الرئيسية / منوعات / رياضة / قرعة دوري الأبطال..  لقاءات نارية وقمم مبكرة بين الكبار

قرعة دوري الأبطال..  لقاءات نارية وقمم مبكرة بين الكبار

صدى الشام- مثنى الأحمد/

في حفل سنويٍّ معتاد يُقام ليُعلن رسمياً إنطلاق أكبر وأهم بطولة على مستوى الأندية في العالم، أقيمت في مدينة موناكو الفرنسية قرعة دور المجموعات لبطولة دوري أبطال أوروبا لموسم 2017-2018، والتي نتج عنها ثماني مجموعات لكلٌ منها طابعها التنافسي الخاص، والذي ينبئ كالعادة بمستوى مميز لهذه البطولة.

وتم تصنيف الفرق الـ 32 إلى أربعة مستويات، ويأتي في التصنيف الأول الفرق الثمانية التي فازت بالدوريات الأوروبية الأعلى تصنيفاً في القارة، فيما تم فرز بقية الأندية بحسب معدل نجاحها في المشاركات الأوروبية السابقة.

ويميز بطولة هذا الموسم عودة كبيري الدوري الإنجليزي مانشستر يونايتد وليفربول اللذين غابا عن المسابقة في السنوات الأخيرة، وبالتالي سيكون الـ “بريميرليغ” ممثلاً بخمسة أندية، بعد نجاح اليونايتد في الفوز بلقب الدوري الأوروبي الذي أصبح يخوّل حامل لقبه حجز مقعد مباشر بين الأندية المشاركة في المحفل الأوروبي الكبير.

ويتنافس أفضل 32 فريق في القارة العجوز فيما بينهم لنيل اللقب وذلك بتواجد ريال مدريد صاحب الرقم القياسي في التتويج بالبطولة برصيد 12 لقب، وحامل لقب دوري أبطال أوروبا في آخر نسختين والذي سيكون في مهمة صعبة للحفاظ على لقبه وتحقيق إنجاز تاريخي آخر سيتمثل بحصوله على اللقب للمرة الثالثة على التوالي وهو ما لم يستطع أي نادٍ في تاريخ المسابقة تحقيقه، فهل سيكون لباقي الأندية الأخرى كلام مغاير أم أننا سنشاهد “سيرجيو راموس” يرفع الكأس ذو الأذنين مرة أخرى في ملعب “نسك أولمبيسكي” في العاصمة الأوكرانية كييف.

قبل الحديث عن هوية البطل التي ستتحدّد في 26 أيار من العام المقبل سنلقي نظرة تحليلية سريعة على المجموعات الثمانية وحظوظ كل فريق بالتأهل إلى دور الستة عشر، وسنتطرق لكل مجموعة على حده.

 

إثبات الذات

يحتاج مانشستر يونايتد مع مدربه “جوزيه مورينيو” إلى إثبات ذاتهما بعد ابتعاد النادي والمدرب عن تحقيق أي إنجاز حقيقي في البطولة خلال سنوات ليست بالقليلة، فمنذ نسخة 2008 التي حقق الشياطين الحمر لقبها ونسخة 2010 التي خطفها الإنتر مع الرجل البرتغالي لم يظهر الاثنان بمستوى الطموح.

ويملك اليونايتد فرصة سانحة للتأهل كمتصدر لمجموعته والعودة بقوة للواجهة الأوروبية، إذ أوقعته القرعة مع أندية بنفيكا البرتغالي وبازل السويسري وسيسكا موسكو الروسي، ويتبقى على “مورينيو” أن يلعب بتركيز عالي وعدم الاستهانة بالفرق متوسطة المستوى، لتلافي أي مفاجئة، وما عدا ذلك لا يوجد أي عقبة أمام تأهله على رأس المجموعة، لاسيما بعد تحسن أداء الفريق بشكل كبير في الفترة الأخيرة وتحقيقه انتصارين عريضين في الدوري الإنجليزي.

أما البطاقة الثانية فستشهد تنافساً شديداً كون الفرق الثلاثة متقاربة نسبيًا من حيث المستوى، مع أفضلية لنادي بنفيكا الذي يعيش فترة جيدة في الوقت الراهن بعد البداية المثالية التي حققها في الدوري البرتغالي هذا الموسم، وتتويجه باللقب الموسم الماضي.

 

 

التاريخ في مواجهة المال

وضعت القرعة بايرن ميونخ صاحب التاريخ العريق والمُتوج بالبطولة في أربع مناسبات وجهًا لوجه مع نادي باريس سان جيرمان صاحب الإدارة الثرية في المجموعة الثانية ليكونا القطبين الرئيسيين لها، في ظل حظوظ أقلّ لكل من سلتيك الأسكتلندي وأندرلخت البلجيكي اللذين لا يمكنهما مقارعة كبيري ألمانيا وفرنسا على بطاقتي التأهل، وإن حصل ذلك فستكون مفاجأة.

وسيحتدم الصراع بين العملاق البافاري والنادي الباريسي على خطف الصدارة، فبايرن ميونخ يملك خبرة كبيرة على الصعيد الأوروبي ويلعب تحت إشراف مدرب هو أكثر من تُوجُ بالبطولة والحديث هنا عن الإيطالي “كارلو أنشيلوتي” صاحب الألقاب الثلاثة، بينما تراهن إدارة سان جيرمان على الفريق المرعب الذي كوّنته في السنوات الأخيرة والذي يضم المهاجم البرازيلي “نيمار دا سيلفا” المنتقل حديثًا إلى جانب مواطنه “داني ألفيش” مع تشكيلة تضم المبدع “ماركو فيراتي” والقناص “إدينسون كافاني”، لذلك سيكون من الصعب التنبؤ بهوية صاحب الصدارة لكن من المؤكد أن الفريقين سيكونان في الدور الثاني، إلا إذا قرر سلتيك أو أندرلخت صنع المعجزة.

 

الموعد الحقيقي

في مجموعة صُنفت بأنها الأقوى بين مثيلاتها ستقول الخبرة الأوروبية كلمتها بين ثلاثة فرق كبيرة لديها المقومات لخطف بطاقة مؤهلة للدور التالي، فالمجموعة الثالثة ضمت كلاً من أتلتيكو مدريد الإسباني وتشيلسي الإنجليزي وروما الإيطالي، وصاحب الحظ السيئ كارباكا الأذربيجاني.

ورغم قوة تشيلسي وتطور روما إلا أن أتلتيكو يعتبر الأقرب لتصدر المجموعة بحكم خبرته الأوروبية الكبيرة وبراعة مدربه “دييغو سيميوني” في إدارة مباريات دوري الأبطال، وفي حال واصل تشيلسي مستواه المتذبذب فإن روما لن يكون بعيدًا عن ثمن النهائي، لاسيما وأن هناك شكوكاً حول قدرات “أنطونيو كونتي” في دوري الأبطال فهو في مناسبتين سابقتين مع يوفنتوس استطاع الوصول إلى دور الثمانية في واحدة، وخرج من الدور الأول في الأخرى.

 

الثأر

لم يمضِ سوى أشهر على مواجهة الكبيرين يوفنتوس وبرشلونة في الدور ربع النهائي من النسخة الماضية للبطولة ذاتها، حتى جاءت قرعة النسخة الجديدة ووضعتهما في مواجهة بعضهما لتكون العنوان الأبرز للمجموعة الرابعة التي ستضم أيضًا أولمبياكوس اليوناني وسبورتنيغ لشبونة البرتغالي.

ومع أن هذه المجموعة تبدو قوية جدًا بالنظر إليها للوهلة الأولى، إلا أنها في الواقع ليست كذلك، فمن المفترض ألا يواجه يوفنتوس وبرشلونة أية مشاكل في العبور إلى الدور التالي، نظرًا لعلو كعبهما على فرق مثل أوليمبياكوس ولشبونة اللذين لم يسبق لهما وأن قارعا أندية الصف الأول في أوروبا.

ونظراً للأوقات العصيبة التي يمر بها برشلونة مؤخرًا ، يبدو أن يوفنتوس هو الأقرب لخطف صدارة المجموعة، في حين يملك لشبونة إمكانيات أكبر من أولمبياكوس لخطف المقعد المؤهل إلى الـ “يوروبا ليغ”.

 

السهل الممتنع

في لقاء ثأري آخر أوقعت القرعة نادي ليفربول الإنجليزي في مواجهة أوروبية ثانية مع إشبيلية الإسباني بعد تلك التي جمعتهما في نهائي 2016 من بطولة الدوري الأوروبي، والتي انتهت لصالح الفريق الأندلسي صاحب الخبرة في المسابقات الأوروبية والتي قد تمنحه أفضلية نسبية على اعتبار أن الـ “ريدز” نادرًا ما نراه في دوري الأبطال.

ومن المنتظر أن تكون مهمة ليفربول وإشبيلية سهلة نسبيًا في تجاوز الدور الأول كون مجموعتهما الخامسة تضم أندية سبارتاك موسكو الروسي وماريبور السلوفيني اللذين سيكونان في صراع شرس على المركز الثالث المؤهل للبطولة الأوروبية الثانية.

ويجب على “يورغن كلوب” أن يحسن التصرف ويجتهد لفرض نفسه على المنافسين كفريق كبير وإلا فإن الصدارة ستذهب بكل تأكيد إلى إشبيلية الذي يمر بفترة تجديد بعد رحيل مدربه “خورخي سامباولي” ومديره الرياضي “مونتشي”.

 

الـ تيكي تاكا بالسماوي

أسفرت قرعة المجموعة السادسة عن مواجهة مميزة يترقبها عشاق التكتيك الكروي بشغف كونها ستجمع بين أكثر المدربين فلسفة في عالم المستديرة، حيث ضمت مانشستر سيتي ومدربه “بيب غوارديولا” أبرز من طبق أسلوب الـ “تيكي تاكا”، ونابولي مع “ساري” أمهر من قلدها ونقلها إلى الملاعب الإيطالية، وسيلعب معهما في المجموعة ذاتها فريقا شاختار دونيتسك الأوكراني وفينورد الهولندي.

ويبدو أن السيتيزنز لن يواجه صعوبة بالغة في اجتياز هذا الدور نظرًا للتشكيلة التي تتوفر لـ”غوارديولا” والذي لن يجد أي عذر من إدارة الفريق في عدم الذهاب بعيدًا بالمسابقة بعد الـ 200 مليون جنيه إسترليني التي صرفت في سوق الإنتقالات.

أما بخصوص البطاقة الثانية، فبالتأكيد يعد نابولي الأقرب لنيلها، لكننا نتحدث أيضًا عن شاختار بطل الدوري الأوكراني وصاحب التجربة الأوروبية، وفينورد بطل الدوري الهولندي، وبالتالي يجب على الفريق الإيطالي أن يكون حذرًا لأنه قد يجد نفسه خارج البطولة في أي لحظة.

 

 

الأكثر تعقيدًا

عندما تتقارب المستويات سيكون التنبؤ بهوية المتأهل أكثر صعوبة حتى وإن كانت هذه المستويات متوسطة، وهذا ما ينطبق على المجموعة السابعة التي قد تكون أقرب إلى مجموعة “يوروبا ليغ” منها إلى “شامبيونزليغ” رغم أنها تضم موناكو صاحب الإنجاز اللافت في النسخة الماضية التي وصل فيها إلى الدور نصف النهائي قبل أن يخرج على يد يوفنتوس، وبورتو البرتغالي صاحب التاريخ العريق في المسابقات الأوروبية.

في هذه المجموعة قد يحدث أي شيء، حيث أن موناكو لم يَعُد بالقوة التي ظهر عليها الموسم الفائت بعد خروج ستة من أساسيه، فيما يمرّ بورتو بفترة متذبذبة زادها صعوبة رحيل هدافه “أندريه سيلفا” إلى ميلان، لذلك قد نشاهد لايبزغ وصيف الدوري الألماني الموسم الماضي، وبيشكتاش بطل تركيا يصنعان الحدث ويتأهلان عن المجموعة كلاهما أو أحدهما.

لكن لو أردنا تحليل الأمور بحسب التاريخ والخبرة الأوروبية، فإن موناكو يعد الأقرب للتأهل إلى جانب بورتو، في حين يملك لايبزيغ فرصة الوصول إلى الدوري الأوروبي أكثر من بشكتاش الذي يعاني من أزمة اقتصادية في العامين الماضيين.

 

رحلة الدفاع عن اللقب

سيبدأ ريال مدريد رحلة الدفاع عن لقبه عبر طريق شديدة الوعورة، بعد أن أوقعته القرعة في المجموعة الثامنة إلى جانب بروسيا دورتموند وتوتنهام هوتسبير إضافةً للفريق الرابع أبويل القبرصي، الحلقة الأضعف في المجموعة.

وبالتأكيد فإن ريال مدريد مرشح فوق العادة للفوز بصدارة المجموعة،  فالتاريخ يثبت أن نادي العاصمة الإسبانية نادرًا جدًا ما يواجه مشاكل في دور المجموعات، فكيف سيكون الحال وهو يمر بواحدة من أفضل فتراته عبر التاريخ؟

أما بخصوص البطاقة الثانية، فمن الصعب التكهن بهوية صاحبها على اعتبار أن توتنهام ودورتموند من الفرق القوية في أوروبا، فالأول وصيف بطل الدوري الممتاز وصاحب الأداء الأجمل في إنجلترا، والثاني بطل كأس ألمانيا والحاصل على المركز الثالث في الـ “بوندسليغا”، أما بالنسبة للفريق القبرصي فلا أحد يعتقد أن لديه أي فرصة للمنافسة.

وستعرف هذه المجموعة عودة اللاعب الويلزي “غاريث بيل” إلى ملعب “ويمبلي” لأول مرة منذ رحيله من توتنهام إلى ريال مدريد في صيف 2013 مقابل 101 مليون يورو كأغلى لاعب في العالم آنذاك.

شاهد أيضاً

روسيا تدخل الدوري السوري للقدم عبر نادي حميميم

نزيه حيدر أعلنت قاعدة حميميم العسكرية الروسية في سورية تأسيس نادي لكرة القدم يحمل نفس …

“بديل صلاح”.. ليفربول يجهز 60 مليون يورو لمرموش

كشفت صحيفة “موندو ديبورتيفو”، يوم الجمعة، أن ليفربول يجهز عرضا يبلغ 60 مليون يورو من …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *