حسام الجبلاوي
جاء الرد التركي على العمليات الروسية الأخيرة في جبل التركمان بريف
اللاذقية الشمالي قويا، بعد إعلان تركيا، أمس الثلاثاء، إسقاط طائرة حربية روسية
من نوع سيخوي 24، إثر تجاهل روسيا لتحذيرات تركية سابقة بوجوب إيقاف عملها العسكري
في شمال ريف اللاذقية، والذي تسبب بموجة نزوح كبيرة للسكان (أغلبهم تركمانيون).
وأمام الضغط الشعبي
المتزايد، وجدت تركيا نفسها مضطرة إلى تفعيل قواعد الاشتباك الخاصة بالجيش التركي،
والرد على العمليات الأخيرة التي وصلت إلى أطراف حدودها، وإظهار قدرتها على تنفيذ
تهديداتها، خاصة مع استمرار الانتهاكات الروسية السابقة لمجالها الجوي.
وفي تعليقها على العملية،
أعلنت رئاسة الأركان التركية أنّ “سلاح الجو قام بإسقاط الطائرة التي اخترقت المجال
الجوي التركي، بعد تحذيرها لـ 10 مرات، خلال 5 دقائق”.
وأوضحت الرئاسة في بيان على
موقعها الإلكتروني، أنّ “المقاتلة “مجهولة الهوية”، واصلت انتهاكها
للأجواء التركية، رغم التحذيرات، وقامت على إثر ذلك، طائرتين تركيتين من طراز (F 16) كانتا تقومان بدورية في المنطقة، بإسقاطها “.
وبث ناشطون صوراً لما
قالوا إنها جثة أحد الطيارين الروس، فيما تواردت معلومات عن أسر الطيار الآخر لدى
فصائل تركمانية.
وتأتي هذه الأحداث
المتسارعة بعد توتر في العلاقات بين الدولتين مع بدء روسيا تقديم مساندة جوية
لقوات النظام السوري على حدود تركيا، وأنباء أخرى نقلتها صحف عربية عن مصادر سورية
حول مشاركة قوات روسية يوم الأحد الماضي في السيطرة على جبل زاهية (الجبل الأحمر)،
والذي استعادته قوات المعارضة يوم الثلاثاء.
وفي السياق نفسه تمكنت قوات
المعارضة من استعادة السيطرة على قمة جبل زاهية في جبل التركمان بعد عملية عسكرية واسعة
شاركت فيها معظم فصائل المنطقة.
ويعتبر جبل زاهية، ذا
موقع حساس وهام، نظرا لارتفاعه (1154 م)، وقربه الشديد من الحدود التركية (5 كم)،
وإطلالته على عدد كبير من القرى التركمانية المحررة.
وبحسب محمد خليلو، القائد
العسكري في “الفرقة الأولى الساحلية” التابعة للجيش الحر، فإن “النظام
يسعى مع حليفه الروسي إلى “اختراق الريف الشمالي، والسيطرة على قوس داخل
الأراضي المحررة يمتد من نبع المر جنوب مدينة كسب، وصولا إلى جبل عطيرة المطل على
الحدود التركية، وانتهاء بجبل زاهية وقمة الـ 45″، وهو ما يتيح له “فصل
جزء كبير من المناطق المحررة عن تركيا، وإعاقة أي مسعى لإقامة المنطقة العازلة”.
ورأى خليو في حديثه لصحيفة
” صدى الشام”، أنّ “النظام يتعمد الضغط على قوات المعارضة في ريف
اللاذقية من خلال فتح ثلاث جبهات، جميعها استراتيجية، وذلك لتشتيت جهودها”. وتقوم
استراتيجية النظام الجديدة على ما يشبهه خليلو بـ “لدغ العقرب”، حيث
يقوم بالتقدم في أحد الجبهات وتثبيت مواقعه، وعند توجه المؤازرات إلى المنطقة يفتح
جبهة ثانية وهكذا.
قائد عسكري:
استراتيجية النظام الجديدة تقوم على “لدغ العقرب”، حيث يتقدّم في إحدى الجبهات
ويثبت مواقعه، وعند توجه المؤازرات إلى المنطقة يفتح جبهة ثانية وهكذا.
ورغم موجة النزوح الكبيرة
والتي وصلت إلى 70% من الأهالي، وفق ناشطين (النسبة الأعلى التي تشهدها المنطقة منذ
تحررها)، يستمر القصف العنيف الذي يسمع صداه جيدا داخل الحدود التركية. حيث سجل
ناشطون ما يزيد عن 60 غارة جوية على الريف المحرر خلال يوم واحد، كما وثق اتحاد إعلاميي
الساحل استخدام الطائرات الروسية للقنابل العنقودية وغازات سامة خلال قصفها على
جبل التركمان.
وتثير مشاركة مليشيا “الجبهة
الشعبية لتحرير لواء اسكندرون”، والتي عرضت على موقعها الإلكتروني صورا تظهر
أعمالها وإصابة جعفر كيالي، ابن قائد المليشيا علي كيالي، بمعارك اللاذقية، حساسية
كبيرة لتركيا.
كما يخشى بعض مؤيدي
النظام أن تسبب الحملة الأخيرة في حدوث اضطرابات في مناطق سيطرة النظام ضمن محافظة
اللاذقية، والتي يشكل التركمان جزءا منها، حيث تختلط القرى ذات الأغلبية “العلوبة”
مع القرى التركمانية على طول الشريط الساحلي الممتد من كسب حتى مدينة اللاذقية، وأهمها
بلدة أم الطيور ومرتفعات الباير، التي يوجد بها 70 قرية تركمانية، مع حيين داخل
مدينة اللاذقية هما علي الجمال والرمل الشمالي.
يخشى بعض المؤيدين
حدوث اضطرابات في مناطق سيطرة النظام ضمن محافظة اللاذقية، والتي يشكل التركمان جزءا
منها.
صدى الشام موقع يهتم بما وراء الحدث