صدى الشام _ عمار الحلبي/
شهدت مدينة منبج الواقعة في ريف حلب الشمالي حالة توتّر بين ميليشيا “قوات سوريا الديمقراطية” التي تسيطر على المدينة، والأهالي هناك.
وذكرت مصادر من المدنيين القاطنين هناك لـ “صدى الشام”، أن حالة الاحتقان تطوّرت إلى خروج مظاهرات ضخمة في منبج ضد قسد.
ونشرت صفحة “منبج مباشر” صوراً لدعوات للتظاهر ضد قسد فيما عُرف لـ “إضراب العشائر”، الهادف لوضع حد للانتهاكات المتكرّرة لقسد في المدينة.
المصادر ذاتها أشارت إلى أن الاحتجاجات في المدية جاءت على خلفية قيام عناصر من “قسد” قتل شابين من سكّان مدينة منبج تحت التعذيب ورمي جثثهما.
الشابّين كانت “قسد” قد اعتقلتهم في سجونها، ثم خرجوا بعدها جثثاً هامدة، ووفقاً لما ذكرت وسائل إعلام محلّية، فإنه بعد عملية الاعتقال كان أهالي المعتقلين يحاولون القيام بزيارات متكرّرة إلى السجن من أجل إطلاق سراح أبنائهما، ولكن “قسد” كانت تمنعهم من رؤيتهم وتكتفي بالقول إنها سوف تطلق سراحهم لاحقاً.
بعد فترة، عثر الأهالي على جثّبة الشابّين في منطقة “قبر إيمو” في منبج، وعليهما آثار تعذيب وكدمات، حيث تعرّف ذوي الشابّين على الجثث وما لبثوا أن هاجموا مقر استخبارات الميليشيات الكردية واندلعت اشتباكات أسفرت عن سفوط خسائر بشرية في صفوف الطرفين.
عقب الاشتباكات، خرج العشرات من أهالي منبج في تظاهراتٍ حاشدة، تطالب بوقف جرائم الميليشيات الكردية ضد المدنيين والنازحين في المدينة.
ولم تصدر “قسد” أي تعليق أو بيان حول اعتقال الشابين ووفاتهما تحت التعذيب، في حين أصدرت “قبيلة البوبنا” بياناً في منبج، قالت فيه: “نثمّن الموقف المشرّف الذي قامت به عشائر منبج وقبائلها بالوقوف إلى جانبنا، وتظاهروا معنا ضد ممارسات الميليشيات الكردية التي قامت بتعذيب اثنين من شبابنا وتصفيتهما حتى الموت وحاولوا إخفاء الجريمة من خلال إلقاء جثتيهما في العراء والتستّر على المجرمين”.
وأضاف البيان: “ندعوا جميع أبناء منبج من قبائل وعشائر من عرب وشركس وتركمان وكرد ممّن يرفضون سياسات الميليشيات الكردية للإضراب والتظاهر يوم الأحد القادم تحت عنوان إضراب الكرامة، للتنديد بجرائم هذه الميليشيات وإعلان موقف واضح من هذه الانتهاكات والجرائم”.
وكانت مدينة “منبج” قد شهدت إضراباً مماثلاً في المنطقة، ردّاً على سياسة التجنيد الإجباري التي تقوم بها “قسد” ضد المدنيين والشباب.