الرئيسية / سياسي / ميداني / مواد محلية مختارة / كيف ينظر أهالي ريف حمص الشمالي للمفاوضات مع الروس؟

كيف ينظر أهالي ريف حمص الشمالي للمفاوضات مع الروس؟

صدى الشام- ي ش/

دارت أنباء عديدة في الآونة الأخيرة عن محاولات للوصول إلى اتفاق بين المعارضة السورية والنظام بهدف فتح طريق حماة- حمص الدولي والذي يمرّ من مناطق المعارضة بريف حمص الشمالي في الرستن وتلبيسة.

وأفادت مصادر محلية تحدثت لـ “صدى الشام” بأن المعطيات تشير إلى الاتفاق على بعض البنود بين الطرفين، ووجود نيّة بقرب فتح هذا الطريق الذي أصبح معضلة من المعضلات خلال سنوات الثورة السورية.

وأشارت المصادر إلى محاولات جديدة يسعى من خلالها كل من النظام وروسيا للتوصّل إلى اتفاق يضمن فتح طريق حماة- حمص الدولي بشكل سلمي، دون اللجوء إلى الاقتحام العسكري، وذلك مع انشغال النظام وروسيا في معارك ريف حماة الشمالي وريف إدلب، إلّا أن المعارضة وضعت شروطاً جديدة لم يفصح عنها بعد لفتح هذا الطريق، فيما تنازلت عن شروط أخرى.

حذَرْ

يؤكد ناشطون ميدانيون أن قسماً من مقاتلي المعارضة في مدينة الرستن وافقوا على فتح هذا الطريق ضمن شروط أهمها الإفراج عن معتقلي المنطقة لدى النظام، وعدم المساس بأي من المدنيين في حال خروج فصائل المعارضة من الرستن ومناطق ريف حمص الشمالي، إلّا أن مقاتلي المعارضة في تلبيسة رفضوا ذلك ووضعوا شروطاً إضافية أمام النظام، وهو ما أوقف المفاوضات الأخيرة التي دارت خلال الفترة الماضية واسترمت منذ شهور.

ورداً على ذلك أبلغت روسيا أهالي ريف حمص الشمالي وممثلي المعارضة فيها بنيتهم في الاجتماع بهم في فندق السفير بمدينة حمص للتوصل إلى حل يضمن حقوق كل من النظام والمعارضة تلافياً للحل العسكري، وفي حال رفض المعارضة القدوم إلى هذا الاجتماع فإن روسيا ستقوم بالتدخل بشكل مباشر عسكرياً لفتح هذا الطريق الدولي الهام.

لكن هذا العرض لاقى رفض البعض من أهالي ريف حمص الشمالي وموافقة آخرين، وسط تباين في وجهات النظر، ويرى ياسين، الشاب الثلاثيني من مدينة الرستن، أن النظام “ليس له أمان في عمليات الاتفاق والمفاوضات السلمية التي يقوم بها، فغالباً ما تنتهي المفاوضات معه باعتقال جميع من تبقى من أهالي المدينة، ولا يفرج عن أي من المعتقلين الذي تم التفاوض على إطلاق سراحهم”.

ويلفت ياسين إلى أن النظام يعتمد في مفاوضاته على امتلاك أوراق يلعبها وفي مقدمتها وجود قوة عسكرية كبيرة لديه تجعله يوظفها عند الحاجة دون النظر إلى نتائج المفاوضات وبنودها “لذا فمن غير المستغرب أن يلجأ إلى تدمير جسر الرستن الهام ونقطة الوصل بين مدينتي حماة وحمص حيث يعد هذا الجسر أساساً لهذا الطريق، وفي حال تم تدميره فهذا يعني توقف الحركة عبر هذا الطريق بشكل كامل إلى أن يتم بناء جسر آخر وهو ما قد يحتاج سنوات لإقامته علاوةً على التكلفة المالية الكبيرة”.

وجهات نظر

مع الإقرار بالتخوفات التي ترافق أي خطوة يتم الاتفاق عليها مع النظام، فإن جزءاً من أهالي مدينة الرستن لا يخفون تطلعهم إلى السير قدماً في إنجاز الاتفاق، ومن بينهم أبو خالد الذي يرى أن الوصول إلى ضمانات روسية قد يكون سبيلاً للخلاص من الحصار والقصف والموت الذي يلاحقهم كل يوم وطيلة السنوات الماضية، “فالظروف لم تعد تُحتمل”، وقد يبقون على هذا الحال لسنوات عديدة أخرى، وبالتالي فمن الواجب على المعارضة إتمام اتفاق يضمن حقوق الأهالي وحمايتهم من النظام وأفعاله المعتادة عقب كل اقتحام لمنطقة، كما يضمن حقوق المعتقلين المنسيين من أهالي ريف حمص الشمالي، فضلاً عن حقوق أبنائهم من المقاتلين وإيصالهم إلى مناطق آمنة.

ويضيف أبو خالد أن “هذا يعد خياراً أفضل من التدخل العسكري وعمليات الاقتحام”، التي حتى وإن فشلت في فتح هذا الطريق فسيكون على حساب دمائهم ودماء أطفالهم ونسائهم.

وبالمقابل يرى كثيرون من أهالي مدينة تلبيسة بأن النظام غير قادر على فتح هذه الجبهة الكبيرة التي قد تعرض مناطقه الآمنة لمخاطر عسكرية من جديد، خاصة وأن النظام يعلم ثقل المراكز العسكرية الموجودة في ريف حمص الشمالي، ولو كان قادراً على فتح هذه الجبهات لعمل على إنهائها مع إنهاء تواجد المعارضة من مدينة حمص.

ويقول هاني، أحد شبّان المدينة، إن النظام منشغل بجبهات ريف إدلب وريف دمشق في الوقت الراهن، “وهذا الأمر كفيل بالاطمئنان بأن التدخل الروسي وهذه التهديدات هي بمثابة وسيلة ضغط ومحاولة لإرضاخ المعارضة دون الحل العسكري والتكلفة المالية الكبيرة والبشرية التي قد تكلفه، دون النظر إلى النجاح أو الفشل في عمليات الاقتحام التي يهددون بها”.

إعلام النظام والمفاوضات

يشار إلى أن وسائل إعلام النظام دأبت في الفترة الماضية على بث أنباء عن حصول جلسات تفاوض جديدة حول اتفاق “للمصالحة” في ريف حمص الشمالي، ونقلت صحيفة “الوطن” عن “هيئة المفاوضات عن ريف حمص الشمالي” مطالبتها بحضور تركي، وأن مماطلة روسيا بتنفيذ الاتفاق يعبّر عن حقيقة كونها طرفاً إلى جانب النظام وليست ضامناً.

وكانت الصحيفة نقلت عن مصدر إعلامي قوله إن “الجيش أمهل الميليشيات المسلحة في الرستن والمتمركزة على طول ريف حماة الجنوبي الغربي وحمص الشمالي مدة 24 ساعة لتسليم مسلحيها وسلاحها وإلاَّ فسيستأنف عمليته العسكرية للقضاء عليها وتطهير المنطقة منها”، على حد تعبير الصحيفة.

شاهد أيضاً

مجزرة مروعة راح ضحيتها 15 مدنيا في مدينة منبج بريف حلب الشرقي

أنس عوض  – صدى الشام   قُتلت 11 امرأة وثلاثة أطفال ورجل واحد وإصابة آخرين …

قتيلان من قوات النظام السوري بهجوم لـ”داعش” بين الرقة ودير الزور

قتل عنصران من قوات النظام السوري وجرح ثالث في هجوم لتنظيم “داعش” الإرهابي ليل الجمعة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *