الرئيسية / أخبار سريعة / خطّة متكاملة تمهّد لعودة نازحي تل رفعت إلى مدينتهم

خطّة متكاملة تمهّد لعودة نازحي تل رفعت إلى مدينتهم

صدى الشام- مصطفى محمد/

لا يعرف الثلاثيني عبد الكريم درباس، ما إذا كان منزله في مدينة تل رفعت بريف حلب الشمالي صالحاً للسكن أم لا، غير أنه يصرّ على العودة حتى وإن اضطر إلى نصب خيمة على أنقاضه.

ويقول درباس لـ “صدى الشام”: “في حال كان مدمراً فأنا مستعد لنصب خيمة والجلوس فيها إلى أن أعيد ترميم أو بناء غرفة فيه”، ويتابع بحزن واضح “أن تجلس في منزلك المدمر خير من أن تجلس في المخيمات”.

وبنبرة مغايرة، يكمل حديثه “ليس هذا حالي فقط، بل حال كل أهالي تل رفعت، جميعهم ينتظرون العودة بفارغ الصبر، دون النظر إلى نسبة دمار المنازل”، وفيما الابتسامة تعلو محيّاه يتسحضر المثل الشعبي “الذي يخرج من داره يقل مقداره”، ويردف “يكفينا ما لقيناه في المخيمات، يكفينا متاجرة من المنظمات باسمنا، يكفينا غربة وصبراً على الذل”.

 

بفارغ الصبر

منذ سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” في مطلع العام 2016، على مدينة تل رفعت وبلدات أخرى في محيطها، يعيش الآلاف من أبناء هذه المناطق في مخيمات عشوائية تنتشر بمحاذاة الشريط الحدودي السوري التركي، بالقرب من مدينة أعزاز.

وطبقا لدرباس فإن الغالبية العظمى من أبناء تل رفعت يسكنون في المخيمات، باستثناء الذين استأجروا منازل في المدن المجاورة.

وفي الآونة الأخيرة أنعشت التحركات التركية العسكرية في محيط مدينة عفرين آمال الآلاف من سكان تلك المناطق بالعودة إلى مدنهم وبلداتهم، في حال طرد “الوحدات الكردية” منها وإعادتها لسكانها الأصليين.

يقول درباس: “ينتظر الأهالي بفارغ الصبر العودة إلى منازلهم، للخلاص من الأوضاع الصعبة التي يعانون منها في المخيمات، وخصوصاً في الشتاء”، ويؤكد مشاركة أبناء المناطق التي تسيطر عليها “الوحدات” في المعارك إلى جانب الجيش التركي، لتحرير مناطقهم مما وصفه بـ “الاحتلال”.

وبحسب مصادر عسكرية، فإنه من المرجّح أن تكون مدينة تل رفعت نقطة بداية المعارك، إذ تعني السيطرة على المدينة انهيار الدفاعات الأولى للوحدات وانحسارها إلى داخل الحدود الإدارية لمدينة عفرين.

وأدى القصف الشديد والمعارك الطاحنة التي دارت في مدينة تل رفعت والبلدات المحيطة بها قبيل سيطرة “الوحدات” عليها مدعومة بغطاء جوي روسي، إلى تقدر دمار في المنازل السكنيّة بنسبة تصل إلى 70 %، بينما ترتفع هذه النسبة في البنية التحتية لتصل لحوالي 100%.

خطة إسعافية

تفيد مصادر محلية، بأن مدينة تل رفعت والبلدات المحيطة بها تعرضت إلى حملات نهب واسعة من قبل عناصر الوحدات، وتضيف أن “الوحدات أفرغت المنازل والمحال التجارية والمؤسسات الخدمية من محتوياتها بشكل كامل”.

من جانبه، أكد عضو الهيئة العامة في مدينة تل رفعت بشير عليطو أن “الوحدات” قامت بنهب معدات آبار المياه وآليات البلدية، واستدرك قائلاً “لكن هذا لا يهم الأهالي بقدر ما يهمهم العودة إلى منازلهم حتى لو كانت مدمرة”.

وفي مواجهة هذا الواقع، لا بد من وجود خطة تدخل سريعة، يتم بموجبها تأمين الخدمات الضرورية التي قد تمهّد لعودة تدريجية للأهالي.

وفي هذا الصدد، كشف بشير عليطو، وهو الرئيس السابق لمجلس محافظة حلب الحرة، عن توصل فعاليات مدينة تل رفعت إلى برنامج إسعافي سينفذ في أسبوع، وذلك عقب اجتماع عقد قبل أيام بهدف مواجهة التحديات التي قد تعيق عودة الأهالي إلى منازلهم.

ويوضح عليطو لـ”صدى الشام” أن الاجتماع  ضم ممثلين عن كل من “الدفاع المدني، والمجلس المحلي، والمجلس العسكري، ومجلس الأعيان”.

نظرة نحو المستقبل

يتضمن البرنامج الإسعافي الذي تم التوصل إليه في تل رفعت “تسليم دراسات متكاملة إلى المجلس المحلي من الفعاليات المشاركة، مع التركيز بشكل أولي على دخول فرق إزالة الألغام لتنظيف الأحياء منها ومن مخلفات الحرب (قنابل وذخائر غير متفجرة)”.

ويلفت عليطو إلى تولي الدفاع المدني مهام تنظيف الألغام وكذلك فتح الطرق التي أغلقتها الأنقاض الناجمة عن الدمار، ويضيف “ما يهم الأهالي مستقبل أطفالهم الذي يهدده المخيم، خصوصاً في ظل ضعف التعليم”.

وفي الشأن ذاته، أكد عليطو، أنه تم التجهيز لافتتاح المدارس بشكل سريع من قبل المجمع التربوي لمدينة تل رفعت، بالإضافة إلى التحضير لافتتاح نقطة طبية (مستوصف) داخل مدينة تل رفعت، وذكر أن عدد طلاب تل رفعت يقدر بحوالي 8 آلاف طالب وطالبة، مبيناً أن هذا الرقم يخصّ المدينة لوحدها.

شاهد أيضاً

حرب الملصقات بين انصار اللباس الشرعي واللباس الحر

على صفحات الفيسبوك، وعلى جدران الشوارع، تدور في هذه الايام معارك ملصقات بين انصار اللباس …

كفى صمتاً: في اليوم العالمي لمناهضة العنف، نساء سوريات يروين قصصهن

مريم سريول – صدى الشام العنف ضد النساء: أزمة عالمية مستمرة على مدار عقود، كان …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *