الرئيسية / سياسي / سياسة / حوارات / لؤي حسين لـ”صدى الشام”: جنيف2 ضرورة لدول أطراف النزاع لبدء تضرر مصالحها من استمرار النزاع المسلح

لؤي حسين لـ”صدى الشام”: جنيف2 ضرورة لدول أطراف النزاع لبدء تضرر مصالحها من استمرار النزاع المسلح

حاوره ريان محمد

كثر
الحديث مؤخراً عن ضرورة عقد مؤتمر جنيف2، في أروقة الدبلوماسية العالمية، في وقت
تعول عليه دول وأطياف معارضة على وقف العنف وبدء العملية الانتقالية إلى دولة
المواطنة والقانون، رغم الخلافات التي تطفو على السطح حول دور بشار الأسد في
المرحلة الانتقالية، ومشاركة إيران، في ظل اشتراط “الائتلاف الوطني لقوى
المعارضة والثورة السورية” أن يفضي جنيف2 إلى تنحي الأسد وتسليم السلطة، في
حين أعلن الأخير عدم وجود مانع لديه للترشح إلى دورة جديدة.

ومع هذا
الجدل حول جنيف2، التقت “صدى الشام” رئيس “تيار بناء الدولة
السورية” المعارض لؤي حسين، الذي رأى أنه “لابد أن يعقد جنيف2 لأن عدداً
من الدول الرئيسية المشاركة، والتي تعتبر أطراف النزاع مثل روسيا والولايات
المتحدة باتت ترى أن مصالحها بدأت تتهدد بالضرر إذا بقي النزاع المسلح مستمراً على حاله”.

تعتبر
روسيا من أكثر الدول الداعمة للنظام مادياً وسياسياً، حيث منعت صدور أي قرار يدين
العنف الذي يعتمده الأخير في قمع المطالبين بالحرية والكرامة، في حين تمثل أميركا
أحد أكبر الداعمين لأطياف المعارضة مادياً وسياسياً.

وحول ما
يتم تناقله عن أن موعد جنيف تم تحديده في الـ23 من الشهر المقبل، قال حسين: “حتى
الآن لم يتحدد الموعد”، موضحاً أن “موعد المؤتمر سيتم تحديده بعد أن
تتوافق الولايات المتحدة وروسيا على القضايا المختلف عليها، لأن المؤتمر سيكون منصة
لإعلان هذا التوافق وليس للتفاوض، بعدها سيكون هناك إعلان دقيق لموعد عقد جنيف2”.

وحول ما
يعيق عقد مؤتمر جنيف2، الذي دعت إليه كل من روسيا وأميركا في شهر أيار الماضي وإلى
اليوم، لم يستطع المجتمع الدولي تحديد موعد له، قال حسين: “أظن انه
موضوع صلاحيات الحكومة الانتقالية، وحصة
كل من الدولتين في تسمية وزراء هذه
الحكومة، وكذلك قضايا متعلقة بالجيش والمقاومة الفلسطينية”.

وفيما
يتعلق بالأسد أعرب رئيس التيار عن اعتقاده أنه “تم الاتفاق بين روسيا وأميركا
على بقائه لفترة قادمة، ولكن لم تحدد مدة بقائه وكيفية انتهاء ولايته”،
معتبراً أن ما يدور أن سبب تعطيل جنيف هو دور الأسد في المرحلة الانتقالية،
ومشاركة إيران في المرحلة الانتقالية، ما هي إلا “مسائل إعلامية تسطرها
الولايات المتحدة لكي تملأ الوقت الذي لا تكون فيه جاهزة”.

وكانت دول
عدة، غربية وعربية وإقليمية، دعت الأسد إلى التنحي لحقن دماء السوريين، في وقت
اعتبرته أطياف معارضة شرطًا أساسياً لعقد جنيف.

وعن
التمثيل الأمثل لمصلحة السوريين في المؤتمر، بنظر التيار، بيّن حسين أن “المصلحة
السورية أبعد موضوع يهتم به جنيف2 وفق
الترتيبات التي تحضر له، ولكن كي نكون موضوعيين، نحن نرى وفداً للسلطة، ووفداً
للائتلاف، ووفداً من الأطراف السورية، لا تكون ضمن قطبي الصراع ولا تشرف على تعينه
روسيا أو الولايات المتحدة الأمريكية”.

ورداً على
ما تم تداوله عن حضور “هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغير الديمقراطي”
المعارضة، و”الهيئة الكردية” للمؤتمر كأطراف مستقلة، قال حسين: “ما
أعرفه أن المحور الأمريكي، إضافة للإبراهيمي يريدون أن تكون المعارضة في وفد واحد،
أما الروس يريدون أطرافاً متعددة”، لكن لم يحسم الأمر إلى الآن.

وعن “من
سيمثل الفصائل المسلحة المعارضة في المؤتمر”، قال: أعتقد إنه “حتى هذه
اللحظة لم يعرف من سيحضر جنيف2، لكن الفصائل المسلحة لا تندرج مع الائتلاف، ويمكن
القول إن الفصائل ممثلة بطريقة غير رسمية في الوفد الأمريكي والسعودي والقطري”.

وحول نظرة
التيار إلى دور الفصائل المسلحة في الحل ووقف العنف، رأى حسين “أعتقد أن عدداً
من الفصائل المسلحة التي تسمي نفسها بالجيش الحر، وليست بالضرورة أن تكون ضمن
تنظيم الجيش الحر، الذي يقوده بعض الضباط في تركيا مستعدة للتسوية السياسية، لكن
هناك مجموعات ممولة بشكل مباشر من الخارج ستعمل وفق مرجعيتها، أما المجموعات المتطرفة
أو التكفيرية لن يكون لها أي مشاركة في جنيف أو نتائجه”.

يشار إلى
أن الساحة السورية تشهد وجود المئات من الفصائل المسلحة، تنقسم بين فصائل
“الجيش الحر”، وفصائل إسلامية متشددة وأخرى مستقلة مناطقية، إضافة إلى
العصابات المسلحة، التي امتهنت الجريمة.

وعن القضايا
التي سيكون جنيف قادراً على حسمها، قال حسين: “سيكون قادراً على إيقاف إطلاق
النار بنسبة 50% من جهات القتال في سورية، وقادراً على حسم مصير الأسد، وقادراً
على تحديد صلاحيات الحكومة الانتقالية، وعلى تسمية شخصيات الحكومة”.

يشار إلى
أن مراقبين رأوا أن جنيف سيعقد تحت عنوانين رئيسين: وقف القتال وتشكيل حكومة
انتقالية، وما يتعلق بصلاحياتها وأسماء أعضائها.

وحول
إقرار ما يسمى “إدارة ذاتية” للكرد في شمال شرق البلاد خلال جنيف، الذي
قد يشارك به وفد كردي، قال “حسين”: “لا أعتقد أن المسألة الكردية
مدرجة في جنيف2، حتى بمشاركة وفد كردي، وأستبعد أن يكون هناك وفد كردي مستقل”.

وعن
تصريحات النظام حول طرح نتائج جنيف2 على الاستفتاء الشعبي، اعتبر حسين أن “هذا
يعتبر بداية المناورة والتلاعب عما يمكن أن ينتج عن جنيف2″، مضيفاً: “أي
شخص يعرف أن البلاد ليست مهيأة أمنياً أو سياسياً للاستفتاء، فما زالت قوات النظام تضع على الحواجز شعارات أنهم “جنود
الأسد” إلا إذا كان إمكانية لظهور جنود العرعور وغيره، طالما أن الأمور هكذا غير
ممكنة”.

وعن
احتمال مشاركة التيار في جنيف، قال حسين: “لم تتم دعوتنا بشكل رسمي، ومؤخراً
طرح علينا دبلوماسيون غربيون فرضية مشاركتنا مع وفد مشترك يكون أعضاء الوفد هم
الأغلبية فرفضنا”، قائلاً: “سنشارك في حال لم نكن في وفد الائتلاف, نحن نشارك في وفد يضم
السوريين من قوى سياسية ومنظمات مجتمع مدني وشخصيات عامة، لا تشرف على تعيين أطرافه
لا روسيا، ولا الولايات المتحدة”.

يشار إلى
أن ملامح وفد المعارضة المشارك في جنيف لم تتضح إلى الآن، ففي وقت يطالب الغرب
وأميركا على رأسه، بوفد موحد للمعارضة يكون عماده الائتلاف، تسعى روسيا إلى تعدد
الوفود عبر وفد للائتلاف، ووفد عن هيئة التنسيق، ووفد عن الهيئة الكردية العليا،
في وقت تتباعد رؤاها حول حل الأزمة السورية والمفاوضات مع النظام.

وقال “حسين”
إن ما يمكن أن يحمله وفدنا السوري إلى جنيف هو “حماية سورية”، مبيناً أن
شركاءهم المنظورين هم “غالبية السوريين الذين لا مصلحة لهم في استمرار النزاع
المسلح، أو التقسيم، أو إضعاف الدولة المركزية وانهيار بلدهم”.

ويعاني
معظم السوريين من تبعات الحرب التي تشهدها البلاد، حيث سقط منهم أكثر من 100 ألف
قتيل، ونحو مليوني لاجئ خارج البلاد، و4.5 مليون نازحاً داخل البلاد، و18 مليون
فقير، ما يهدد النسيج الاجتماعي، وتنمية الاقتصاد السوري.

وحول
خارطة الصراع في سوريا ما بعد جنيف2، رأى حسين أنها “معقدة جداً، ولكن يمكن أن
يسيطر عليها الصراع السياسي السلمي بين أطراف سورية حقيقية، لا يكون للخارج دور في
تشكيلها”.

وعن ملف
عودة اللاجئين وسبل عودتهم إلى البلاد، اعتبر حسين إلى أن “هذا يحتاج لمشروع
دولي طويل الأمد ويحتاج لعمل وطني، عبر تحديد حاجاتهم من مساكن وخدمات، ومن ثم إعادتهم
لبيوتهم، أو إعداد بيوت مسبقة الصنع مؤقتة لهم، أظن أن هذه العملية تحتاج لمدة
طويلة من التعاون الدولي والفعل المحلي”.

وحول ما
يتم تداوله عن نقل مخيمات اللجوء إلى داخل سورية، قال حسين “من الضروري نقل
من ليس لهم منازل وإرجاعهم إلى سورية بأسرع وقت ممكن، فلا داعي لبقائهم خارج بلدهم”.

وعن نظرة
التيار للعلاقات الخارجية سوريا، مع دول ذات دور في الأزمة السورية، كأميركا وتركيا
والسعودية وقطر والطرف الآخر روسيا وإيران، اعتبر حسين أن “هذا الأمر يتغير
مع الزمن لكن العلاقات بين الدول هي مصالح فهذه المسائل ليست مصيرية، بل سياسية
وفق الحكومات التي تكون في السلطة”.

يشار إلى
أن المجتمع الدولي يعيش انقساماً حول الأزمة السورية، بين فريق داعم للمعارضة وآخر
داعم للنظام، ما تسبب في إطالة عمر الأزمة السورية، وعدم وجود بوادر لحل
سوري.

وعن إطلاق
حرية العمل السياسي، قال حسين: “سيتم هذا الأمر بشكل تلقائي إذا تم الوصول
لحكومة انتقالية متعددة، فلا يقبل فيها طرف أن يضيق على الآخر، وهذا سيشكل مناخاً
طيباً ليتطلعوا إلى مبادرات وتشكيلات سياسية جديدة”.

وحول دور
الجيش المنظور، قال حسين: “من الصعب معرفة أفق المستقبل السوري، لأن جنيف2 سيحدد
صانعي المستقبل السوري، وما لم نعرف من ستكون، فمن الصعب استشراف المستقبل، ومعرفة
كيف سيكون شكل النظام في سورية”.

ولفت إلى
أنه “من الضروري في مرحلة تكون الحكومة متعددة الأطراف إبعاد المؤسسة
العسكرية عن التجاذبات داخل البلاد”.

وفي نهاية
الحديث، قال حسين: “على أبواب جنيف2 أقول للسوريين أنه يجب عليهم قبول نتائج
جنيف فيما يخص رفع الشرعية عن النزاع المسلح و إعطائها للصراع السياسي، وأن
يشاركوا بقوة في العمل والفعل السياسي، حتى يتمكنوا من حماية إرادتهم الحرة في
تقرير مصيرهم وبناء مستقبلهم”.

مضيفاً
أنه “لا رابح ولا خاسر في جنيف، وبالتالي لا يمكن أن ينهي طرف طرفاً آخر، ولكن
هناك منظمات مسخرة لخدمة النظام، يجب حلها ومصادرة أملاكها لصالح الدولة السورية،
كاتحاد الطلبة، واتحاد شبيبة البعث، والطلائع”.

ويتقاسم
المجتمع الدولي رؤية توافقه، تستند على عدم إمكانية حسم الصراع الدائر في البلاد
لصالح طرف على حساب طرف آخر، داعين إلى حل الأزمة عبر حكومة انتقالية تضم ممثلين
عن المعارضة والنظام، تعمل على وضع دستور جديد وإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية.

يشار إلى
أن تيار بناء الدولة السورية هو تيار سياسي اتفق على تشكيله مجموعة من السوريين لا
يشتركون بالضرورة بخلفية نظرية أو أيديولوجية واحدة، وإنما يتفقون على الوثائق التأسيسية
التي صدرت مع إطلاق التيار والتي تلخص موقفهم من الصراع السياسي الدائر في البلاد،
وتوضح رؤية التيار المستقبلية لسوريا كدولة ديمقراطية، مدنية، محايدة، تجاه أي أيديولوجيا
أو عقيدة، وتقوم على مبدأ المواطنة والمساواة بين المواطنين السوريين جميعاً بغض النظر
عن جنسهم، أو عرقهم، أو دينهم، أو طائفتهم، أو ثقافتهم، أي دولة مبنية على أساس عقد
اجتماعي جديد يصوغه جميع السوريين بإرادتهم الحرة، ولتكون دولة تتفادى بقوانينها إعادة
إنتاج نظام استبدادي كالذي يحكم سوريا الآن.

فالتيار يرى
النظام الاستبدادي الحالي بحكم المنتهي تاريخياً، ويرفض فكرة إصلاحه والتي يعتبرها
محاولة لتكريسه وتقويته. ومن هنا تنبع رؤيته بضرورة اتخاذ جميع الخطوات السياسية لتفكيك
هذا النظام، بهدف إزالته لبناء دولة ديمقراطية مدنية على أنقاضه.

شاهد أيضاً

“قسد” تواصل الانتهاكات في مناطق سيطرتها شمال شرقي سورية

اعتقلت “قوات سورية الديمقراطية” “قسد” أمس ثلاثة أشخاص بينهم أحد شيوخ قبيلة العقيدات في الرقة …

سجال أميركي روسي في مجلس الأمن بشأن دورهما بسوريا والأمم المتحدة تطالب بإجلاء الأطفال المحاصرين في سجن الحسكة

تبادلت روسيا والولايات المتحدة الاتهامات -خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي- بشأن أحداث مدينة الحسكة شمال …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *