لانا الصالح
“تعرضت للقتل والنصب، في طريقي للهجرة الى أوروبا التي كانت من أصعب أيام حياتي على الإطلاق، عبرنا غابات وقطعنا مسافات كثيرة كنا 3 أشخاص نمشي ضمن نقاط وتعليمات معينة عندما وصلنا إلى نقطة المحددة أرسلت موقعي للشخص الذي يقوم بتهريبنا، ولم يكن في مخيلتنا أن المهرب يعمل لدا حرس الحدود اليوناني يأخذ منا المال ويسلمنا لهم، تعرضنا للضرب وسرقة اموالنا وملابسنا حتى التي كنا نرتديها “يقطع حديثة تنهيدة عميقة ثم يكمل قائلا” دائما كنا نأمل بالشيء البعيد ونراه قريب”.
ينهي ع ب كلماته بقول “في طريق عودتنا رأتنا الجندرمة التركية كانت معاملتهم معنا رائعة اعطونا ملابس لنرتديها وطعاماً، نصيحتي لكم لا تفكروا بالهجرة إلى أوروبا رغم كل الوضع الصعب الذي ستعيشه في تركيا هو أفضل بكثير من الذي ستراه في طريقك إلى أوروبا”.
يلخص ع ب، في الثانية والعشرين من عمره مقيم في مدينة اسطنبول، بكلماته القليلة معاناة الكثير من الشباب السوريين الذين قرروا الهجرة الى أوروبا لتحسين وضعهم المعيشي”.
بحسب منظمة العفو الدولية تحظى حقوق المهاجرين واللاجئين وطالبي اللجوء بالحماية من قبل القانون الدولي، بغض النظر عن طريقة وصول هؤلاء إلى بلد ما، أو سبب ذلك. ولهؤلاء الحقوق نفسها التي للآخرين، إضافة إلى أشكال خاصة ومحددة من التدابير الحمائية الخاصة بهم.
عن نسبة اللاجئين السوريين في تركيا وأوروبا، والهجرة
بسبب الثورة السورية تم تهجير عدد كبير من السوريين فحسب الإحصائيات الرسمية لمنظمات الأمم المتحدة كانت أعداد النازحين 5,5 مليون لاجئ هجروا المنطقة، بالإضافة إلى مليون و332 ألف و371 شخص نزحوا الى اوروبا. كانت الدولة التركية الحضن الأكثر استقبال لأكبر عدد من النازحين السوريين، حيثُ بلغَ عداد النازحين حسب تقارير لدائرة الهجرة التركية 3 مليون و672 ألف و629 شخص، إذ اندمج الكثير من السوريين مع الشعب التركي وأثروا العديد من القطاعات التجارية والعقارية والسياحية وغيرها، ولكن في الفترة الأخيرة، باتو في مرمى أزمات معيشية صعبة وهذا ما دفع البعض منهم إلى التفكير في الهجرة خارج البلد.
يقول الشاب السوري مصطفى حبش كنت رافض بشكل كامل فكرة الهجرة إلى أوروبا لكي أفضل قريب من سوريا ولكن بعد فترة من الزمن واجهت العديد من الخيبات والضغوطات على السوريين قررت الهجرة إلى أوروبا وكانت صعبة جداً تعرضنا لضرب رصاص والسجن.
وبحسب استبيان قمنا به على 100 شخص:
هل فكرت بالهجرة بسبب الارتفاع الاقتصادي؟
تكاليف الحياة المعيشية في تركيا
شهدت تركيا في السنوات الأخيرة ارتفاعاً ملحوظاً في معدل التضخم بسبب النمو الاقتصادي الضعيف، وتدهور قيمة الليرة التركية، زيادة الإنفاق الحكومي بعد كارثة الزلزال جنوبي البلد في شباط الفائت، وتأثير كوفيد19- على الاقتصاد والتجارة.
أعلن معهد الإحصاء التركي (TÜİK) بيانات التضخم لشهر نيسان الفائت، حيث بلغت نسبة التضخم الشهري 0,04 في المئة ونسبة التضخم السنوي 39,59 في المئة. وبحسب البيانات، ارتفعت أسعار الملابس والأحذية بنسبة 19,49 في المئة عن الشهر نفسه من العام السابق، في حين زادت أسعار الخدمات الصحية بنسبة 66,93 في المئة في السنة، وارتفعت أسعار المواد الغذائية بنسبة 53,92 في المئة، في حين بلغت زيادة أسعار النقل 25,56 في المئة على أساس سنوي، وتراجعت أسعار الإسكان بنسبة 1,47 في المئة، بينما ارتفعت أسعار الاتصالات بنسبة 5,93% في نيسان.
تقول نورا في الثامنة والعشرين من عمرها مقيمة في تركيا” الوضع أصبح صعب جداً والاسعار في ارتفاع مستمر وأنا خريجة ارشاد نفسي لم أجد أي عمل”.
وبحسب الاستبيان الذي اجريناه على 100 شخص:
من أي ناحية أثر عليك الارتفاع الاقتصادي؟
وحسب ما قالت عائشة عبد المالك الاخصائية النفسية/ المدربة والمستشارة التربوية والاجتماعية حول تأثير التضخم الاقتصادي على السوريين
ما هو مدى تأثير التغير الاقتصادي بتركيا عليك؟
الخدمات المقدمة للسوريين في تركيا:
هناك العديد من الخدمات المقدمة للسوريين منها الصحية، المادية والتعليمية، يقول الدكتور محمد كيران رئيس جمعية العاملين الصحيين في المراكز الصحية للمهاجرين: يتم تقديم خدمات الرعاية الصحية الأولية للاجئين السوريين في المراكز الصحية للمهاجرين بما في ذلك خدمات التلقيح ومتابعة الأطفال ومتابعة الأمراض المزمنة وخدمات تنظيم الأسرة وخدمات العيادات الخارجية بالإضافة إلى وجود عيادات لطب الأطفال والداخلية والأمراض النسائية، يتم تمويل هذه المراكز من الاتحاد الأوروبي تحت إشراف وزارة الصحة التركية حيث يشمل تمويل الاتحاد الأوروبي تجهيزات المراكز ورواتب العاملين الصحيين ولا يشمل أجور الأدوية التي يتم صرفها من الصيدليات.
ويضيف كيران: من ناحية العلاج فهناك قسم من الأدوية لا تتكفل بها مؤسسة التأمينات الاجتماعية هي نفسها لدى المهاجرين السوريين والأتراك.
حسب المعلومات التي قدمها وزير الصحة التركي فخر الدين قوجة في اجتماع لمنظمة الصحة العالمية بشأن الهجرة والصحة في المناطق الأوروبية الذي عقد في اسطنبول بتاريخ 17,03,2022 وأشار قوجة في حديثه حول الخدمات الصحية المقدمة للسوريين في تركيا حيث تم فتح 185 مركزاً صحياً للمهاجرين في 29 محافظة من أجل زيادة فرص الحصول على الخدمات الصحية الأساسية. وقال قوجة يوجد ما يقرب 97 مليون خدمة مقدمة للمرضى الخارجين من سورية، حيث تم تقديم أكثر من 3 ملايين خدمة علاج للسوريين وأجريت 6 ملايين عملية جراحية، وولد 754 ألف طفل سوري في مرافقنا الصحية
المساعدات المادية:
حسب ما قال محمد الحسن موظف في الهلال الأحمر
خدمات التعليم:
تقدم تركيا خدمات تعليمية للأطفال السوريين في سن الدراسة، والذين يتجاوز عددهم المليون، تحت الحماية المؤقتة وهذا بحسب ما قال وزير التعليم التركي محمود أوزر في نطاق الدورة السابعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة الذي عقد بتاريخ 19,09,2022
وأضاف أوزر: أنهم أمنوا نظام التعليم المهني في تركيا مع احتياجات سوق العمل ومكّنوا البالغين من اكتساب المهارات المهنية من خلال برامج مركز التدريب المهني الجديدة.
وتابع: “ما يقرب من 70% من البالغين المشاركين في التدريبات هم من النساء، ومن خلال هذه التدريبات، نُحسّن مهارات البالغين لدينا ونجعلهم أكثر قابلية للتكيف وأكثر مقاومة لمتطلبات سوق العمل”.
تقول فاطمة الهكة امرأة سورية في الثلاثين من عمرها:
آثار التضخم لا تقتصر على ما ينتج عنه من تكاليف اقتصادية وحسب، بل تمتد للتكاليف الاجتماعية والسياسية، حيث إن تأثيراته السلبية تجاه الأسرة تتمثل في زيادة اللامساواة في الدخل، وتقليص القوة الشرائية، ومعاقبة المدخرين بانخفاض القيمة الحقيقية لودائعهم. كما أن تأُثره السلبي على السوريين بسبب المورود القليل والصرف الزائد والإيجارات المرتفعة جداً. وإن كانت هذه سلبياته فهو لا يخلو من إيجابيات للحكومة التي تعمل على تقديم العديد من المساعدات لتأمين معيشة أفضل للسوريين.
“تم إنتاج هذه المادة الصحفية بدعم من “JHR”صحفيون من أجل حقوق الإنسان”