الرئيسية / منوعات / ميديا / مواد ميديا مختارة / إعلام النظام يستخدم أفلام “أنزور” لتشويه الثورة

إعلام النظام يستخدم أفلام “أنزور” لتشويه الثورة

صدى الشام- رصد/

تناقلت وسائل إعلام موالية للنظام صوراً تعود لفيلم “رجل الثورة” لمخرجه نجدت أنزور، على أنها من داخل استديو تابع للدفاع المدني في الغوطة يعمل على إنتاج صور الضحايا.

تمثيلية!

ولعل ّالملفت أن وكالة سبوتنيك الروسية؛ مصدر هذه الصور المنشورة، عادت لتتدارك ذلك بنشر خبر تحت عنوان “حقيقة صور الفيلم الذي يحاكي مسرحيات الخوذ البيضاء الكيميائية”، موضحة أن الصور تعود لفيلم أنزور، وأنها تظهر استعداد مساعد المخرج “لتصوير فيلم يحاكي فبركات جماعة الخوذ البيضاء، ويظهر ضمن الصور الملتقطة من أحد مشاهد الفيلم ممثلون يرتدون خوذاً بيضاء وامرأة وطفلين، بالإضافة إلى فريق كامل من الأشخاص سيلعبون دوراً في اللقطة المراد تصويرها”، على حد تعبيرها.

وكانت صفحة “شبكة دمشق الإخبارية” نشرت عدداً من الصور المأخوذة من فيلم نجدت أنزور وذلك نقلاً عن سبوتنيك، وقالت إنها “تمثيلية كيماوي” في استديو منظمة الدفاع المدني في الغوطة، متهمة إياها بالتخطيط لـ “هجوم إعلامي جديد يحاكي ضربة كيميائية جوية من قبل طيران النظام في الغوطة”.

إنتاج متكامل

وبدأ مؤخراً عرض فيلم “رجل الثورة”، وهو من إنتاج المؤسسة العامة للسينما التابعة لحكومة النظام، والتي تم تسخيرها لتشويه صورة الثورة السورية، وتلميع صورة النظام في المقابل أمام الإعلام والرأي العام العالمي.

وتدور أحداث الفيلم خلال سنوات الثورة في سوريا، بشكل متزامن مع مجزرة خان شيخون الكيماوية في مطلع نيسان 2017، والتي راح ضحيتها عشرات المدنيين، ويروي قصة صحفي أجنبي -يلعب دوره الممثل السوري سيف الدين سبيعي- يدخل بصورة غير شرعيّة إلى سوريا عن طريق لبنان، ويبحث عن قصص ينشرها عما يجري في سوريا.

وكان بشار السبيعي، شقيق سيف الدين السبيعي (بطل فيلم رجل الثورة) كتب عبر صفحته في فيسبوك منتقداً الفيلم، وقبول أخيه بلعب دور البطولة، ووصف أخاه بأنه أسوأ من المخرج نجدت أنزور، واتهمه بـ”النذالة”.

وقال بشار سبيعي: “لم أتفاجأ من وجود المخرج نجدت أنزور على رأس العمل، فهو معروف بأنه رجل النظام الأول المشارك في المذبحة السورية، الذي يجب محاكمته إلى جانب معلمه بشار الأسد، وباقي الجوقة”.

وأضاف: “لكن مفاجأتي كانت بمشاركة أخي سيف الدين الذي تفوق على أنزور في النذالة، وانحدر بأخلاقه الفنية إلى هذا المستوى من الوضاعة في التضليل الإعلامي المدفوع والمأجور لنظام مجرم يقتل ويهجر شعبه منذ سبع سنوات”. واختتم سبيعي تدوينته التي لقيت تفاعلاً ملحوظاً بقوله “يا حيف”.

واعتبر أن الفيلم يسيء لرجال الدفاع المدني في سوريا (القبعات البيضاء) ويظهرهم على أنهم إرهابيون، وخاصة بعد ترشيح فيلم “آخر الرجال في حلب” للمخرج فراس فياض، لنيل جائزة الأوسكار عن فئة أفضل فيلم وثائقي.

 

فبركات

الجدير بالذكر أن وسائل إعلام النظام دأبت في الفترة الأخيرة على توظيف كل ما هو أتيح لها من مقاطع فيديو أو صور لإقناع الرأي العام بأنه ليس هناك جرائم ترتكب بحق المدنيين في الغوطة الشرقية من قبل النظام، وأن الأمر لا يعدو كونه فبركات تعتمد فيها “جهات معارضة” مختلف الحيل والأساليب والتقنيات.

وكمثال على ذلك فقد كشف الفنان الفلسطيني عبد الباسط اللولو، الذي يتقن فن الخدع السينمائية، حقيقة ما روج له إعلام نظام الأسد من خلال سرقة أعماله، للتغطية على مجازر النظام في الغوطة، واتهام منظمة الدفاع المدني بفبركة الإصابات التي يتعرض لها المحاصرون في الغوطة.

وأوضح حينها أن الفيديو الذي تم تداوله من قبل إعلام النظام على أنه في الغوطة الشرقية، هو عبارة عن مناورة صحيّة تُقام سنوياً في قطاع غزة بالتعاون مع أطباء فرنسيين، إلا أن تلك المشاهد تم الإيحاء بأن المعارضة تستخدمها لفبركة مشهد الإصابات على أنها في الغوطة.

وكان تلفزيون النظام قد استخدم مقاطع مصورة مجتزأة من الفيديو الأصلي (المناورة الصحيّة) بالإضافة إلى فبركة الأصوات للتناسب مع الادعاءات التي يقدمها، قبل أن يتم تداول الشريط الأصلي بشكل واسع لاحقاً ويتمّ افتصاح الأمر.

وأثارت الصور غضب العديد من الناشطين السوريين بالإضافة إلى متابعي الشأن السوري بشكل عام، فيما أثار سخرية آخرين، لا سيما الفلسطينيين اللذين صورا الشريط الأصلي.

شاهد أيضاً

ترامب و تيك توك من عدو الى منقذ كيف ولماذا؟

” سنحظرهم داخل الولايات المتحده الامريكيه “، بهذه العبارة توعد الرئيس ترمب منصة تيك توك …

الاعتماد على الذات.. وتفجّر قدرات الإنتاج والإبداع

ميسون محمد ثمة رغبة جامحة في الاستقلالية والاعتماد على الذات في داخل كلّ إنسان، وهي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *