تركنا
المناصب خلفنا ولا نتوانى عن حمل أية مسؤولية
المناصب خلفنا ولا نتوانى عن حمل أية مسؤولية
مجالس تخصصية حسب نوعية الكفاءات
تواصل مع عدد كبير من العاملين مع النظام ونشجعهم على البقاء لضمان سلامة المؤسسات
شرعيتنا من الائتلاف ومستاؤون مما وصل اليه حال المعارضة
حاوره عدنان عبد الرزاق
في السادس من أغسطس آب 2012 عبر الدكتور رياض
حجاب رئيس الوزراء السوري السابق الحدود السورية الأردنية، مغادراً , دولة بشار الأسد،
الذي اختار أن يحكم بالقتل بدلاً عن الرعاية المجتمعية، وبالأسلحة المحرّمة دولياً
عوضاً عن الشغل في الإصلاح، الذي كان مركبته وحامله يوماً ما، حين تم توريثه الرئاسة
عن أبيه، فجاء بشعار التطوير والتحديث، وهو ما صدّقه كثيرون، من رجالات الدولة السورية،
ومضوا خلفه، مسلّمين بأن الإصلاح خيرٌ من القطيعة، وأسلم من الخراب، من هؤلاء كان الدكتور
حجاب، الذي صعد في سلّم العمل العام من مؤسسة شعبية انحازت فكرياً في البدايات إلى
مصالح الجماهير، حزب البعث العربي الاشتراكي، فكان لسنين طويلة أحد قادته الكبار في
مدينته دير الزور، ثم كلّف بملف حساس تمثّل في تعيينه محافظاً للقنيطرة التي هي على
تماس مباشر مع الملف الأبرز في الشأن الخارجي السوري، الجولان المحتل والتداخل الإسرائيلي
في المنقطة، ثم شغل وهو الحائز على درجة الدكتوراه في العلوم الهندسية الزراعية، منصب
وزير الزراعة في حكومة عادل سفر والتي شكلت في نيسان أبريل 2011 ، أي بعد انطلاق الثورة السورية بأسابيع،
ليشهد انتفاضة الأرياف السورية التي كان للسياسات الزراعية والمائية في سوريا دورٌ
كبيرٌ في تفجيرها، بعد أن جففت الأنهار ونزح أكثر من مليون سوري نزوحاً داخلياً في
غزو لمحافظتين مكتظتين أصلاً، دمشق و حلب، وفي حزيران من العام 2012 تمت تسميته رئيساً
للحكومة السورية، فبقي في ستين يوماُ فقط كانت كفيلة بدفعه إلى إعلان انشقاقه عن نظام
بشار الأسد، وانحيازه لثورة الشعب السوري على من ظلم الشعب وجوّعه وأفقره وقتله.
في هذا الحوار، نستعرض مع الدكتور حجاب، رؤيته
للمشهد السوري، سياسياً وإدارياً، وتقييمه للمواقف السورية المعارضة والعربية والإقليمية
والدولية المحيطة بالشأن السوري، بالإضافة إلى محاولة الاقتراب من جوهر وهدف المشروع
الذي أعلنه مع عدد من رجال الدولة السوريين من مسؤولين اتخذوا موقفاً مما يحدث في بلادهم،
التجمّع الوطني الحر للعاملين في مؤسسات الدولة السورية، والذي يطمح أن يكون حاضناً
حقيقياً لأصحاب الخبرات والمختصين بلا قيود أيديولوجية، أو طموحات سياسية شخصية، ويقول
عن نفسه في أدبياته ومؤتمراته الصحفية، بأنه لكل السوريين، ومنفتح على جميع التيارات
والأحزاب السورية، بهدف حفظ الدولة والمؤسسات…الأمر الذي سيدركه السوريون جيداً بعد
انهيار النظام، وسيتساءلون وقتها…من سيدير سكك القطارات وإدارات المياه والكهرباء والنفط
والبلديات والثقافة والإعلام والإدارة المحلية والنفوس وسواها، ليس في الواجهات السياسية
والمناصب…ولكن في قلب ماكينات العمل اليومي الضرورية واللازمة لاستمرار الدولة. في
محاولة للحصول على إجابات لهذه الأسئلة والتي تعتبر من هواجس الشارع السوري إزاء تكتل
امتاز بوجود الكفاءات فيه، وترفع عن كل الانقسامات وسرقة الأضواء التقينا رئيس التجمع
الوطني الحر الدكتور رياض حجاب فكان هذا الحوار:.
_________________
في محاولة
للحصول على إجابات للعديد من التساؤلات التي تعتبر من هواجس الشارع السوري إزاء تكتل
امتاز بوجود الكفاءات فيه ، وترفع عن كل الانقسامات وسرقة الأضواء التقينا رئيس التجمع
الوطني الحر (الدكتور رياض حجاب ) فكان هذا
الحوار:.
تجمع للطاقات
ماهوالتجمع الوطني الحر وما الهدف من تأسيسه في ظل وجود تمثيل عام للمعارضة
”الإئتلاف ” وهل هو حكر على المنشقين العاملين
في الدولة سابقاً؟
التجمع الوطني الحر للعاملين في الدولة هو الاسم
والتوصيف معاً، فقد انطلقت فكرة التجمع من الحاجة الماسة للمّ شمل شتات العاملين في
الدولة الذين انشقوا عن النظام احتجاجاً على ما يقوم به من جرائم مريعة، ومن هدم لبنية الدولة والمجتمع
عبر علاجه الأمني القاتل والمدمر، وهناك من العاملين من تعرضوا لملاحقات ومن هدمت بيوتهم
وبلداتهم والمؤسسات التي يعملون فيها، وصودرت ممتلكاتهم وأحيلوا إلى محاكم صورية تحت
مسمى قانون الإرهاب، واضطروا إلى النزوح أو الهجرة وباتوا مشتتين متفرقين في بلاد الجوار
أو اللجوء، وقد شعرنا بخطر أن تفقد الدولة رجالها ونساءها من العاملين والعاملات وسط
هذا التيه والتشرد، فوجدنا في هذا التنظيم
وسيلة تجميع هذه القوى العاملة لأنها هي البنية الأساسية للدولة، وبخاصة تلك الكفاءات
من التكنوقراط ومن المتخصصين ومن المهنيين ولهذا تجد في أدبياتنا حرصنا على أننا لسنا حزباً سياسياً، وتنظيمنا ليس حكراً
على الموظفين فنحن نريد أن تكون كل الطاقات السورية في إطار تجمع قادر على أن يرفد سورية الجديدة باحتياجاتها من الكفاءات ومن الموارد
البشرية المتمكنة.
تركنا المناصب خلفنا
عاد أخيراً طرح تشكيل حكومة مؤقتة، كيف سيتجلى دور التجمع، هل بالرفد
والدعم، أم سيصل لدرجة المشاركة وربما التشكيل، على اعتبار أنكم التكتل السياسي الوحيد
الحاوي لخبرات ووزراء وسفراء سابقين؟!
لابد من أن يكون التجمع رافداً للحكومة القادمة في أي وقت يتم تشكيلها فيه، فقد أنشأنا التجمع من أجل الحفاظ
على أسس الدولة، والحكومة ركن من أركانها، والعاملون هم وسيلتها الأساسية لتقديم خدماتها
للشعب، وحين يتم الاتفاق على تشكيل حكومة جديدة ستجد التجمع أهم مصدر لمواردها البشرية،
وخزان الكفاءات والطاقات في كل المجالات، أما عن المشاركة، فنحن مستعدون للمشاركة في كل ما يخدم إعادة البناء والإعمار، وأما على صعيد المناصب،
فقد أعلنا أننا لا نبحث عن مناصب أو مواقع
تركناها خلفنا، ولو كانت هدفاً لتمسكنا بها، لكننا في الوقت ذاته ، لا نتهرب من حمل
أية مسئولية تلقى على عاتقنا كبرت أو صغرت مادامت بهدف خدمة شعبنا، كل طاقات وكفاءات
العاملين في الدولة وبخاصة الذين التفوا حول التجمع وأهدافه مستعدون لحمل المسئولية،
وبعيداً عن المواقع القيادية التي قد يراها
بعض الناس مزايا، ونراها مسئوليات جسيمة.
تخصص وتكنو قراط
شكلتم مجلساً للقضاء أخيراً، ماذا لجهة بقية القطاعات ضمن التجمع ؟
قمنا في التجمع بإعداد مجالس تخصصية حسب نوعية الكفاءات
والوظائف، فهناك مجلس القضاء، ومجلس البرلمانيين، ومجلس الدبلوماسيين، ومجلس التعليم
العالي، ومجلس الأطباء، ومجلس المرأة، ومجلس الإعلاميين وغيرهم، فضلاً عن مساهمتنا
بالعمل الإغاثي وبتقديم الخدمات الاجتماعية في حدود الممكن والمتاح وما زلنا نتابع تنظيم المجالس حسب نوعية الوظيفة والتخصص.
مكاتب تقديم”المعرفة “
ماذا فعلتم لجهة توثيق جرائم النظام وأركانه وهل
تقدمتم بشكاوى وأدلة لمنظمات عربية ودولية ؟
نحن نتعاون مع مؤسسات متعددة في عملية التوثيق، وقد
تفرغ كادر من الباحثين للمشاركة في هذا العمل الدقيق، وأسهم الدبلوماسيون في التجمع
في تقديم خبراتهم النوعية، وكان عملنا في ذلك رافداً لعمل الائتلاف بوصفه الجهة التمثيلية في تقديم الشكاوى والأدلة، وحاليا
نستعد لتأسيس مكتب دراسات يعمل به أكاديميون متخصصون في شتى نواحي المعرفة ليوفر المزيد من الأبحاث لرؤية المستقبل و معرفة الاحتياجات الراهنة
والقادمة .
حلبجة سورية
قتل نحو 1700 سوري في غوطتي دمشق أخيرا في مجزرة كيماوية تعد الأخطر والأكبر
خلال ربع قرن، ماذا فعلتم في التجمع ؟!
قمنا
بالاتصال والتواصل مع جهات عدة عربية وإقليمية ودولية لتوثيق الجريمة أولا ومن ثم الإسراع
في الكشف والتحقيق، لأننا ربما الأعلم بذهنية النظام القاتل الذي يقترف جرائم الإبادة
ومن ثم يحاول أن يتنصل منها معتمدا على من هم مغيبون حوله أو أصحاب المصالح، أو على
حليفيه الإيراني والروسي، لكني أعتقد، ورغم ما لف الموقف الدولي من بطء وبعض تخاذل،
أن مجزرة الغوطتين لن تمرا كسابقتيهما، بل ما قبل “حلبجة الغوطة ” ليس كما بعدها، المهم
أننا تواصلنا مع العديد من الأطراف ومنها من هم في الداخل بهدف التوثيق وجمع الأدلة،
لأن النظام الذي بدأ بإنكار الجريمة ومن ثم اعترف بها على مراحل وبدأ يدفع باتجاه أن
الجيش الحر هو من قام بها، لا نستبعد أن يماطل بهدف مسح الأدلة على جريمته غير المسبوقة
.
نحاول
جمع أكبر عدد من الأدلة والصور والعينات، وسنتقدم بشكوى للجهات الدولية المعنية، لتقديم
النظام المجرم لمحكمة الجنايات الدولية كمجرم حرب، لكنا الآن ننتظر ما ستفضي عنه نتائج
لجنة التحقيق والكشف التي كانت موجودة أصلا في دمشق ولم تبعد عنها الجريمة سوى بضع
كيلو مترات.
سلامة المؤسسات
مهمة التجمع الأساس هي المحافظة على مؤسسات الدولة بعد السقوط، ماذا تفعلون
لجهة سلامة المؤسسات وكواردها قبل السقوط…وماذا إن لم يتم السقوط أو تأخر؟!
نحن على تواصل مع عدد كبير من العاملين في الداخل
وما يزالون على رأس عملهم ، ونشجع بقاءهم ، فهم ضمانة الحفاظ على مؤسسات الدولة ما
لم يقم النظام بقصفها وتدميرها ، ومن المفجع أنه يقوم بذلك بشكل مبرمج ، والعاملون
في الدولة في الداخل هم أهلنا وأخوتنا وزملاؤنا ، وهم حريصون على سلامة مؤسسات الدولة،
وإن شاء الله لن يتأخر
النصر.
التجمع مفتوح للوطنيين
ماذا فعلتم لاستمالة المؤيدين أو المتعاطفين والذين مازالوا في الداخل،
لحمايتهم وإخراجهم والعمل لصالح الثورة ؟
المواطن
الشريف لا يحتاج لمن يقنعه بالالتحام مع شعبه ،
ولاسيما أن الحق بيّن والباطل بيّن ، و هناك كثير من العاملين في الدولة باقون ومستمرون في عملهم الوظيفي ، و قد قلت إننا
لا نريد منهم انشقاقا وأخص من هم في مواقع خدمية ، ومن يخرج سيجد التجمع حاضناً لكن ضمن حدود الممكن .
صراحة.. لم نفعل
هل عوضتم المنشقين ولو بأجر شهري يقيهم ذل السؤال والعمل في مجالات لا
تتناسب وخبراتهم وهم التاركون لكل شيء ؟
لا ندعي
القدرة على التعويض بأجر شهري ، فلسنا جهة
دولية تملك الموارد والامكانات ، نحن تجمع من هؤلاء المنشقين أنفسهم ، لا توجد لدينا
جهات داعمة لدرجة منح مرتبات لعشرات الآلاف من الموظفين الذين نزحوا أو هاجروا ، هذه
مسئولية دولية وليست بإمكانيات تجمع عاملين منشقين أو مهاجرين أو نازحين ، لكننا
نقدم ما بوسعنا من عون بسيط حين يتوفر لنا
ذلك.
لسنا فلول النظام
كيف تصوبون النظرة المشكلة عن أعضاء التجمع أنهم “فلول ” رغم أنهم الأكثر
تخصصا وخبرة وتضحية ؟
لا أظن أن أحداً من شرفاء المعارضة يسمينا فلولاً
، فالفلول هم الذين يلتحقون بموكب الثورة بعد انتصارها ، وليس من يعرضون أنفسهم وأسرهم
للقتل ويلتحقون بالثورة وهي في ذروة نضالاتها وتضحياتها ، بل نحن نعتقد أن من التحق
بالثورة واختار الوقوف مع الشعب مضحياً بأمنه
الشخصي وأمن أسرته وبكل ما يملك فضلاً عن وظيفته هو صاحب حق في الثورة ، وأقصد الآلاف من العاملين في الدولة الذين لم
يترددوا في نصرة شعبهم ، والذين رفضت ضمائرهم أن يشاركوا النظام في جرائمه ضد شعبنا
. وأؤكد أن أكثر من انشقوا هم من كتلة الإصلاح التي أخفقت في تحقيقه داخل النظام ، فأما من يمكن أن يسمون بالفلول فهم الذين يشاركون
النظام اليوم في القتل والتدمير وبعد الانتصار قد يدعون أنهم مع الثورة .
الإئتلاف.. مع الأسف
تقولون إنكم جزء من الائتلاف وتعملون تحت قيادته، لكنكم لم تدخلوا حتى
بعد التوسعة، بمعنى ماهي العلاقة وهل تؤيدون أفعال الائتلاف جميعها ؟
نحن
أردنا الالتحام بالائتلاف يوم أسسنا التجمع ، كيلا نزيد من تشتت المعارضة ، ونزيد عدد
فصائلها ، ولأننا نؤمن بالعمل الموحد المشترك ، وبعض زملائي يشكون
الآن من إهمال الائتلاف للتجمع ، ولكننا ممثلون في الائتلاف ، ولا نريد أن نبدو جهة
تغرد خارج السرب ، لكننا مستاؤون مما وصل إليه حال المعارضة عامة من تشرذم وتفتت ،
وقد ابتعدنا عن كل الملابسات التي بدت ظواهر لتدخلات غير موضوعية ، وصلتنا بالائتلاف
تزداد قوة حين يتعافى الائتلاف وحين يبدو أكثر
صلابة ومتانة ، و لكن وجودنا ليس مرتبطاً بالائتلاف بالضرورة ولا نستمد شرعية حضورنا
منه ، فحين لا نجد المكانة اللائقة للتجمع داخل الائتلاف ، سيكون تجمعنا قادراً على أن يتابع مسئولياته ومهامه الوظيفية
بقدرات منتسبيه من طاقات الدولة ومن كفاءات المجتمع .
مع الحل دون بشار
هل تؤيدون الحل السياسي التفاوضي
“جينيف وغيرها ” حتى وإن لم يتضمن خروج الأسد من السلطة ؟
لا نرفض
الحلول السياسية بالطبع ، لكن لا بد لمؤتمر جنيف 2 إن انعقد أن ينطلق من محددات عبرنا
عنها ببياننا الصادر في حزيران الفائت والتي من أهمها: رحيل بشار الأسد وطغمته الحاكمة،
وتشكيل حكومة وطنية كاملة الصلاحيات لإدارة المرحلة الانتقالية، والسير بالبلاد نحو
إنهاء الوضع المتفاقم، ووضع الأسس الكفيلة بإرساء نظام وطني ديموقراطي تعددي، وذلك
ضمن سقف زمني محدد لا يتجاوز الشهر الواحد.
طموحات شعبنا أولاً
ما هو موقف التجمع وشروطه من الحل السياسي في واقع الضغط الدولي للقبول
بالأمر الواقع ؟
لو أن
الشعب يقبل بالأمر الواقع كما هو لما قامت الثورة ، لابد من أن يتغير الأمر الواقع،
وقلت إننا لا نرفض الحلول السياسية حين تلبي
طموحات الشعب، وتحقق أهداف الثورة سلمياً ولابد من أن يعاقب المجرمون وعلى رأسهم بشار
الأسد.
صوفية الثورة
كيف ساهمتم في تصحيح الصورة التي بدأت تسوق عن
الثورة، حرب أهلية وصراع بين طرفين وحرب على الإرهاب انطلاقا من حسن علاقاتكم الخارجية ووجود إعلاميين متخصصين في
تجمعكم ؟
في كل
لقاءاتنا نصر على تقديم الفهم الأعمق لما يحدث ، ونكشف للأصدقاء من قيادات ومسئولين
عالميين أن الثورة تتعرض للتشويه ، وأنها تجر إلى مظاهر الحرب الأهلية ، وأن إغراقها
بالطائفية والإرهاب كان ضمن خطة النظام لمكافحتها والقضاء على التظاهرات السلمية ،
لقد نجح النظام في إغراق سورية بالدم ، ودمرها باسم مقاومة الإرهاب ، وقتل أكثر من
أربعة ألاف طفل فضلاً عن مئات الآلاف من النساء والشيوخ بتهمة أنهم إرهابيون وعصابات
مسلحة أكثرها كانت ترتكب الجرائم بدعم منه لتقدم له مبرر جرائمه .
ندعم
الجيش وتوحيده
هل لكم علاقات بالمقاتلين على الأرض”الجيش الحر ” وما موقفكم مما يقال
أخيرا عن تأسيس نواة لجيش وطني ؟
نحن
لسنا تجمعاً عسكرياً، فالعاملون في التجمع كلهم مدنيون، لكننا ندعم الجيش الحر وعلى
تواصل مع قياداته وعلى الأخص هيئة الأركان المشتركة، وندعم إعادة هيكلة الجيش الحر وتوحيد فصائلة بما
يلبي احتياجات الثورة وتسريع انتصارها.
دعم لا محدود
وأنتم الأدرى ربما ببنية وهيكلية الدولة والحكومة، كيف تبررون تماسك النظام
وعدم سقوطه حتى الآن ؟
لا أعرف
نظاماً مستبداً وجد دعماً دوليا كما يجد نظام الأسد، إنه مدعوم من قوى كبرى تخشى انتصار
الشعب السوري، وهدف هذه القوى هو حماية إسرائيل والحفاظ على أمنها وهي تخاف من القادم
بعد الأسد، وتريد بقاء الحاضر المجرب للأسف، والمفجع أننا كنا نعيش
خلف ستار يخفي كثيراً من التحالفات السرية التي كشفتها الثورة، ولم نكن نتوقع
أنها موجودة بهذه القوة والمتانة، ولكننا في
خضم تحولات كبرى فالجريمة المروعة التي ارتكبها النظام ضد شعبنا في ريف دمشق وغوطتها واستشهد فيها وأصيب الآلاف وهي تضاف إلى سلسلة الجرائم،
لا يمكن أن تمر دون تداعيات كبرى نتوقع أن نشهدها قريباً، لقد حكم الأسد على نفسه وعلى
نظامه بسقوط أخلاقي مدو قبل السقوط العسكري.
السقوط من بوابة الاقتصاد
هل يمكن أن يسقط النظام من بوابة الاقتصاد في واقع تراكم الديون والتضخم
النقدي، وتراجع نسبة نمو النتاج ؟
التضخم النقدي والشلل الاقتصادي يرهقان الشعب، وهما بعض
نتائج سياسة النظام في إعلان الحرب على الشعب وتهجيره وتشريده وتدمير منشآته ومؤسساته وإيقاف نشاطه الاقتصادي ، لكن النظام لا يهتم الآن
بأكثر من تأمين مستلزمات أعوانه واحتياجات قواه العسكرية ، فالخدمات متوقفة وقد بات
النظام غير معني بالمناطق التي خرجت عن سيطرته وهي المناطق الأكبر مساحة وسكاناً ، فضلاً عن كون النازحين والمهجرين
صاروا يعدون بالملايين . وحتى المعونات الدولية
نجد كثيراً منها يذهب لنصرة النظام الذي حول
المدارس والمشافي وحتى المراكز الثقافية إلى معسكرات للشبيحة الذين يستهلكون ما تبقى
من طاقة اقتصادية للدولة ، وعلى كل حال أرى أن الشلل الاقتصادي لا يسقط النظام ، لأنه
يتلقى العون باستمرار ولكنه يجعل سورية تخسر الكثير من قدراتها وهذا ينعكس على الشعب
أولاً ، وقد حول النظام هذا الضعف الاقتصادي
إلى عقاب جماعي للشعب .
شركاء في الجريمة
حتى بعد مجازر الكيماوي،هل تتوقعون الدعم اللامحدود اقتصاديا وعسكريا
من إيران والعراق وروسيا للنظام ؟
الأمر ليس توقعاً ، إنه ما يحدث علناً ، وقد أضحت
هذه الدول شريكة في العدوان الأسدي على شعبنا، بل هناك داعمون آخرون لا يعلنون دعمهم للنظام لكنهم يقدمون له الكثير
من العون .
يتقاسمون الخراب
ألا تعد تلك التحالفات نقطة مهمة في حسن أداء النظام …ولماذا لم تعرف
المعارضة بناء تحالفات مشابهة ؟
هذا
ليس نتاج حسن الأداء ، بل هو نتاج سوء الأداء ، لأنه يأتي ضد الثوابت السورية الوطنية
وضد مصالح الشعب العليا ، فقد أصبحت روسيا وإيران صاحبتي القرار في سورية ، وحسبك أن
ترى التدخل العسكري من حزب الله ومن الجيش الإيراني لدرجة أن الشعب يرى ذلك احتلالاً
لسورية ، هل هذا حسن أداء ؟ ثم حسبك أن ترى روسيا تشارك في الحرب ضد شعبنا بأسلحة فتاكة
وبوجود خبراء روس مهمتهم مساعدة النظام لقتل
شبعنا ، وبالطبع ليس بوسع المعارضة بناء تحالفات مماثلة لأن ذلك ضد
مصالح الشعب، ولن تجد في المعارضة الوطنية من يتعهد بأمن إسرائيل، ومن يتنازل عن الجولان،
ومن هو مستعد أن يدمر سوريا مقابل البقاء على كرسي الحكم، فمن الواضح أن تدمير سوريا هدف يحققه النظام وهو يسعد أعداء
سورية بالتأكيد .
قبلتنا في الداخل
أخيراً دكتور، كيف ترى هيكلية التجمع وما هي خطتكم في تطويرها ؟.
ما قمنا بتأسيسه كان البداية، شكلنا مجلس أمناء،
ومجالس مهنية، وهي تمتلك استقلالية في عملها، إن هيكيلة التجمع لا يمكن إلا أن تعكس
واقعة وتلبي طموحاته، وليس ثمة هيكلية جامدة لا تقبل التعديل .. في المستقبل القريب،
سنوجه جل فعاليات التجمع نحو الداخل، وسيكون الداخل قبلتنا في العمل اللاحق.