أنس عوض – دمشق
شهدت العاصمة السورية دمشق لقاءات دبلوماسية دولية مكثفة عقب سقوط نظام الأسد المخلوع، حيث اجتمعت هذه الوفود رفيعة المستوى مع القائد العام للإدارة الجديدة في سوريا ومع رئيس حكومة تصريف الأعمال محمد البشير، وعدد من المسؤولين السياسيين السوريين في دمشق، وتأتي هذه اللقاءات في إطار تعزيز العلاقات الدبلوماسية مع سوريا في ظل إدارتها الجديدة بعد هروب بشار الأسد خارج البلاد.
اجتمع نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، اليوم الاثنين 23 كانون الأول الجاري، بالقائد العام للإدارة الجديدة في سوريا، أحمد الشرع المعروف بـ(أبو محمد الجولاني)، في قصر الشعب بدمشق، ويعتبر هذا الاجتماع الأول من نوعه على المستوى الدبلوماسي الرسمي العربي بعد سقوط نظام الأسد في 8 من كانون الأول الجاري.
وقالت الوزارة الخارجية الأردنية عبر حسابها الرسمي على “فيسبوك” إن الصفدي أجرى “مباحثات موسعة مع القائد العام للإدارة الجديدة في سوريا أحمد الشرع، ومع عدد من المسؤولين السوريين في العاصمة دمشق”، ولا سيما كانت هذه المباحثات في دعم المرحلة الانتقالية لسوريا، ولتعزيز العلاقات الدبلوماسية بين البلدين ولتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.
وأكد الصفدي في تصريح صحفي اليوم، أن ” حكومة بلاده ستقدم كل الدعم لسوريا في العملية السياسية في إطار صياغة الدستور لضمان انتقال سياسي شامل ولبناء دولة مستقلة حرة خالية من الإرهاب”، كما شدد أن عمان مستعدة للعمل المشترك مع سوريا لمعالجة القضايا المتعلقة في استقرارها والتي من شأنها أن تسهم في إعادة الإعمار في المرحلة القادمة لسوريا.
وأوضح الصفدي أن بلاده تريد لسوريا أن تكون بلدا مستقرًا وينعم جميع مواطنيها بالأمن والمساواة، وأشار إلى أن الشعب السوري يستحق أن يعيش في بلاده بكرامة وسلام، وأن الأردن ستواصل دعمها ووقوفها إلى جانب سوريا في مرحلتها الانتقالية السياسية بما يلبي تطلعات جميع أطياف الشعب السوري.
وفي ذات السياق، وصل وزير الدولة بوزارة الخارجية القطرية، محمد بن عبد العزيز بن صالح الخليفي إلى دمشق، اليوم الاثنين، حيث التقى مع القائد العام أحمد الشرع في اجتماع رسمي حضرته وفود دبلوماسية رفيعة المستوى، وجاءت هذه الزيارة الرسمية “بعد قطيعة مع النظام السابق استمرت نحو 13 عاماً، بسبب محاولاته الوحشية لقمع ثورة الشعب السوري الشقيق ونضاله الملهم من أجل العدالة والحرية والتنمية والازدهار”، وفق ما أوردته وزارة الخارجية القطرية.
وذكرت الخارجية القطرية في بيانها، أن “الاجتماع استعرض العلاقات الوثيقة بين البلدين وسبل دعمها وتعزيزها، والتشاور حول مستقبل سوريا، وآفاق دعم دولة قطر المستمر للشعب السوري الشقيق في كل المجالات، بالإضافة إلى مناقشة احتياجات مطار دمشق الدولي وكيفية تقديم الدعم اللازم لتشغيله في إطار مساعدات قطر الإنسانية والتنموية”.
وبدوره أكد الخليفي، أن “قطر مستمرة في دعمها الراسخ للسوريين ولبناء دولة المؤسسات التي تسودها العدالة والحرية والتنمية والسلام”، كما شدد على ضرورة ضمان وحدة سوريا والعمل على انتقال سلمي للسلطة، وذلك من خلال عملية سياسية جامعة لكافة أطياف الشعب السوري استناداً إلى قرار مجلس الأمن “2254”، وأشار إلى تعزيز جهود حماية المدنيين ومكافحة الإرهاب في المنطقة، وعبر إشادة حكومة بلاده بالإجراءات التي اتخذتها الإدارة الجديدة المتمثلة بالقائد العام أحمد الشرع.
وتبقى دمشق بإدارتها الجديدة تحت المهجر الدولي والإقليمي، ومحل مراقبة دقيقة لأداء حكومة تصريف الأعمال برئاسة محمد البشير، وتأتي هذه المراقبة في ظل متغيرات سريعة في الملف السياسي لسوريا، التي تشهد حراكاً سياسياً دبلوماسياً رفيع المستوى عقب فرار “بشار الأسد” البائد، وأنها تعيش مرحلة انتقالية مفصلية في تاريخها السياسي، حيث تصدرت المشهد السياسي على الصعيدين الدولي والإقليمي.