الرئيسية / سياسي / سياسة / مواد سياسية مختارة / الأصوات العنصريّة ضدّ السّوريين تعلو مجدّداً في لبنان

الأصوات العنصريّة ضدّ السّوريين تعلو مجدّداً في لبنان

صدى الشام - شهرزاد الهاشمي/

“سيأتي يوم نقول فيه للسوري: اجمع أغراضك وكل ما سرقته وارحل”، عبارة كتبت على لافتة وعُلقت في شارع وسط العاصمة بيروت في لبنان، تحمل كثيرًا من العنصرية والكراهية، للسوريين الذي شرّدهم من جاء من لبنان إلى سوريا للقتال دفاعًا عن القدس وطهران وهو “حزب الله”.

اللافتة قام بتعليقها تابعون لـ”حزب الكتائب” في وسط بيروت وهو ما اعتبره كثيرون سياسة من البعض في لبنان لم تعد خفية، لا تتبعها فقط الأحزاب السياسية، إنما وسائل الإعلام التي من المفترض أن تحارب مثل هذه الحركات العنصرية الغير إنسانية.

إلا أنّ اللافت في الموضوع هو أن العبارات نُسبت إلى بشير الجميل قائد “الكتائب اللبنانية” ورئيس الجمهورية اللبنانية سابقًا، والذي اغتيل في عام 1982 مع عدد من زملائه، بعد معارك خاضها ضد جيش نظام “حافظ الأسد” بالتعاون مع كمال جنبلاط.

ومن خلال نسب تلك الكلمات العنصرية لـ”بشير الجميل” يمكن فهم أن هناك حقد دفين بين أنصاره على السوريين، إلا أن ذلك الحقد توجه إلى من هجّرهم نظام الأسد الابن المتهم والده بقتل “بشير الجميل”.

وجاء ذلك بُعيد إطلاق قناة الجديد اللبنانية أغنية كلماتها عنصرية توجّهت بها ضد اللاجئين السوريين في لبنان، وهي ليست المرة الأولى التي تتهجم فيها القناة على السوريين في لبنان، بغرض إضحاك اللبنانيين لكن برسائل عنصرية ضد اللجوء السوري.

ولم تخلُ تلك الأغنية من الاستهزاء باللهجة السورية المعروفة عربيًا، والعادات السورية في الإنجاب، فضلاً عن الحديث بعنصرية ضد الطبقة العاملة في لبنان من اللاجئين السوريين.

وقال محمد الخالد اللاجئ السّوري في لبنان لـ”صدى الشّام” إن العنصرية في لبنان ضد السوريين الفارّيين من الأسد  تقف وراءها أهداف سياسية داخلية، تتمثل في الصراع المستمر بين القوى الداخلية والتي تريد أن ترمي على الآخرين فشلها الداخلي في حل المشاكل الاقتصادية والاجتماعية.

وتتزامن تلك الحركات التي اعتبرها بعض المتابعين عملية تحريض ممنهجة مع قيام عدة بلديات في لبنان بطرد اللاجئين السوريين، كما نقل عدد منهم إلى الأراضي السورية ليكونوا تحت رحمة نظام الأسد.

وتقول تقارير إن عدد اللاجئين السوريين المسجلين لدى المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة قارب مليون لاجئٍ، فضلاً عن وجود نصف مليون غير مسجلين، ونصف مليون يقيمون في لبنان منذ ما قبل آذار 2011 عند اندلاع الثورة ضد بشار الأسد.

وعلى الرغم من تلك الأصوات العنصرية التي تصدر في لبنان إلا أن هناك من يقف في وجهها ويرى أن لبنان والشعب السوري هو ضحية هذا النظام.

وقال وليد جنبلاط زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي وعضو البرلمان اللبناني موجهًا كلامه للاجئين السوريين: “التحية لهذا الشعب الكبير ولتخرس الأصوات العنصرية”.

وتعتبر تلك الكلمات مناقضة لما جاء به أنصار الجميل والذي من المفترض أن يكون حزبه اليوم حليفًا لوليد جنلاط كما كان حليفًا لكمال جنبلاط، في التصدي لقوات نظام حافظ الأسد في ثمانينيات القرن الماضي.

 

شاهد أيضاً

الرئيس السوري أحمد الشرع: رفع العقوبات عن سوريا بداية لمرحلة جديدة من التعافي والبناء.

في كلمة مؤثرة ألقاها الرئيس السوري أحمد الشرع، استعرض تاريخ البلاد المأساوي تحت حكم النظام …

الشرع يشكر فرنسا و يؤكد : مستقبل سوريا سيصنع داخلها و ليس في العواصم البعيدة .

في زيارة رسمية إلى فرنسا، أطلق الرئيس السوري أحمد الشرع سلسلة من التصريحات اللافتة، تناول …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *