!!!
صدى الشام موقع يهتم بما وراء الحدث