الرئيسية / مجتمع واقتصاد / اقتصاد / دمشقيون يشكون حالهم في عيد بعبق الموت

دمشقيون يشكون حالهم في عيد بعبق الموت

ريان محمد

مر عيد
الأضحى الثالث على سوريا، منذ طالب أهلها بالكرامة والحرية، والسوريون يسيرون إلى
الخلف، فمن سيئ إلى أسوء، حيث أصبح الموت صديق السوري الذي لا يفارقه، ببؤسه الثقيل،
فلم تتخلف أسرة سورية عن حمل وزر المأساة، فإما قتيل أو معتقل أو بيت مهدم أو
عوز.

فهذه أم
ساري، تحدثنا عن عيد عائلتها، قائلة إن “عيد الأضحى هذا العام يأتي على
عائلتي وزوجي تحت الثرى بسبب قذيفة سقطت على منزلنا في مخيم اليرموك، وابني في
المعتقل منذ ثلاثة أشهر”.

وأضافت:
“العيد هذا العام سيأتي علي وعلى أبنائي وبناتي الأربع، ونحن نفترش الأرض، لا
شيء يرد عنا عين عابر السبيل، فعن أي عيد تسألني؟” لتغرق عيناها بالدموع
وترجو من الله أن تعود إلى منزلها.

من جهته،
قال أبو فيصل، نازح من حي القابون: “لم يفرح أبنائي هذه السنة بثياب العيد،
ولم أستطع أن أجلب لهم الحلويات، فالغلاء وصل إلى درجة لا تطاق”.

وأوضح:
“كل ما استطعت أن أحضره لهم، هو القليل من الملابس المستعملة علها تقيهم برد
الشتاء الذي يدق بابنا بقسوة هذا العام” قائلاً: “لم يعد العيد
للسوريين”.

بالمقابل،
قال بهجت، عنصر في “قوات الدفاع الوطني” الموالية للنظام، إن
“العيد يأتي هذا العام في وقت يعيش به كل منزل فاجعة، حيث أن الموت لم يغب
عنا منذ عامين”، لافتاً إلى أنه لم ير أبداً مظاهر العيد.

وأضاف أن
“الأسواق سجلت ارتفاعاً كبيراً في أسعار الملابس والمواد الغذائية”، مبيناً
أنه “اشترى ملابس لأبنائه بما أن العيد صادف مع بداية فصل الشتاء، وبعض
الحلويات”.

من جانبه،
قال زهير، تاجر ملابس جاهزة، إن “الإقبال على الشراء متدنٍ مقارنة بالعام
الماضي، فإنك تجد حركة أشخاص في الأسواق، لكنها لا تتناسب مع حركة المبيع، فالأسعار
مرتفعة بشكل كبير، حتى نحن لا نعلم كيف يمكننا تصريف البضائع بهذه الأسعار”.

وعن سبب
ارتفاع الأسعار، قال زهير إن “الكثير من ورش صناعة الألبسة الجاهزة أغلقت
أبوابها، إضافة إلى معامل الأقمشة، ما يجعلنا نعتمد على البضاعة المستورة، المسعرة
بالدولار، مع قلة البضاعة الوطنية، أضف إلى ذلك تكلفة النقل المرتفعة، ومصاريف
تمريرها على الحواجز الأمنية، كل هذه التكاليف في النهاية يتحملها الزبون”.

ولفت إلى
أن “ارتفاع الأسعار دفع بالكثير من سكان دمشق وريفها، إلى سوق الألبسة
المستعملة، التي وإن كانت منخفضة الثمن لما هو متداول في السوق، ولكنها تماثل أو
تزيد بقليل، عما كانت عليه أسعار الملابس الجديدة العام الماضي”.

بدوره،
قال ربيع.ن، محلل اقتصادي، إن “العيد يمر على السوريين وهم بأسوأ حال، فبعد
أكثر من عامين من القتال وقصف التجمعات السكنية، طال الأذى جميع السوريين، ما يجعل
مظاهر العيد بعيدة عن الأسر السورية، معارضة كانت أم موالية”.

وتابع:
“أضف إلى ذلك أزمة المواطن الاقتصادية، من ضعف القدرة الشرائية لليرة السورية
في وقت وصلت معدلات التضخم إلى نسب كبيرة جاوزت الـ300%، في حين وصلت معدلات
البطالة إلى نسب لم تشهدها سوريا في العصر الحديث، ما زاد من أعباء الحياة اليومية
للسوريين، الباحثين عن ما يسد رمقهم اليومي”.

ولفت إلى
أنه “مع اقتراب العيد، اشتدت المعارك الدائرة في معظم مناطق البلاد، ما رفع
أرقام الموتى، في وقت تغيب عن السوريين بوادر حل يوقف نزيف دمهم اليومي”.

يشار إلى أن السوريين يعيشون ألم الموت في معظم المناطق، حيث جاوز عدد القتلى
خلال العامين الفائتين الـ100 ألف قتيل، في حين يقدر عدد المعتقلين بأكثر من 200
ألف معتقل، يحضرهم الموت تحت التعذيب أو جوعاً ومرضاً. 

شاهد أيضاً

إعادة افتتاح سوق دمشق للأوراق المالية: خطوة استراتيجية نحو تعزيز الاقتصاد السوري

أكد وزير المالية السوري في تصريح صحفي أن إعادة افتتاح سوق دمشق للأوراق المالية تمثل …

الخزانة الأمريكية تفتح أبواب الاستثمار في سوريا.

أعلن مكتب مراقبة الأصول الأجنبية (OFAC) التابع لوزارة الخزانة الأمريكية عن إصدار قرار فوري بتخفيف …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *