الرئيسية / أخبار سريعة / كواليس الدعاية الأسديّة بعيون مصوّر “العائلة”

كواليس الدعاية الأسديّة بعيون مصوّر “العائلة”

صدى الشام/

ظهر المصوّر السوري عمار عبد ربه، مؤخّراً عبر وسائل الإعلام، ليكشف بعض التفاصيل الخاصة بكواليس عائلة الأسد الأب والابن، وكيف يحاولون إظهار نفسهم أمام الإعلام والرأي العام المحلي والعالمي.

وأمضى عبد ربه 20 عاماً من حياته وهو يصور أفراد الطبقة الحاكمة في سوريا، وعاصر حقبة حافظ الأسد الأب، ثم ابنه بشار الذي ورث عرش البلاد عن أبيه، ولكن عبد ربه قرّر مؤخّراً الانخراط في الثورة السورية، بعد أن رافق العائلة الحاكمة طيلة هذه الفترة، والتقط لها الصور في جميع المناسبات؛ الشخصية والرسمية، وهي سابقة قليلاً ما تكرّرت في عمر الثورة، أن يفقد رئيس النظام في سوريا بشار الأسد أحد الأشخاص الموجودين في محيطه لصالح الثورة.

 فروقات

 كشف عبد ربه بعد انضمامه للثورة السورية، حقائق كثيرة حول حياة الأسدين الأب والابن، وكيفية ظهورهم أمام الإعلام، وكواليس هذا الظهور والفروق بين الشخصيتين في الواقع وأمام الكاميرات.

ومن ضمن الأمور التي كشفها في لقاءٍ له مع موقع “سيريا ديبلي” أن الأسد الأب كان يحاول الابتعاد نهائياً عن نمط الصور العفوية التي تعكس حياته اليومية ونشاطه مع عائلته واللقطات الخاصة، وهو جانب اختلف فيه تماماً مع ابنه بشار، الذي عكف على التقاط الكثير من هذا النوع من الصور.

ويتطابق كلام عبد ربه مع وقائع الصور، إذ إن أرشيف حافظ الأسد نادراً ما يحتوي على أي من تلك الصور العفوية، بينما عكف بشار على نشر الكثير منها، بوضعياتٍ مختلفة، فتارةً وهو يقود الدراجة الهوائية، وتارةً أخرى وهو في أجواء خاصة مع عائلته الصغيرة، وفي بعض الأحيان وهو يحاول التصوير بكاميرا بينما تظهر أسماء الأسد وهي تحتضنه من الخلف في صورة غالباً ما يعكف الأزواج العاديين على ممارستها، ويبتعد بالمقابل الحُكّام عن تداولها.

ويوضّح عبد ربه أن بشار الأسد كان مهتماً حقاً بتصوير نفسه بعيداً عن التصوير الرسمي الكلاسيكي لجميع الرؤساء، كما أنّه عارض في بداية حكمه التقاط صور “بورتريه” التي تعتمد عليها جميع الشخصيات السياسية والرسمية في العالم وذلك بعد طرد المصورين القدامى المتبقين من حقبة والده والذين خدم بعضهم في القصر الجمهوري لثلاثين عاماً، حيث أحضر بشار عدداً من المصورين الشباب لتقديمه بطريقة عصرية حديثة.

ما هو الهدف؟

بحسب تحليل “صدى الشام” للصور التي التُقطت للأسد الأب والابن، وما رافقها من كلام للمصور عمار عبد ربه، فإن الأمر ليس مجرّد صورٍ فقط، وإنما يبتعد ليصل إلى ما هو أكثر من ذلك ليوجّه رسائل سياسية ودعائية، تستهدف الرأي العام الداخلي والعالمي.

ويعكس هذا الاختلاف عدّة جوانب، يأتي على رأسها، سياسة كلّ من الأسدين تجاه الانفتاح العالمي، وهو ما ظهر عند وصول بشار الأسد إلى سدّة الحكم، وحاول إجراء ما وصفها بـ “مسيرة التطوير والتحديث”، والتي أدّت إلى دخول الكاميرات الرقمية والهواتف النقالة والتلفزيونات والتي امتلأت بمئات القنوات الفضائية، حيث حاول الأسد الابن إعطاء صورة للرأي العام العالمي بأنه مُنفتح على الحداثة ويعطي هامشاً للحُرّيات، وأنّه الرئيس المدني البسيط الذي لا يملك أي أذرع أمنية قمعية، ويعيش مع عائلته كأي شخص آخر ويلعب بالألعاب البلاستيكية مع أطفاله ويحب الكاميرات والدراجات الهوائية ولديه هوايات يُمارسها، في حين أن وقائع الأحداث كشفت عكس ذلك، بدليل ما آلت إليه حرب النظام على السوريين من سقوط ما يُقارب 500 ألف قتيل وأكثر من مليون مصاب بالإضافة إلى تهجير 5 ملايين لاجئ ونازح نتيجة سياسة البطش التي انتهجها في سوريا.

وبحسب عبد ربه فإن بشار الأسد كان كلّما التقى به، سأله عن آخر تقنيات التصوير والكاميرات الجديدة وآلية عملها، مثل كيفية التعامل مع الإضاءة والكاميرات المختلفة، وكيفية إيصال رسائل محددة من خلال الصور، لتتوطد العلاقة بين كلاهما على أساس الاهتمام المشترك بالتصوير.

رسالة مُغايرة

وفيما يسعى بشار إلى تقديم وجه عصري لنفسه ولنظامه أمام الرأي العام العالمي، فإن الأمر يختلف عندما تكون الرسالة موجّهة إلى الشعب السوري.

وفي هذا السياق يوضّح عبد ربه في حديثٍ لتلفزيون “بي بي سي” أن مجلة “لها” مُنعت من الدخول إلى سوريا عام 2001، بسبب نشرها صوراً لبشار الأسد مع عائلته، بحجّة أن “تلك الصورة التي تعكس شخصية الرئيس اللطيف يجب أن تبقى بعيدة عن عيون السوريين” بحيث يتم حكمهم بالقوة كي لا يتمردوا لاحقاً، وفقاً لـ عبد ربه.

وكان عبد ربه تفرّغ بعد توقّفه عن تصوير الأسد عقب اندلاع الثورة، لمحاولة تفسير الرسالة المرجو إيصالها من كل صورة للأسد، ومعنى وجود كل تلك الانفعالات في صوره بعكس ما فعل والده.

شاهد أيضاً

تصنيف الجواز السوري لعام ٢٠٢٥

نزيه حيدر – دمشق يعتبر تصنيف الجوازات في العالم مؤشر لمدى قدرة حاملي هذا الجواز …

الحرية تدخل الجامعات السورية والطلبة يتطلعون لمستقبل مختلف

تمارا عبود – دمشق في الخامس عشر من كانون الأول 2024، فتحت الجامعات السورية بواباتها …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *