الرئيسية / رأي / الأسد و”إسرائيل”: اتفاق غير معلَن
جلال بكور
جلال بكور

الأسد و”إسرائيل”: اتفاق غير معلَن

صدى الشام _ جلال بكور/

أسدٌ على المدنيين السوريين ونعامة أمام غارات “إسرائيل”، يقتل المدنيين في سوريا “كُرمى” لعين القدس كما يدّعي، ويقابل إعلان “الأزعر” ترامب بالهاشتاج والتغريد في مواقع التواصل الاجتماعي.

إنه محور المقاومة والممانعة الذي يضمّ الأسد وملالي طهران و”حزب الله” وغيرهم ممن “يجاهدون” في سوريا بحثاً عن الطريق المؤدية إلى القدس التي اغتصبها الصهاينة أمام مرأى وعلى مسمع كلّ من يدّعي أنه يناضل في سبيل القدس.

في الحقيقة لم أسمع يوماً حاكماً أو ملكاً عربياً قال: أنا أريد تحرير القدس ودعم نضال من يحارب في سبيل استعادة القدس سوى نظام الأسد و”حزب الله”، كما لم نسمع من حكام -غير العرب- سوى من ملالي إيران والذين يحتفلون كل عام بيوم القدس العالمي، بتعداد انتصاراتهم على المدنيين في سوريا.

لم يرفع أحد من العرب أو الغرب شعار الموز لأمريكا وصواريخ “هيفا” لإسرائيل بل تخصص بها محور الممانعة، واليوم يطلبون قصف البيت الأبيض والكنيست بالمظاهرات والهاشتاغات في تويتر وفيسبوك، لردع الأهوج دونالد ترامب عن جعل القدس عاصمة “إسرائيل”.

لقد تعرّضت مواقع النظام مؤخراً لقصف جوي إسرائيلي، والأهداف كانت على بعد كيلومترات قليلة من القصر الجمهوري الذي يُفترض أنه يمثل “شرف الدولة”، فلماذا لا يرد النظام على تلك الضربات؟ أو لماذا لا يقوم النظام الذي يملك دفاعات جوية معظمها متمركزة في محيط دمشق لحماية قصره بحماية مواقعه الأخرى.

أجابني على هذا التساؤل أحد الطيارين المنشقين وأكد لي أن الرادارات التي يمتلكها النظام تقوم بمراقبة حركة طائرات “الجيش السوري” بالدرجة الأولى خوفاً من انشقاق أحد الطيارين واستخدام الطائرة في هجوم ضد الأسد في دمشق، مشيراً إلى أنه لطالما التقطت تلك الطائرات حركة الطيران الإسرائيلي إلا أن الأوامر دائماً تقول بوجوب عدم إطلاق النار قبل إبلاغ القيادة!

وأكد الطيار أنه طوال مدة حكم الأسد لسوريا يوجد شيء اسمه “عدم إطلاق النار دون الرجوع للقيادة” وهذا يعني أن الطائرة الإسرائيلية تأتي وتقصف وتعود إلى مطارها بينما يقوم الضباط بإبلاغ القيادة أن هناك هجوماً حدث، فكيف لك أن ترد على الهجوم وأنت أصلاً ممنوع من الرد عليه خلال حدوثه!

اتفاق سري بين النظام و”إسرائيل” يظهره الواقع، وأبرز شروطه أن تقصف “إسرائيل” أي مكان بسوريا تشعر بوجود تهديد على أمنها من خلاله، سواء أكان ذلك الموقع قريباً من منزل الأسد أو بعيداً عنه، وصمت الأسد يشير إلى أنّ أغلب المواقع إما فارغة وبالتالي فالغارات للاستهلاك الإعلامي، أو أن هناك شيئاً بداخلها محظوراً دولياً وتخشى “إسرائيل” وقوعه في يد أخرى غير اليد الحليفة لها.

والواقع يقول أنّ النظام لا يعطي المال لأمريكا مقابل البقاء في الحكم بل هناك من يدفع بالمال والسلاح للنظام للبقاء في حكم سوريا وإكمال عملية تدميرها، والصمت الدولي عن إعلان القدس عاصمة “إسرائيل” هو ذاته الصمت الذي لزمه عند اغتصاب الأسد لسوريا.

روسيا حليفة “إسرائيل”، و”إسرائيل” حليفة أمريكا، وروسيا حليفة النظام وإيران فكيف يمكن أن تصدق أن روسيا تحمي عدو حليفها لا بل هي تحافظ على طفل حليفها اللاشرعي، فلو تدخلت الأم “إسرائيل” للدفاع عن ولدها لانكشفت علاقتها به وكذبت بشكل جلي ادعاءه عداوتها.

قد يتساءل البعض كيف لأمريكا أن تتحالف مع المعارضة وتقف ضد النظام الذي هو حليف “إسرائيل”، الرد واضح جداً وعلى الأرض فقد منعت أمريكا السلاح النوعي (مضاد الطيران) والذي كان كفيلاً بإسقاط النظام خلال شهر واحد، ثم منعت المعارضة حتى من قتال النظام وهددت بضربهم أيضاً وهو ما منح النظام فرصة استعادة معظم تركة “داعش” التي استولى عليها بالتنسيق مع النظام.

شاهد أيضاً

هذه أنا..بلا أقنعة

ميساء شقير/ غالية شاهين – خاص لصدى الشام   لطالما أجبر الخوف السوريين على الاختباء …

المساواة أم العدالة.. أيهما يحقق التوازن الحقيقي بين الجنسين؟

ميسون محمد في عصرنا الحديث، أصبحت المساواة بين الجنسين شعاراً يتردد كثيراً في كل مكان، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *