الرئيسية / مجتمع واقتصاد / اقتصاد / رحلة الموظف الحلبي للحصول على الراتب الشهري

رحلة الموظف الحلبي للحصول على الراتب الشهري

مصطفى محمد – حلب
سبع ساعات من السفر، يقضيها”محمد” معلم المدرسة، القاطن في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في مدينة حلب، حتى يصل لمكان قبض راتبه الشهري، الذي يقع في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام، هذه المسافة التي كان من الممكن أن يقطعها بغضون ربع ساعة فقط في السابق، وقد أدى القرار الأخير الذي تم بموجبه إغلاق معبر بستان القصر “معبر الموت” من النظام إلى تفاقم الأوضاع بالنسبة للأهالي وللموظف الذي يقطن الأحياء التي تسيطر عليها المعارضة في مدينة حلب.
“محمد” واحد من آلاف الموظفين الذين يضطرون شهرياً للذهاب إلى مكان قبض رواتبهم، ولاسيما بعد تقسيم مدينة حلب إلى قسمين منفصلين تماماً، بين غربية وشرقية.
يقول “محمد” أثناء هذه الرحلة التي نقضيها نمرُّ على عشرات الحواجز، ومع كلّ حاجز يسيطر علينا الخوف والهلع من الاعتقال ناهيك عن التكاليف الباهظة التي نقوم بدفعها، والتي تصل إلى ربع الراتب، ولكننا مجبرون على الذهاب، فليس لدي سوى هذا الراتب كي أنفقه على عيالي .
أما زوجة “محمد” فعبَّرَت عن خوفها وقلقها الشديد طوال فترة سفر “محمد”،
وأردفت لو كنا نملك أيَّ دخل آخر، لمنعت زوجي من الذهاب مجدداً، ولكن ليس بيدنا حيلة، فأطفالنا بحاجة إلى من ينفق عليهم، ومع أن الراتب الذي يأتي به زوجي لا يكفينا، ولكنه قد يستر فاقتنا قليلاً.
“أبو سامر” قائد عسكري كان من القائمين على معبر كراج الحجز قال: بعد تكثيف الهجوم على مدينة حلب، ومحاولة جعلها مدينة بلا سكان، وإمعاناً من النظام في التضييق على الأهالي قام بإغلاق هذا المعبر، وهذه الخطوة لا تضر بنا نحن العسكريين، ولكن المتضرر الوحيد منها هم الأهالي.
وذكر”أبو سامر” أن الطريق الوحيد السالك للمدنيين الذين يريدون الذهاب إلى المناطق الخاضعة لسيطرة النظام هو الالتفاف حول مدينة حلب، عن طريق منطقة “اثريا”، وتستغرق هذه الرحلة ما يقارب السبع ساعات تقريباً، ناهيك عن المخاطر التي يمكن أن يتعرض لها من يريد السفر.
“محمد” ليس له الخيرة من أمره، فهو مضطر  لسلك هذا الطريق كل شهر، وأن يتحمّل نفقاتٍ إضافيةً ، هذه النفقات من الأولى بها أطفاله الجياع، على حد تعبيره، فقد ضاع به التعبير، مابين أطفال جياع، وطريق قد يودي للموت في أية لحظة.

شاهد أيضاً

إعادة افتتاح سوق دمشق للأوراق المالية: خطوة استراتيجية نحو تعزيز الاقتصاد السوري

أكد وزير المالية السوري في تصريح صحفي أن إعادة افتتاح سوق دمشق للأوراق المالية تمثل …

الخزانة الأمريكية تفتح أبواب الاستثمار في سوريا.

أعلن مكتب مراقبة الأصول الأجنبية (OFAC) التابع لوزارة الخزانة الأمريكية عن إصدار قرار فوري بتخفيف …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *