الرئيسية / سياسي / سياسة / حوارات / معركة أريحا…ما بين السطور

معركة أريحا…ما بين السطور

-يخطئ من يظن أن غير
القوة ستجدي مع عصابات الأسد

-قائد لواء “الفردوس”: اللهاث وراء النفعية والغنائم والـ”أنا”
زاد من تأخير النصر .

– نحن جاهزون لأي عمل وتوحيد من شأنه تحرير”إدلب” وعودة اللاجئين
ونصرة حقوق الشعب

أن تقول تحرير النقاط القليلة التابعة للنظام في
محافظة ادلب، فهذا يعني عودة المهجرين من أهالي إدلب وسواهم إلى حضن الوطن، والركون
إلى منطقة آمنة تتكئ على “ظهر آمن” تركيا.

ولكن
لماذا تأخر تحرير إدلب حتى هذا الوقت، وما هي الأسباب التي أدت إلى عدم تحريرها وبقاء
عدة نقاط هامة ومفصلية لقوات النظام السوري هناك “وادي الضيف وقصصه الكثيرة، ومعمل
القرميد ورواياته العديدة، واستعادة أريحا بعد تحريرها وتداخلاتها، وتشابك أحداثها
والحامدية، والطلائع، وحاجز القياسات في جبل الزاوية وغيره العديد .”

بهدف
الوصول لملامح حقيقة والوقوف على الأسباب، حاورت”صدى الشام” الرائد بسام
عبد الحميد عبد الرزاق، قائد لواء شهداء الفردوس، أحد القادة الميدانيين للجيش الحر
في إدلب ،وهو ممن واكبوا الثورة منذ بداياتها ورافقها بتدرجها من المظاهرات السلمية
إلى الحراك الشعبي التنظيمي، ومن ثم حراكها المسلح، وكان للواء شهداء الفردوس سبقاً
في التظاهر، وحضوراً في تأهيل وتدريب وإيواء كثيرين من منتفضي إدلب.

قبل أن نبدأ سيادة الرائد بمعوقات التحرير، نسمع أنكم فقدتم العديد من
الشهداء والمعتقلين، فكيف أثر ذلك على أدائكم؟!

حقيقة
الأمر زفينا العديد من أفراد اللواء وأبناء العموم، ولم يخل بيتاً إلا وفجع بشهيد أو
معتقل أو حتى جريح، لكننا نحسبهم عند الله في مرتبة الشهداء والعليين، وهم فداء للوطن
والحرية والكرامة التي خرجنا لأجلها، وعرفنا منذ البداية، عندما خرجنا كأول المنتفضين
والثائرين، أن ثمن اقتلاع دولة الفساد العميقة، غال وباهظ، لذا والحمد لله في جميع
الأحوال، لم ينعكس ذلك علينا إلا تصميماً وثباتاً ..رغم الجراح التي كلمنا بها ولن
ننساها ما حيينا .

أنتم من ضباط الجيش السابقين،
ما أثر ذلك على أدائكم في المعارك والتنظيم؟!
.

مع فائق
احترامي وتقديري لكل المقاتلين على الأرض، واللذين أبلوا بلاء حسناً، بيد أني أحسب
أن للتخصص والتكنوقراط دوراً مهماً، إن لجهة التنظيم أو التخطيط والقتال، ولكن أنوه
هنا إلى أن بعض الكتائب والألوية، إن في سرمين أو غيرها، وممن اختبرتهم وجرى
التعاون بيننا ، إنما اكتسبوا خبرة كبيرة ويقاتلون ببسالة وتحقيق أهداف كبيرة، فجيش
النظام لم يكن سوى ملهاة وقطاعاً للسرقات وحماية المستبدين ومصالحهم .

هل تقومون بدور إغاثي وحمائي للأهالي؟!
.

نقوم
بكل ما نستطيع، لكل ما فيه مصالح شعبنا المضطهد، وقد اعتمدنا التخصص، وتوزيع الأدوار
بحسب القدرة والمعرفة، ما يعني أننا قسمنا اللواء بحسب التخصصات العسكرية، من استطلاع
ومشاة ورماة، ولكن بحسب الإمكانات والعتاد المتوفرين، لأننا لم نلق دعماً من أحد سوى
مساهمات من الأقرباء وبعض المساهمين من الحريصين على الحرية والكرامة، ولم يصلنا- للأسف-
معونات وعتاد من قيادة الجيش الحر وهيئة الأركان ، لكن ذلك- وعلى قساوته- لم ينل من
عزيمتنا وواجبنا في تحقيق العدالة، والسعي مع الزملاء والألوية لتحقيق الهدف الأثمن..وهو
النصر .

ما هو سبب بقاء هذه النقاط التابعة للنظام في
إدلب حتى الآن؟!.

أخي
الكريم أهم الأسباب التي أدت وتؤدي إلى بقاء معسكرات ومراكز نظام الأسد في إدلب إلى
وقتنا الراهن هو التشتت والتفرقة بين كتائب وألوية الجيش الحر والفصائل الموجودة على
الأرض كافة من إسلامية وغيرها، وبعدها عن الهدف الأساسي وهو إسقاط النظام ونصرة المظلومين،
والجري وراء المناصب ومقاسمة الغنائم وكثرة الألوية والكتائب وتشعباتها، فهذا علماني
وذاك إسلامي وأصبح كل واحد منهم ينظر للآخر بأنه عدو له وهمّه الظهور والتبني، تخيل
انه يوجد حوالي الـ 40000ألف مسلح، نحن عندما كنا نقوم بمظاهرات في سرمين، كنا نرهب
النظام، لأننا كنا نخرج كلنا كرجل واحد، وهمّنا الأول والأخير هو إسقاط النظام، ولا
همنا مناصب، ولاجاه، ولا غيره .ولكن الآن، وللأسف تغلب النفعية على الأداء، و إن بقيت
الـ “انا” وبقي الوضع على ما هو عليه، سيكون النصر والتحرير بعيداً عنا كل
البعد.

كيف عادت قوات النظام وسيطرت على أريحا
بعد أن حررت؟

خلال
ثلاثة أيام فقط، حررت أريحا، لم يتبق سوى حاجزين لقوات النظام، يعني كان من المفروض
أن تتحرر أريحا بالكامل، ولكن لم يتم تحرير تلك الحواجز وتركها بعض القوات، فقام النظام
بإرسال التعزيزات الكبيرة إليها وعززها. ولثلاثة أيام يقوم الجيش بقصف مدينة أريحا
بالطيران، وكافة أنواع الأسلحة، ولا يوجد ولو رشاش دوشكا واحد يرد عليه مع العلم أنه
قد اغتنم دبابات ورشاشات وأسلحة وذخيرة كبيرة جداً، سحبت تلك الأسلحة والغنائم؟ وأين
أخفيت؟ ولصالح من تم ذلك ؟

لا أدري!
الثوار وصلوا للأوتستراد، وتم قطعه من قبلهم، فجاء النداء على” القبضات”
اللاسلكية على كل شخص ليس من مدينة أريحا للخروج من أريحا فوراً، كانت قد تمت
زراعة 60 لغماً في مداخل أريحا، لم ينفجر منها لغم واحد.

أقولها بكل أسف، بيعت أريحا، وخلال ساعات وصلت تعزيزات
النظام إلى قرية التلاته، وحاجز السيريتل، باختصار كل فئة للأسف تنتمي لأجندات معينة،
وهي التي تسيرها وتحدد لها هويتها ووجهتها.

بدأ أخيراً يقال عن خلافات بين”داعش” دولة الإسلام في العراق
والشام و بعض ألوية كتائب الجيش الحر، فماهي الأسباب؟!.

تحاول الدولة أن تحارب الجيش الحر وتكفره،
وأنا هنا أسأل: الجيش الحر من هو؟ أليس هو ابن البلد؟ أليس هو الذي أشعل الثورة وقام
بها وخرج بمظاهراتها السلمية؟ ألم يخرج من المساجد؟

لولا المساجد لم تقم هذه الثورة فبأي مذهب ودين،
يسمى جيش كفر وهو الذي ضحى بالكثير والعديد من الشهداء وصدحت أصواتهم بكلمة الله أكبر،
ورسول الله صلى الله عليه وسلم قال “من كفر مسلماً فقد كفر” . وهذا أيضاً
سببُ آخر لتأخر النصر، فقد أصبحنا الآن دول ودويلات داخل هذا البلد ونحن ما خرجنا إلا
للحرية، والكرامة، وإقامة العدل والمساواة، وإعلاء كلمة لا إله إلا الله محمد رسول
الله، ولكن ثمة حلقة مفقودة حتى الآن، وأعتقدها
في زرع نظام الفساد الأسدي لعملائه هنا وهناك لينقل القتال إلى داخل القوات جميعها،
ففي ذلك يتم الإنشغال عن محاربته وإلهائنا عن السبب الرئيس، وهو إسقاطه وتحرير البلاد
ونيل الحرية.

هل لديكم خطة على الأرض لتحرير النقاط
الموجودة في إدلب؟!.

– – بداية القول: التحرير سيكون حينما نحرر أنفسنا
من حب الذات وعندما نتحد ونترك الغنائم، والمناصب، والبغضاء، والنظرة للآخر على انه
عدو، ونعود كلنا لنعمل على قلب واحد، وهدف واحد وهو نصرة المظلومين، وإحقاق الحق، وإسقاط
هذا النظام..

وبإذن الله سيكون ذلك عما قريب، فلابد لنا أن نرجع
كما كنا، ونتحد من جديد، ونكون أخوة متحابين متآخين وأقولها لك “ما النصر إلا
من عند الله،” نحن أملنا، وثقتنا، وعزنا بالله وحده لا بالغرب ولا بالعرب، فكلهم متآمرون ولا نعول عليهم شيئاً، والنصر آت لا محالة، ولكن علمه عند الله.

كلمة أوجهها لكل الكتائب بكافة أشكالها ومسمياتها،
وأدعوهم للتوحد، وترك الخلافات، ونبذها، والتآخي، والعمل تحت راية واحدة وهدف واحد،
لنحرر شعبنا وأهلنا من هذا الظلم والكفر الذي يحيط بهم ((( إن تنصروا الله ينصركم ويثبت
أقدامكم ))) صدق الله العظيم .

وعن خططنا كفصيل ضمن إخوتنا ورفاقنا في الوطن والقضية،
فقلة العتاد وأحيانا الذخيرة تتحكم بنا، لذا نؤثر العمليات السريعة الخاطفة، التي لا
تتطلب عتادا ثقيلاً”كمائن”، ونؤثر مد يد العون من خلال الأسلحة والمقاتلين
للألوية المقاتلة، ونكون ضمن المقاتلين في أي مهمة تخدم المصلحة العامة وتحرير البلاد
.

أخيراً.. سيادة قائد لواء الفردوس..هل
أنتم كجيش حر مع التفاوض في جينيف
؟!

– – القصة ليست مع أو ضد، ولكن في الجدوى، أعتقد
أننا ممن خبر هذا النظام الفاسد الذي لا يمكن أن يتنازل عن أي شيء طائعاً، لذا أقولها
كناصح، لا تنخدعوا بكلام السياسة، لن تنال سوريا حريتها، والشعب حقوقه إلا من خلال
القتال والقوة، وإياكم أيها الساسة اللذين بنيتم مجدكم ومالكم وشهرتكم من دماء الشهداء
وبرد وجوع اللاجئين، أن تصدقوا النظام أو تعولوا على الدول الكبرى أو حتى”أصدقاء
الشعب السوري”، ومن يكن قوياً على الأرض سيكون قوياً على طاولة التفاوض..قوتكم
على الأرض، وقوتكم في دعم الجيش الحر، وإن حسبتم غير ذلك فأنتم واهمون.

أجرى الحوار : محمود أبو العز

شاهد أيضاً

“قسد” تواصل الانتهاكات في مناطق سيطرتها شمال شرقي سورية

اعتقلت “قوات سورية الديمقراطية” “قسد” أمس ثلاثة أشخاص بينهم أحد شيوخ قبيلة العقيدات في الرقة …

سجال أميركي روسي في مجلس الأمن بشأن دورهما بسوريا والأمم المتحدة تطالب بإجلاء الأطفال المحاصرين في سجن الحسكة

تبادلت روسيا والولايات المتحدة الاتهامات -خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي- بشأن أحداث مدينة الحسكة شمال …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *