الرئيسية / سياسي / سياسة / حوارات / فيصل يوسف لـ”صدى الشام”: الاتحاد الديمقراطي الكردي يريد أن يكون طرف وحيداً في الساحة الكردية

فيصل يوسف لـ”صدى الشام”: الاتحاد الديمقراطي الكردي يريد أن يكون طرف وحيداً في الساحة الكردية

أشار عضو الأمانة العامة في المجلس
الوطني الكردي، فيصل يوسف، إلى حالة القطيعة التي تحكم علاقة المجلس الوطني بحزب
الاتحاد الديمقراطي الكردي، وتحدث خلال لقاء خاص بـ”صدى الشام”، عن رؤية
المجلس الوطني للحل، والتي اعتبرها مقاربة لرؤية الائتلاف. وبعد أن اعتبر أن
التنظيم هو الحلقة الأضعف في محافظة الحسكة، رأى أن مسألة وجود النظام فيها مرتبط
بالحل السياسي. “صدى الشام” أجرت حواراً مطولاُ معه، وفيما يلي نص
الحوار الكامل.

حاوره- مصطفى محمد

– كيف تصف
علاقتكم كمجلس وطني كردي، بالإدارة الذاتية المعلنة من قبل حزب الاتحاد
الديمقراطي؟

لقد نصت اتفاقية “هولير” على تنظيم
العلاقة بين المجلس الوطني وبين حزب الاتحاد الديمقراطي، وكان أحد بنودها يركز على
ضرورة ملء الفراغ الإداري والأمني من خلال إدارات مشتركة للبلدات والقرى، لكن
الاتحاد الديمقراطي أعلن الإدارة الذاتية من طرف واحد، بعد أن تحاورنا لمدة من
الزمن.

نحن أعلنا أن لا علاقة لنا بهذه الإدارة، ولم
نتفاعل معها إلا من خلال اتفاقية “دهوك” في العام 2014، حيث قررنا حينها
تعديل هذه الإدارة، وذلك لتوحيد الرؤية وصياغة شكل القرار والتفاعل. حالياً ليست
لنا أي علاقة مع الاتحاد الديمقراطي.

– هل
نستطيع القول أنكم على قطيعة مع الاتحاد الديمقراطي، أم أن هذه العلاقة ينتابها
الفتور؟

لا علاقة بيننا، والأصح أن نقول أن هنالك قطيعة
في الوقت الراهن مع الإدارة لأنها، كما أسلفت، معلنة من جانب حزب واحد.

– البعض
يصف المجلس الوطني الكردي بـ”الكيان المهمش”، وأبعد من ذلك يقولون أنه
“لا وجود لكم على الأرض”، هل توافقون على هذا؟

أعتقد لو أن هنالك استطلاعات رأي شفافة للسؤال
عن جماهيرية المجلس الوطني، لعلم الجميع من نمثل، وليس هذا لأني من المجلس الوطني.

الأكثرية الساحقة من أبناء شعبنا الكردي تؤيد
المجلس الوطني، لكن حالياً يبدو للجميع أنه الصوت السياسي خافت. المجلس الوطني يضم
شرائح واسعة من المجتمع الكردي، ويتمتع بعلاقات جيدة مع الوسط العربي والسرياني
والمسيحي، ويمكن استشفاف جماهيرية الوطني الكردي عبر سبر حالة المجتمع.

بالعودة إلى الحالة العسكرية، المجلس الوطني لم
يقرر حمل السلاح، بل أصر على نضاله السلمي السياسي.

– لكن مع
ذلك لا وجود للمجلس على الأرض،
وأقصد هنا تحديداً الوجود العسكري؟

جميع القوى الدولية النافذة المعنية بالشأن
السوري كانت مؤيدة للثورة السورية السلمية. لكن مع الأسف، عندما اقتضت مصالح هذه
القوى، انحازوا للسلاح.

اليوسف: المجلس الوطني الكردي جزء من
الائتلاف، وكل تفاعلاتنا مع الأحداث أو الجهات الأخرى يجب أن تمر من هذا الباب.

للمجلس الوطني علاقات واسعة مع القوى الدولية،
بالتالي أعتقد أنه لا يمكن تجاوز المجلس في أي مفاوضات سوف تجري حول مستقبل سوريا.
وأؤكد هنا أننا تواصلنا مع العديد من الدول، لكن هنالك نقطة أساسية، وهي أننا،
كمجلس وطني، جزء من الائتلاف، وعليه فإن تفاعلنا يمر عبر هذا الباب.

– أنتم جزء
من الائتلاف، والاتحاد الديمقراطي جزء من هيئة التنسيق، وبالتالي فإن اللقاء بينكم
يبدو مستحيلاً؟

صحيح أنهم جزء من هيئة التنسيق، لكنهم يتصرفون
وفق مصالحهم الحزبية فقط. ونحن بكل الأحوال، وحتى إن كانوا ممثلين في هيئة التنسيق
أو غيرها، دعوتنا كانت دائماً تركز على الوقوف معاً، للوصول إلى نظام ديمقراطي.

كمجلس وطني لم نقف عقبة في وجه
التعامل مع الاتحاد الديمقراطي، بل دعونا للعمل معاً سواء في إطار المعارضة
السورية، أو في إطار الوسط الكردي
.

– على ذكر
الوسط الكردي السوري، ما هي النسبة التي تؤيدكم، كمجلس وطني، في ضمن هذا الوسط؟

أصابنا الملل من نِسب النظام الشمولي السابق،
ولذلك لا أستطيع أن أتحدث لك عن نسب، لكن للمجلس الوطني، الذي يضم 12 حزبا سياسيا له
امتداد تاريخي، ويضم أيضاً ممثلين عن “الإيزيدين”، وممثلين عن 32
تنسيقية، بالإضافة إلى فعاليات نسائية مستقلة بنسبة 12%، والحراك الثوري الممثل
بنسبة 12% أيضاً، بالإضافة إلى شخصيات اقتصادية ومستقلة، نسبة تمثيل كبيرة.


“المناهج التربوية، التجنيد الإجباري فرض الضرائب”، كلها إشكاليات تؤرق
الشارع الكردي السوري. كمجلس وطني كردي، هل أنتم راضون عن هذه الإجراءات المفروضة
من قبل الاتحاد الديمقراطي في مناطق الإدارة الذاتية؟

لقد أصدرنا بيانات استنكار عديدة، وسمع الجميع
لربما عن الاعتصامات والاحتجاجات التي تمت في معظم المدن والقرى الكردية. هذه
الممارسات تفضي إلى المزيد من التوتر وتؤدي أيضاً إلى خلق علاقات غير جيدة بيننا
وبين الإدارة الذاتية. علماً أن المرحلة تتطلب منا العمل على بناء سوريا ديمقراطية
متعددة القوميات.

– اعتبر رئيس المجلس الوطني الكردي، إبراهيم برو،
في تصريح إعلامي، أن تجهيل الكرد يطبّق بأيدٍ كردية. سؤالي هنا ما هو سبب تحاملكم
على تكريد المناهج؟ هذا التحامل خلق لدى السوري غير الكردي إشكالية قد تكون عصية
على الفهم، أي كيف تطالبون بجعل اللغة الكردية لغة رسمية في سوريا، وكيف تعترضون
على فرض التعليم باللغة الكردية في الوقت ذاته؟

نحن مع اللغة الكردية، وسعينا دوماً كي نحوز على
اعتراف رسمي باللغة الكردية في إطار سوريا، لكن نحن نعتقد أن تطبيق المناهج بالشكل
الحالي على المراحل الثلاث الأولى في المدارس الابتدائية، وفي ظل الوضع الراهن،
سابق لأوانه.

بعبارة أوضح، إن تطبيق المناهج سيؤثر على
التلاميذ لأن النظام التربوي هو نظام متكامل من المرحلة الابتدائية وصولاً إلى
المرحلة الثانوية، وهذا ما نفتقده بفعل فرض المناهج الجديدة.

– هذا يعني
أن مشكلتكم ليست مع فرض اللغة الكردية، إنما مشكلتكم مع إجراء تعتبرونه منقوصاً؟
وبالإضافة إلى ما سبق، ألا تشكل لكم “الأدلجة” هاجساً أيضاً؟

الأدلجة والاعتراف الدولي معاً. النظام التربوي
المعمول به في أي بلد يجب أن يكون معترفاً به في المحافل الدولية، وأهمها
“اليونيسكو”.

– وخارج
هذه الاعتصامات، ما هي الإجراءات التي اتخذها المجلس الوطني الكردي؟

التقى المجلس الوطني مع أولياء التلاميذ في
مختلف المناطق، لأنهم كانوا يطالبوننا بضرورة ممارسة دورنا في مواجهة هذه
السياسات، أي أن الأهالي قرروا الاحتجاج قبل أن نقرر نحن.

– لن نخرج
عن سياق العلاقات الكردية الداخلية. الملاحظ أن حزب الاتحاد الديمقراطي ليس
وحيداً، أي أن الكثير من الأحزاب الكردية تصطف إلى جانبه، ولا يأتي أحد على ذكرها،
ما هو حجم هذه الأحزاب الأخرى؟

رؤيتنا تتفق إلى حد بعيد مع رؤية المعارضة
الوطنية السورية، التي ترى ضرورة بناء سوريا ديمقراطية اتحادية، ونحن نمثل طرحاً
كردياً. أما الطرف الآخر فله رؤية أخرى؛ هم لا يرون أنفسهم في عداد المعارضة بل
بين النظام والمعارضة.

“رؤيتنا تتفق إلى حد بعيد مع
رؤية المعارضة الوطنية السورية، التي تؤمن بضرورة بناء سوريا ديمقراطية اتحادية،
ونحن نمثل طرحاً كردياً”

– قد لا
يوافقك الكثيرون على هذا الطرح، لأنه يعتبر الاتحاد الديمقراطي جزءا من النظام؟

هم يقولون ذلك في خطابهم السياسي.

– كمجلس
وطني كردي كيف تصفون علاقتكم بالمكون العربي في المناطق التي يتشارك فيها الكرد
والعرب العيش؟ وخصوصاً في منطقة الجزيرة؟

علاقتنا جيدة مع مختلف المكونات، ونتواصل
باستمرار لنوضح بعض الالتباسات.

– كيف
تنظرون إلى ما يحدث في الحسكة حالياً، من صراع على السلطة بين المكونات الثلاثة
(النظام، الوحدات، تنظيم الدولة)؟

أثبت داعش أنه في خدمة النظام. والنظام لا زال
يمارس دوراً لئيماً في توتير الأجواء بين مكونات المنطقة، نحن حريصون على عدم الخلط
بين الصراع السياسي والعلاقات الأهلية.

“مازال النظام يمارس دوراً
لئيماً في توتير الأجواء بين مكونات المنطقة، ونحن مع عدم الخلط بين الصراع
السياسي والعلاقات الأهلية”.

– من
منظورك الشخصي، أي طرف من هذه الأطراف هو الحلقة الأضعف حالياً؟

النظام موجود حتى الآن، ويمارس دوره بشكل أو
بآخر، ويسيطر على كافة مؤسسات الدولة. بالمقابل فإن حزب الاتحاد الديمقراطي له
نفوذ أيضاً. بالانتقال إلى داعش، فإن الفترة الحالية تشهد انحساراً لمناطق نفوذ
داعش، وهذا يعني أن داعش هو الحلقة الأضعف.

– إذا مستقبل
الحسكة في الوقت الراهن محكوم بمدى التوافق بين وحدات الحماية والنظام، أليس كذلك؟

وجود النظام مرتبط إلى حد كبير بمسألة الحل
السياسي والمرحلة الانتقالية التي يجب أن تفضي إلى دولة ديمقراطية. وأبعد من ذلك،
فإن كل القوى التي تتصارع الآن مرتبطة بوضع الحل السياسي.

– على ذكر
القوى المتصارعة، هنالك تغييب فعلي لدور ما يعرف بـ”بشمركة روج آفا”، ما
هو الحائل دون دخولها إلى سوريا؟

البشمركة هم شبان أكراد انشقوا عن جيش النظام،
وتلقوا تدريبا في كردستان العراق، وهم الآن يقاتلون في العراق ضد داعش، وكان لهم
دور رئيسي في تحرير “سنجار”.

في المؤتمر الوطني الكردي الثالث الذي عقد في
حزيران المنصرم، طالبنا أن يكون للبشمركة دور في المناطق الكردية، وتم إعلام قيادة
الإقليم بذلك. دخول هذه القوات يجب أن يكون بشكل سلس.

– صالح
مسلم خلال زيارته الأخيرة إلى عين العرب (كوباني)، صرح بأن هنالك انفراج في المفاوضات
التي تدور حول دخول “البيشمركة” إلى الأراضي السورية، إلى أين وصلت هذه المفاوضات؟

لا زلنا للآن ننتظر القرار الذي يسمح بعودة
هؤلاء الشبان إلى موطنهم. وطالبنا الاتحاد الديمقراطي بأن لا يكون عقبة أمام
عودتهم.

– ما هو
شكل علاقتكم برئيس حزب الاتحاد الديمقراطي صالح مسلم؟

علاقتنا كمجلس وطني مع حزب الاتحاد الديمقراطي،
منذ اتفاقية “دهوك” وحتى الآن بعد أن تم تجميدها، هي علاقة جهات سياسية،
أي ليست علاقة مع الأشخاص.

“حزب الاتحاد الديمقراطي ليس
بوارد فتح علاقات مع أي طرف آخر، فهم يريدون أن يتخذوا القرارات بمفردهم”

حزب الاتحاد الديمقراطي ليس بوارد فتح علاقات مع
أي طرف آخر. في المؤتمر الوطني الكردي الثالث قررنا فتح الحوار وطلبنا بالتعاون،
لكنهم يريدون أن يكونوا بمفردهم، أن يتخذوا القرارات بمفردهم في الساحة الكردية
السورية.

– وماذا عن
علاقتكم في المجلس الوطني مع إقليم كردستان العراق؟

علاقاتنا جيدة مع قيادة الإقليم، فقد قدم
الإقليم خدمات هي موضع تقدير بالنسبة لنا، من فتح الحدود أمام اللاجئين وتقديم
المساعدات وغيرها. هم لا يتدخلون في أمورنا، ويقولون دائماً “القرار لكم،
عندما تقررون بشكل موحد فنحن جاهزون”.

علاقتنا مميزة مع قيادة الإقليم، وخصوصاً مع
رئيس الإقليم، السيد “مسعود بارزاني”، وهو يحترم القرار الكردي السوري.

– نعرف مدى
القطيعة بين الحكومة التركية و”الوحدات”، هل تنطبق هذه القطيعة عليكم في
المجلس الوطني الكردي؟

نحن ندعو الأتراك لمساعدة السوريين، ونشكرهم على
تقديم المساعدات الإنسانية للسوريين. علاقتنا اعتيادية معهم، ونرغب في بناء علاقات
على أساس احترام المعاناة السورية، سواء للأكراد أو للسوريين. ولا نريد تعكير الأجواء
فيما بيننا، فنحن ندعوهم لأن يدعموا الحل السياسي في سوريا، وأن لا يكونوا عقبة
أمام نيل المكونات السورية لحقوقها.

شاهد أيضاً

“قسد” تواصل الانتهاكات في مناطق سيطرتها شمال شرقي سورية

اعتقلت “قوات سورية الديمقراطية” “قسد” أمس ثلاثة أشخاص بينهم أحد شيوخ قبيلة العقيدات في الرقة …

سجال أميركي روسي في مجلس الأمن بشأن دورهما بسوريا والأمم المتحدة تطالب بإجلاء الأطفال المحاصرين في سجن الحسكة

تبادلت روسيا والولايات المتحدة الاتهامات -خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي- بشأن أحداث مدينة الحسكة شمال …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *