أنس عوض – دمشق
صرح رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، اليوم الجمعة 27 من كانون الأول الجاري، بأن “حكومة بلاده تحترم إرادة الشعب السوري وتتطلع لعملية سياسية شاملة في سوريا”، وأكد أن “نظام الأسد لم يطلب من العراق التدخل عسكرياً في سوريا، ومشيرًا إلى أن ماهر الأسد لم يدخل الأراضي العراقية بعد سقوط نظام الأسد المخلوع.
وأردف السوداني تصريحاته في مقابلة صحفية تابعتها وكالة الأنباء العراقية (واع)، أنه أبلغ إدارة سوريا الجديدة عن رؤية العراق بشأن الوضع الراهن في سوريا، وأشار إلى أن حكومة بلاده حريصة على التنسيق مع الإدارة الجديدة لسوريا لضمان ضبط الحدود بين البلدين، كما نوه إلى أن أي خلل في السجون السورية سيدفع العراق لمواجهة الإرهاب.
وفد دبلوماسي عراقي يزور دمشق
وجاءت تصريحات السوداني عقب زيارة رئيس جهاز المخابرات العراقية، حميد الشطري، إلى العاصمة السورية دمشق أمس الخميس، حيث التقى الشطري مع القائد العام لإدارة سوريا الجديدة، أحمد الشرع، ووزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، ونظيره رئيس الاستخبارات السورية، أنس خطاب، في القصر الجمهوري بدمشق.
وذكرت وكالة الأنباء العراقية (واع) نقلاً عن مصدر رفيع المستوى ضمن الوفد العراقي، تفاصيل اللقاء الذي جمع الجانبين العراقي والسوري في دمشق، وعن الملفات التي تمت مناقشتها مع الإدارة السورية الجديدة، وأوضح المصدر أن “المباحثات التي أجراها الوفد العراقي برئاسة رئيس جهاز المخابرات حميد الشطري كانت ذات طابع أمني وركزت على الملفات ذات الصلة، كما تناولت جلسة اللقاء بالحديث عن أهمية حماية الحدود بين البلدين، والتعاون من أجل منع عودة نشاط تنظيم “داعش” الإرهابي في المنطقة.
أضاف المصدر أن الوفد العراقي خلال اجتماعه مع الإدارة السورية الجديدة، أكد على حماية السجون التي تضم بداخلها عناصر لتنظيم “داعش” داخل الأراضي السورية، وأشار إلى أن الوفد العراقي “عرض تصورات وطلبات العراق حول احترام الأقليات والمراقد المقدسة”، وموضحاً أن “العراق بلد مؤثر في المنطقة ولا بد من التعامل مع الملفات الراهنة بمنطق الدولة”، كما أكد أن “الإدارة السورية الجديدة أعربت عن دعمها لمطالب العراق ومخاوفه بما يتعلق بالملفات الأمنية التي نوقشت خلال اللقاء.
وبدوره، عبّر وزير خارجية الحكومة السورية الجديدة، أسعد الشيباني، بتغريدة عبر حسابه الرسمي في منصة “إكس”، عن مدى شعوره بـ”امتداد سوريا الإقليمي وعمق العلاقة مع الدول العربية”، وأضاف أن الأيام القادمة ستشهد تعاوناً كبيراً بين سوريا ومحيطها العربي على كافة الأصعدة، لتحقيق تطلعات وآمال شعبنا العظيم في سوريا الجديدة”.
وتتوالى هذه الزيارات الدولية إلى العاصمة السورية دمشق، بعد سقوط نظام الأسد في 8 من كانون الأول الجاري، ومن جهتها تشهد دمشق حراكاً دبلوماسياً دولياً وإقليمياً الذي من شأنه تعزيز العلاقات الدبلوماسية والاستراتيجية مع دول الجوار لسوريا والدول الإقليمية، بما يسهم في دعم استقرار سوريا ولبناء دولة جديدة تلبي تطلعات السوريين، كما تبقى سوريا تحت الأنظار الدولية التي تراقب عن كثب أداء إدارتها الجديدة في ظل الأوضاع الراهنة الصعبة التي تعيشها سوريا في مرحلتها الانتقالية الجديدة.