خاص – صدى الشام
أوضحت الدكتورة فداء حوراني الرئيسة السابقة لإعلان دمشق في المهجر أنه كان هناك أملٌ عند انطلاقة الثورة من إزالة النظام بالقوة، لكنَّ التمويلَ لم يسمح، ولم يكن ضمن قناة واحدة، فكلُّ دولة فتحت قناة وتمويلاً خاصاً وأخذوا يقطعون التسليح، ويسمحون به متى شاؤوا رغم أن معظم السوريين حاولوا أن يكونَ الدعمُ ذاتياً، لكنّ النظامَ مدعومٌ بشكل هائل، ولذلك ويمكن قبول الحل السياسي إذا أعطى مكاسب لأن هناك استعصاءً مستمراً منذ 3 سنوات.
وبيّنت حوراني في لقاء مع صدى الشام أن السوريين يريدون تحريك عجلة الدولاب إلى الأمام بعد 3 سنوات من الضحايا متى ذهبت العائلة ومحيطها ورموزها، ولكن بعد كلّ هذه التضحيات لن يستطيعوا فرض نموذج شبيه بالمصري، وأيُّ حلٍّ لا يكون له ظروفٌ وأدواتٌ سيؤدي إلى كوارث، وإذا فشل جنيف ستنهار المعارضة السياسية والوضع العسكري سيتفاقم، ويفتح كلّ الاحتمالات والتطرُّف سيزيد، وسيبدأ المجتمع الدولي بتطبيع العلاقات معه، ويمكن أن يعيدَهُ تحت ستار محاربة الإرهاب، وكلُّ هذه الاحتمالات واردة لأنه لا يوجد إطار تفاوضي واضح.
ورأت حوراني أنهم يريدون تحويلَ جنيف إلى الحرب على الإرهاب ووزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف يكذب، ففي مؤتمر الثمانية وضعوا بنداً أولياً يدعون فيه المعارضة للتعاون مع النظام في مكافحة الإرهاب، فهناك إرادة دولية تدفع باتجاه جنيف، وأحياناً هناك استحقاق يجب أن يخاض بطريقة منظمة، ولذلك من الأجدر بالمعارضة تأجيل جنيف وأن تتحدث عن داخل يجب الاتفاق معه، وأن تُنسّق معه دون أن يكونوا ممثلين لإبقاء أوراق الضغط ورفع سقف التفاوض والاتفاق على توقيت الانسحاب.
وطالبت حوراني الكتائب الإسلامية بالعمل مع الدول التي تدعمها بحيث تهيئ وثيقة كي تقولَ أن لا إكراه للشعب السوري بعد أن برزت قضية داعش وأن تسحبَ هذا من النظام السوري، ويجب على جميع الكتل التي لا تؤيد الذهاب إلى جنيف أن تجلس مع بعضها، وأن يشكلوا عامل ضغط لمراقبة سير المفاوضات، ويعطوا مبرراً للآخرين كي لا يقبلوا، ويقولوا أنهم ينسحبون في الوقت المناسب.
ونادت حوارني بإقامة تحالف عريض يضمُّ السوريين بدءاً من اليمين المتديّن حتى اليسار العلماني تحالف يؤمن بالديمقراطية والاختيار كطريقة حكم وأن تعطى للسوريين فترة /5/ سنوات كمرحلة انتقالية قبل كتابة دستورهم الدائم كي يتعرفوا على بعضهم البعض، ولذلك يجب تهيئة القوى التي تؤمن بالديمقراطية مهما كان برنامجها، ويمكن الاعتماد على دستور 1950 خلال هذه المرحلة.