الرئيسية / سياسي / ميداني / صدى البلد / مواد التدفئة في حماة.. بين احتكار الشبّيحة وغلاء الأسعار

مواد التدفئة في حماة.. بين احتكار الشبّيحة وغلاء الأسعار

حماةيزن التيّم

مع حلول أبرد وأقسى أيّام فصل الشتاء التي مرت وتمرّ على مدينة حماة السورية، بات محتّماً على المدنيين هناك تأمين مستلزمات الدفء لأطفالهم، في حين يعاني
كافة
أهالي حماة من انعدام مواد التدفئة تارة ومن غلائها تارة أخرى.

منذ إحكام النظام سيطرته الكاملة
على
مدينة حماة، وشبيحته يتحكمون بالأسواق
وعمليات الشراء والبيع
، يقول الناشط
من حماة، محمد ياسين لـ
صدى الشام، مضيفاً من المفروض أن يوزّع النظام مخصصات سنوية لأهالي مدينة حماة من المازوت تصل إلى مئتي ليتر شهرياً كما في سنوات سابقة، ولكن سرعان ما قام شبيحة النظام المتسلطين في المدينة بإيقاف عمليات التوزيع والتحجج بعدم توفر المازوت لدى النظام لتخفيض مخصصات الأهالي إلى خمسين ليتراً، وتوزيعها لعدّة أحياء فقط، بسعر مضاعف.

وبحسب الناشط ذاته،
فإنّ
شبيحة النظام يهدفون من خلال تخفيض مخصصات المازوت في
بعض الأحياء، وعدم تقديمها في أحياء أخرى، إلى إجبار الأهالي على شراء المازوت من الكازيّات،
التي احتكروها، أو شاركوا في استثمارها عنوة مع أصحابها، الأمر الذي قد يحقق لعناصر
الشبيحة أرباحاً خيالية، وخاصة أن الأمر امتد ليشمل كافة مواد التدفئة، ويجعل بيعها
حكر عليهم
.

من جهته، أفاد سيف
الدين، أحد سكّان مدينة حماة، لـ
صدى الشام بأنّه، وعدا عن احتكار شبيحة النظام لعملية بيع مواد
التدفئة وبثلاثة أضعاف سعرها، فإنّ
المازوت الذي يبيعونه
غير مكرر، يأتون به من مناطق سيطرة المعارضة عبر عملاء،
ويطلقون عليه (المازوت العرعوري)”، لافتاً إلى أنّ العديد من حالات الإصابة بأمراض صدرية لدى الأطفال، وقعت جراء استنشاقهم لرائحة حرق المازوت في المدافئ، والذي يوضّح لونه المائل
إلى السواد
الشوائب الكثيرة الموجودة بداخله.

في موازاة ذلك، قال
شاب يعمل في إحدى كازيات المدينة لـ
صدى الشام، إنّحواجز قوات النظام تقوم بمصادرة المازوت أو البنزين الذي قد ينقل من مكان لآخر، بحجّة الخوف من التهريب، علماً بأنها مع شبيحتها من يقومون بتهريبه إلى داخل وخارج حماة، وذلك من أجل منع نقل ليتر واحد من المازوت خارج علمهم”.

ويردف حديثه بأنهعندما يريد أحد الأهالي تعبئة المازوت في منزله، فإنّ مرافقة أمنية تصطحب الصهريج من الكازية إلى المنزل،
حتى لا يصادر من قبل حواجز قوات النظام، وبالتالي تحصل تلك المرافقة على
بقشيش من صاحب الكازية ومن صاحب المنزل أيضاً، وعلاوة على ذلك تدفع كل كازية
مرتّباً شهرياً لضبّاط المخابرات، مقابل تأمين المرافقة للصهاريج بشكل يومي، وتأمين
عدم مصادرتها
.

هذا وعلمت صدى الشام من مصادر محلية رفضت الكشف عن اسمها، أنّشبيحة النظام قاموا بتوسيع
خزانات وقود سياراتهم الخاصة، حتى أصبحت تتسع لما يصل إلى مئة وخمسين ليتراً، ليقوموا
بتعبئتها يومياً أكثر من أربع مرات بالمازوت أو البنزين، ومن ثم بيعها للمدنيين، بأسعار
مضاعفة،
وهي مهنة باتت شائعة جداً بين صفوف شبيحة النظام في حماة مؤخراً.

وعن معاناة الأهالي في خضّم ما يقوم به شبيحة النظام في حماة، يصف أبو محمد، أحد سكّان المدينة، حاله بـالطير المكسور الجناح، ليس بيده حيلة، فالمازوت أصبح أسمه منسيّاً لديهم، والليتر الواحد
منه
يساوي قيمة طعام يوم كامل لعائلته وبذلك اعتمد أبو محمد وعائلته على مدافئ الحطب القديمة، والتي أيضاً بالكاد يتدفؤون عليها بسبب ارتفاع سعر كيلو الحطب كذلك، ولكنهاتظل أرخص ثمناً من المازوت على حد وصفه.

ويتابع أبو محمد،الكثير من أهالي مدينة حماة باتوا يعتمدون في التدفئة على ألبستهم الصوفية والأغطية فقط، خاصة في ظل انعدام الكهرباء والمازوت ووسائل التدفئة التي منعها النظام عن أهالي المدينة بشكل كامل”.

شاهد أيضاً

“قسد” تواصل الانتهاكات في مناطق سيطرتها شمال شرقي سورية

اعتقلت “قوات سورية الديمقراطية” “قسد” أمس ثلاثة أشخاص بينهم أحد شيوخ قبيلة العقيدات في الرقة …

عسكريون أتراك يطالبون أهالي جبل الزاوية بالعودة إلى منازلهم

عقد ضباط أتراك، اليوم الثلاثاء، اجتماعاً مع ممثلين ووجهاء عن منطقة جبل الزاوية جنوبي محافظة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *