غازي عينتاب – أنور مشاعل
يتواصل تدفق اللاجئين السوريين مع عائلاتهم إلى الأراضي
التركية، وكلهم أمل في إيجاد عمل يوفرون فيه قوتهم باحثين عن الأمان والمأوى ولقمة
العيش، ومع وصول عدد اللاجئين السوريين المسجلين لدى المفوضية نحو أربعة ملايين،
بينهم نحو 1.6 مليون سوري عبروا الحدود التركية هرباً من الحرب التي تجتاح بلادهم،
بحسب أرقام الأمم المتحدة، فإن فرص العمل تقل، بينما تتفاقم المعاناة أكثر.
يقول الناشط الإغاثي صهيب قباني لـ صدى الشام” إن “معظم
العمال ذوي المجهود العضلي معدمون ولا تتوفر لديهم الحدود الدنيا للمعيشة. فمثلاً،
هناك شخص يعمل بورشة خياطة لمدة 12 ساعة يومياً وبدون يوم عطلة وبأجر أسبوعي يبلغ 200
ليرة تركية، مما يضطره إلى دفع أبنائه للعمل معه من أجل تغطية مصاريف الطعام والشراب
وإجار المنزل الذي يعش فيه”.
ويؤكد في هذا السياق، الخبير الاقتصادي ويسى ويسي لـ
“صدى الشام” أن مستوى دخل الفرد لا يغطي نفقاته الشخصية كون الأسعار
الرائجة في تركيا مرتفعة جداً”. وأوضح بأن “السبب لا تتحمله تركيا فهي
تقدم للسوريين الكثير، لكن وجود ضعاف النفوس وتجار الأزمات وزيادة الجشع في
السمسرة والإتاوات من قبل بعض السوريين، مثل إجار البيوت ومصروف الطعام والشراب
يجبر اللاجئين السوريين على تشغيل أبنائهم، تاركين وراء ظهورهم التعليم الذي يعتبر
من أبسط حقوقهم”.
من جانبه، قال فواز المفلح، أحد اللاجئين السوريين في
مدينة غازي عينتاب لـ “صدى الشام” أن” السكن هو المشكلة التي يعاني
منها السوريون جميعاً وخاصة الطبقة المعدمة، وهي الأكثر عدداً، فإجار المنزل لا
يتناسب مع الدخل المحدود في سوق العمل التركي. الإيجارات ارتفعت إلى أكثر من ثلاثة
أضعافها بعد توافد السوريين، بالاضافة إلى التأمين وهي قيمة إضافية تضاف إلى مبلغ إجار
البيت، وعمولة المكتب هي قيمة أخرى تضاف أيضاً”.
وحول دور الأمم المتحدة في تزويد اللاجئين السوريين
بالمساعدات قال لاجئ آخر أن “مكتب الأمم المتحدة المتواجد في غازي عنتاب يقدم
مساعدات، ولكنها ضئيلة جداً. فالمكتب يقدم مساعدات صحية وتعليمية وغذائية”.
وأوضح بأنه” لم يستفد من هذا المكتب سوى بثلاث بطاقات بقيمة 240 ليرة تركية
تصرف فقط في شراء مواد غذائية من أحد المولات حصرياً. وهذه البطاقات لم توزع إلا
مرة واحدة فقط، علماً أنه مقيم في المدينة منذ سنة ونصف”.
وأشار السيد قادر أوسطا، تركي الأصل وهو صاحب مطعم، بأنه
“نظراً لوجود السوريين الكثيف في تركيا نتيجة الهروب من الحرب والدمار وعدم
الأمان القائم في سورية والحاجة اليومية، أصبح لزاماً على العامل السوري البحث عن
عمل سواء في مصانع أو مطاعم أو أي جهة أخرى. وهو لا يمتلك عقد عمل نظامي مثل
المواطن التركي مما ولّد ظاهرة اليد العاملة السورية الرخيصة نظراً للحاجة إلى
العمل”. وبين أوسطا بان “كثرة الأعداد والضغط الكبير من قبل السوريين
الباحثين عن عمل هو السبب الرئيسي في هذا الوضع. ومثال ذلك أن المطعم الذي أعمل به
يمر عليه أكثر من 10 أشخاص في اليوم يطلبون العمل. وأتمنى أن أستطيع تأمين عمل لهم
في مطعمي، ولكن لا حاجة عندي الآن”.