الرئيسية / سياسي / سياسة / حوارات / عبد الحكيم بشار لـ “صدى الشام”: نِسب التمثيل في “العليا للمفاوضات” غير عادلة

عبد الحكيم بشار لـ “صدى الشام”: نِسب التمثيل في “العليا للمفاوضات” غير عادلة

صدى الشام- مصطفى محمد/

تباينت الآراء والتحليلات التي تفسر الدوافع والأسباب الحقيقية وراء استقالة المنسق العام  للهيئة العليا للمفاوضات رياض حجاب و7 أعضاء آخرين. وبينما أرجع حجاب قرار الاستقالة إلى “محاولات خفض التوقعات من الثورة”، قالت العضو المستقيلة سهير الأتاسي إن الاستقالة  “جاءت تعبيراً عن رفض الأعضاء للتوجهات الدولية الضاغطة على المعارضة لإرغامها على القبول بدور مقبل لبشار الأسد”.

ومقابل ذلك، ألمح عضو الأمانة العامة لإعلان دمشق سمير نشار، إلى دور ما وصفها بـ” الممارسات التواطئية داخل الائتلاف مع هيئة التنسيق ومنصة القاهرة بدعم من موسكو للإطاحة بالهيئة العليا”، الأمر الذي أفضى إلى قرار الاستقالة.

وتعليقاً على هذا الكلام، لم ينف عضو الهيئة السياسية في الائتلاف، والعضو السابق في الهيئة العليا للمفاوضات، عبد الحكيم بشار، وجود هكذا تواطؤ كما لم يؤكد وجوده، وقال في تصريح لـ”صدى الشام”: “ليس لدي أية معلومات عن تواطؤ جهات في الائتلاف مع منصات أخرى”.

تجاهل

وعن الأسباب الحقيقية وراء استقالة الأعضاء قال بشار” نحن كهيئة عليا طالبنا باجتماع موسع للهيئة، لتعزيز دورها وإضافة شخصيات أو جهات وطنية أخرى لم تكن ممثلة فيها، وطلبنا من الأشقاء في المملكة العربية السعودية مساعدتنا في ذلك باعتبارها الدولة المضيفة للهيئة، فاستجابت لطلبنا مشكورة”، وأضاف “شكلنا لجنة من الهيئة لإعداد بعض الوثائق وكان التوجه أن تقوم الهيئة بالتنسيق مع وزارة الخارجية في المملكة بالإعداد لهذا المؤتمر، ولكن الذي حصل هو أنه تم تجاهل الهيئة العليا بالكامل”. واستدرك قائلاً “على العكس من ذلك، تمّت دعوة أجسام أخرى كمنصتي موسكو والقاهرة للمؤتمر بصفتهما الرسمية ولَم تقدم الدعوة للهيئة العليا، علماً بأنها صاحبة المشروع”.

موقف غامض

وعن حقيقة مشاركة “منصة موسكو” في اجتماع “الرياض2 ” واللغط الذي أثير عن إعلان عدم مشاركتها، قال بشار “حتى الآن موقف منصة موسكو غامض، ولكن أعتقد أنها ستستمر لفترة في موقفها هذا المرتبط بما سيُطرح في المفاوضات المقبلة، ومؤتمر سوتشي”.

وسبق أن أعلنت المنصة رفضها الحديث عن مصير الأسد في مستقبل سوريا، وحول ذلك قال بشار ” كذلك لن تقبل الآن الحديث عن رحيل الأسد، ولن تقبل المطالبة برحيل المليشيات الطائفية، وكذلك ستحاول الدفع باتجاه مشاركة الهيئة العليا الجديدة في مؤتمر سوتشي”، واعتبر أنه إذا حققت منصة موسكو أهدافها فإنها ستستمر، وإذا لم تحقق مرادها ستنسحب على الفور، أو ستقوم بدور المعطل في الهيئة العليا.

من جانب آخر وصف بشار، نسبة تمثيل أطياف المعارضة في الهيئة العليا للمفاوضات بتشكيلها الجديد بـ “غير العادلة” وقال “كان المطلوب تمثيلاً أوسع للفصائل المسلحة وللقوى الثورية وللمعارضة الحقيقية، وللكرد”.

وحول تعاطي الهيئة العليا الجديدة التي يترأسها نصر الحريري مع مسألة بقاء الأسد في السلطة، قال “أعتقد أن تركيبة الهيئة العليا الجديدة لوحدها كافية بإعطاء الجواب ففيها من الأعضاء من يعتبرون رحيل الأسد خطاً أحمر، والحديث عن التدخل الإيراني خط أحمر، كذلك الأمر”، واستدرك بشار متسائلاً “إذاً على ماذا سنتفاوض”؟.

أجندة

من ناحية ثانية شدد عضو الهيئة المستقيل عبد الحكيم بشار على موقف الائتلاف الوطني السوري “الواضح والمبدئي”، مبيناً أن الائتلاف لن يتنازل عن مطلب رحيل الأسد في بداية المرحلة الانتقالية، وكذلك المطالبة بإخراج كافة المليشيات الطائفية التابعة لإيران، ومحاربة الإرهاب، وإعادة هيكلة الجيش والأجهزة الأمنية، وحقوق كافة مكونات الشعب السوري.

أما بشأن توقعاته لمجريات الجولة المقبلة من مفاوضات جنيف، قال “لا أعتقد أنه سيتم بحث مصير الأسد بشكل جدي فيها، وإنما قد يطرح بطريقة ما دون الخوض في العمق”.

وأشار في هذا الصدد إلى حديث المبعوث الأممي لسوريا، ستيفان ديمستورا في كلمته أمام مؤتمر الرياض، مبيناً أن دي ميستورا حدّد أجندة الجولة الثامنة بالبحث في مسألة الدستور والانتخابات ومكافحة الإرهاب والتسوية السياسية. ومضى بشار قائلاً: “لَم يتحدث عن الانتقال السياسي ولَم يرد في خطابه كلمة حول ذلك”.

ملامح الحل

وخلال تصريحه تطرق بشار إلى ملامح “الحل الحقيقي” في سوريا، مؤكداً ضرورة أن يتضمن “الانتقال السياسي للسلطة وفق بيان جنيف بتاريخ 30 حزيران عام 2012، والقرار الأممي 2118، الذي يشمل تشكيل هيئة حاكمة انتقالية كاملة السلطات، على أن يتضمن رحيل الأسد في بداية المرحلة الانتقالية، وأن لا يكون له أو لأركانه دور في مستقبل سوريا، واعتماد مبدأ المساءلة والعدالة الانتقالية، ومحاسبة كل من ارتكب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في سوريا”.

وأضاف “هذا الحل الذي لن نتنازل عنه، ولا أعتقد أنه سيتحقق قريباً، وإلى أن يحصل هذا الحل لن نُشرعِن عمليات القتل الجماعي الذي مارسه نظام الأسد”.

وفي تفسيره لإشارة روسيا بأن على جميع الأطراف أن تقدم التنازلات، قال “أقصى ما يمكن أن يقبل به النظام ضمن المعطيات الحالية التي أوجدتها عوامل متعددة وبفعل ضغط روسي، هو القبول بحكومة مشتركة بين النظام ومن يقبل من المعارضة”.

واختتم بشار كلامه لـ”صدى الشام” بالقول “لكن هذا الحل ليس حلاً بل هو تعقيد للمسألة أكثر، وسيكون حافزاً للسورين لاستنهاض ثورتهم بأكثر من ذي قبل، والتي لم ولن تخمد حتى تحقق أهدافها”.

شاهد أيضاً

الشرع يشكر فرنسا و يؤكد : مستقبل سوريا سيصنع داخلها و ليس في العواصم البعيدة .

في زيارة رسمية إلى فرنسا، أطلق الرئيس السوري أحمد الشرع سلسلة من التصريحات اللافتة، تناول …

ترامب يبطش بالقانون الدولي

فرض رئيس الولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية واتهمها بالقيام باعمال …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *