الرئيسية / منوعات / رياضة / سياسيّة وعرقيّة ودينيّة .. جذور عداوات نجهَلها بين أشهر أندية العالم

سياسيّة وعرقيّة ودينيّة .. جذور عداوات نجهَلها بين أشهر أندية العالم

صدى الشام- مثنى الأحمد/

من المعروف في عالم كرة القدم طابع المنافسة بين الأندية والذي يعطي اللعبة نكهتها وبُعدها الجماهيري، خصوصًا عندما يتعلق الأمر بالأندية صاحبة التاريخ العريق. لكن ما لا نعرفه ربما أن للأجواء التنافسية المميزة أسباباً تعود إلى عداوات قديمة متعددة الأوجه والجذور.

قد يعتقد الغالبية العظمى منا أن أي عداوة بين ناديين عالميين ترجع إلى تراكمات بفعل التنافس على الفوز وحصد الألقاب عبر تاريخهما، أو لكون هذين الناديين يمثلان مدينة واحدة حيث يسعى أحدهما لفرض سيطرته فيها على الآخر مثل (روما ولاتسيو، برشلونة واسبانيول، اليونايتد والسيتي، وغيرهم الكثير …).

هذا النموذج من الخصومات موجود بكل تأكيد بين مثل هذه الأندية، لكن هناك شكل آخر لعداوات أخرى تعود جذورها لفترة طويلة من الزمن، ولأسباب بعيدة كل البعد عن الصراع الكروي الكلاسيكي.

وهنا يبرز دور كرة القدم في مثل هذه الحالات لتكون هذه الرياضة الأكثر شعبية مناسَبةً لتصفية حسابات لا علاقة لها بالرياضة، وإنما ناتجه عن خلافات سياسية أو دينية أو جغرافية أو حتى اقتصادية.

 

السياسة والحرب الأهلية

في إسبانيا هناك أكبر وأشرس صراع رياضي يعود لأسباب سياسية، طرفاه العاصمة مدريد ونادي الريال من جهة، وإقليم كتالونيا ونادي برشلونة من ناحية أخرى.

تعود جذور هذا العداء بين الطرفين إلى الحادي عشر من أيلول عام 1714، وذلك عندما قام الجيش الإسباني بإحتلال الإقليم الكتالوني وضمه إلى الدولة الإسبانية في عهد “فيليب الخامس”.

لكن العداء بين كتالونيا ومدريد أشتد بشكل أكبر عندما قام الجنرال “فرانكو” بانقلاب عسكري في عام 1936 ضد الإقليم الذي كان تحت الحكم الاشتراكي الديمقراطي، ما أدى إلى نشوب حرب أهلية في إسبانيا، اعتُقل على إثرها “جوسب سونال” العضو اليساري الجمهوري في إقليم كتالونيا، والذي شغل منصب رئيس نادي برشلونة.

في تلك المرحلة قام فرانكو بإعدام سونال الذي كان يدعو إلى الانفصال عن إسبانيا، وتابع الجنرال اضطهاد النادي بمنعه من استخدام اللغة الكتالونية في المعاملات ورفع العلم الكتالوني في مدرجات الملعب، ما أجج العداوة أكثر بين الطرفين.

كل تلك النزاعات بين العاصمة وكتالونيا كانت على المستوى السياسي، لكن هنالك العديد من المواقف الرياضية التي أثارت المشاكل والخلافات بينهما.

وأبرز تلك الخلافات كانت في مواجهة مباشرة بين الطرفين، ففي عام 1943 قام فرانكو بتهديد لاعبي برشلونة في حال حققوا الفوز على فريق ريال مدريد ضمن إياب كأس ملك إسبانيا بعد فوزهم ذهابًا بثلاثية، لتنتهي نتيجة الإياب بـ11-1 لصالح فريق العاصمة.

 

 

التجارة والصناعة

رغم أن كل نادٍ منهما من مدينة مختلفة، إلا أن العداوة بين مانشستر يونايتد وليفربول هي الأبرز بين الأندية الإنجليزية. ولا يعود السبب الرئيسي في ذلك إلى أن الفريقين يجمعان فيما بينهما أكثر من 100 لقب وحسب، بل إن للخصومة صلة بطبيعة المدينتين ودورهما، وبالنتيجة فإن كل نادٍ من هذين الناديين يظن أنه الأعظم شأنًا في العالم، وليس في انجلترا وحسب.

يعود التنافس بين الناديين إلى القرن الثامن عشر إلى الصراع على التفوق في مجال تجارة القطن، إذ أن مدينة ليفربول وبفضل إنشاء حوض السفن الأول في المملكة المتحدة، أصبحت من الموانئ الرائدة في العالم، أما في مدينة مانشستر، ونتيجة الثورة الصناعية، فقد استقطبت مصانعها مادة القطن لتصبح القلب الصناعي للبلاد على صعيد التصنيع والتجارة.

مع الوقت تحولت مانشستر إلى مركز رائد للإنتاج، في وقت كان يتم فيه جلب المواد الأولية من ليفربول، التي فرض ميناؤها آنذاك رسومًا باهظة على استيراد هذه المواد.

ولأن مصانع القطن في مدينة مانشستر هي الوجهة النهائية للقطن الخام، فقد قررت تجاوز ليفربول وتشييد قناة للشحن البحري، وهو ما جعلها قادرة على استيراد البضائع مباشرة إلى مدينة سالفورد المتاخمة، ونجحت في تجنب رسوم الاستيراد، وحالما تم افتتاح قناة الشحن البحري عام 1894 اشتد التنافس بين المدينتين، والذي تجسد رياضياً مع أول لقاء عقب الافتتاح مباشرة، حين تقابل فريقا ليفربول و نيوتون هيث (اللقب السابق لمانشستر يونايتد) للمرة الأولى على ملعب أنفيلد، حينها فاز ليفربول بنتيجة 1-7، وهو الفوز الأكبر على مدى السنوات الـ117 اللاحقة.

وشيئاً فشيئاً انتقلت عداوة المدينتين إلى أرض ومدرجات الملاعب، وباتت علاقة جماهير الفريقين أشبه بالحرب الطاحنة من خلال الهتافات على المدرجات، والرسوم الجدارية، والإنترنت والأغاني الساخرة من المآسي والكوارث التي حلت بهما (كارثة تحطم طائرة مانشستر يونايتد في ميونخ عام 1958، وكارثة ملعب هيسل ووفاة 39 شخصًا من بينهم 32 من مشجعي يوفنتوس عام 1985 كارثة هيلزبره ووفاة 96 مشجعًا عام 1989)، ووصل الغلو ببعض المشجعين إلى شتم “مات باسبي” قائد ليفربول السابق ومدرب مانشستر يونايتد الذي نجيا من كارثة ميونخ.

 

 

الدين

 الطائفية هي العنوان البارز في مدينة غلاسكو الاسكتلندية حيث تأخذ المنافسة التاريخية بين فريقي سيلتيك ورينجرز طابعها من الصراع بين الكاثوليك الممثلين بالفريق الأخضر والأبيض، والبروتستانت الذين يمثلهم الطرف الأزرق.

وفي كل لقاء بين الفريقين تختفي أي حدود أو سقف لما يمكن أن يقدمه المشجعون في إطار المنافسة بينهما. وتشير المراجع إلى أن الناديين كانا طائفيين حيث تم إقحام العامل الطائفي في الرياضة، وخصوصًا رينجرز الذي حُرم حتى سنة 1989 من ضم أي لاعب كاثوليكي، أي حتى بعد أكثر من 100 سنة على تأسيسه.

ويملك مشجعو رينجرز حرية إطلاق الأناشيد الطائفية خلال مباريات فريقهم ضد سلتيك، حتى وصل الأمر بهم إلى أن أطلقوا أغنية مهينة لبابا روما (الذي يمثل المرجعية الدينية للكاثوليك)، في حدث مرّ مرور الكرام على الاسكتلنديين بالنظر إلى اعتيادهم هذه المسألة !

ورغم أن سلتيك عُرف طوال تاريخه بعدم ممانعته لضم أي لاعب ينتمي إلى طائفة غير الكاثوليكية (أشهر لاعبيه البروتستانت مدرب ليفربول حالياً كيني دالغليش)، فإنه من جهة ثانية انغمس في هذه العداوة انطلاقًا من صبغته الايرلندية ــ الكاثوليكية.

اللاساميّة

ليس بعيدًا عن إسكوتلندا، وتحديدًا في العاصمة الانكليزية لندن، نجد عداوة كبيرة بين الجارين أرسنال وتوتنهام هوتسبير، هذا الأخير معروف بقاعدته اليهودية التي أوجدت غالبًا رؤساء يهود كان آخرهم الرئيس الحالي “دانيال ليفي”. كل ذلك أدى إلى كره من بقية جماهير أندية العاصمة الإنجليزية خصوصًا مناصرين أرسنال الذين رفعوا شعارات لاسامية (معادية لليهودية كمجموعة عرقية ودينية وإثنية).

الحالة نفسها نجدها في العاصمة الهولندية أمستردام ذلك أن فريقها الأشهر أياكس يواجه أيضًا هتافات معادية للسامية بسبب جماهيره التي اعتادت تزيين المدرجات بالأعلام الإسرائيلية، الأمر الذي يقابله جماهير نادي أيندهوفن المنافس الأول لـ أياكس محليًا برفع الأعلام الفلسطينية.

أما في فرنسا فتأخذ الأمور منحىً آخر، حيث تبرز العداوة بين باريس سان جيرمان ومرسيليا على خلفيات عنصرية، حيث ينظر سكان العاصمة إلى سكان المدينة الجنوبية الذين يتألف أغلبهم من المهاجرين على أنهم يهددون طموحاتهم ويسرقون منهم عملهم، وفي الوقت ذاته يَعتبر الجنوبيون أن نادي العاصمة هو ممثل للطبقة البرجوازية والارستقراطية التي تبني ثرواتها على حساب تعبهم.

شاهد أيضاً

روسيا تدخل الدوري السوري للقدم عبر نادي حميميم

نزيه حيدر أعلنت قاعدة حميميم العسكرية الروسية في سورية تأسيس نادي لكرة القدم يحمل نفس …

“بديل صلاح”.. ليفربول يجهز 60 مليون يورو لمرموش

كشفت صحيفة “موندو ديبورتيفو”، يوم الجمعة، أن ليفربول يجهز عرضا يبلغ 60 مليون يورو من …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *