ريف اللاذقية – حسام الجبلاوي
تواجهالعملية التعليمية فيريف اللاذقية الواقع تحت سيطرة المعارضة،
خطراً يهدداستمرارها، وخاصة بعد إغلاق عدة مدارس فيالشهريين الماضيين (كان آخرها منذأيام مدرستي الكبينةومشيرفة)، والذي تبعه إعلان مدير التريبة الحرة في المحافظة استقالتهبحجة غياب الدعم المقدّّم للمدارس ليعودعن الاستقالة بعد أيام .
ورغم مرور عامين على بدء العملية التعليميةفي المنطقة، تصف مديرة إحدى المدارس في جبل الأكراد الآنسة مها بيطار، الوضع اليوم بـ”الكارثي” نتيجة غياب الاهتمام وتخليالجميع عنالمسؤولية، قائلةلـ”صدى الشام” إنّ “أكثر من نصف الغرف الصفية أغلقتفي جبلي الأكراد والتركمان وهذا يعود الى غياب الرواتب التي لم يحصل عليها المعلمين منذأشهر، بالإضافة الى عدم توفر مقومات العملية التعليميةمن بناء مناسب ومدرسين اختصاصيين ووسائلالنقل ودعم لوجستي للعمليةالتربوية“.
وتمضي الآنسة مهالتكمل حديثها بغصة عن جانب تعتبره اليوم من أهم مقومات الحياة التييجب أن يقدم الدعم لها “فالجهود التي بدأت في العام الثاني لخروج النظام من المنطقة، ببعض المتطوعين فيالمنازل كانمن المفترض أن تسير اليوم الى الأفضل بعدتأسيس الحكومة المؤقتة واعلانوزارة التربية ضمنها ” وهو ما لم يحصل بحسب مها، التي أشارت
إلى أنّ المدارس تشكواليوم من“هجرة الكفاءات المختصة نتيجة غياب الرواتب، ممااضطر المدارس الىتعيين بعض المدرسينمن أصحاب الشهاداتالمتوسطة مع تقديرنا لجهودهم، ليقوموابإعطاء كافة الموادضمن الفصل وحذف بعض المواد الأخرى كالفيزياءوالكيمياء لعدمتوفر المختصين، الأمر الذي يؤثر سلباً على جودةالتدريس وإنتاجيته”.
كما تواجه المدارس مشكلة أخرى تصفها بيطار، بأنّها “تشكل تحدياً دائماًلهم، وتتمثل بحالة الاكتظاظفي الصفوف (أكثر من 50 طالب في الصف أحياناً )، نتيجة عدم توفر المكان المناسب للتدريسوالذي غالباً ما يكون ضمن غرفتين أو ثلاثة، مما يجبرهم على جمعالعديد من الصفوفضمن غرفة واحدة”.
هذاوتنعدمالمدارسفيعدّةمخيماتعشوائيةللنازحينبريفاللاذقية، مثلمخيمات الزيتونة، النخيل،خربة الجوز والبرناص، إذ أن أقصى مطالب سكّان هذه المخيمات هي إنشاء غرف صفيةتضم مقاعد وكتب.
وبحسب أرقام “مديرية التربية الحرة” فهناك ما يقارب 35 مدرسة في جبلي الأكراد والتركمانتتوزع ضمن قرى محددة فقط، مما يجعل انتقال الطلاب إليهاأمراً مكلفاً يحتاج للمال، في حين تغيب الحوافز والأجور عنالمدرسين البالغعددهم 480 مدرساً، وتعلق الآنسة بيطارعلى ذلك بقولها، “الكثيرمن المعلمين هم ممن فقد عمله داخل مؤسسات النظام، ولا أعتقد أنه يصعب على الحكومة المؤقتة دفع مبلع ١٠٠دولار لكل مدرّس منهم، وخاصة عندما تدرك بأن هذا يساهم في بمساعدة أكثر من 5000 طفل في المنطقة يفتقدون للتعليموالرعاية”، وتتابع “تواصلت شخصياً منذ مدة قريبة بشكل مع الأستاذ يحيى العبد الله أحد المسؤولين فيوزارة التربية التابعة للحكومةالمؤقتة وأوضحأنه، لا قدرة للوزارة علىتقديم أي رواتب حالياً”.
مشكلةأخرى تضاف الىقائمة التحديات تحدثتعنها الآنسة بيطار، وتتمثل بتدخلبعض الكتائب العسكريةفي المنطقة فيالعملية التعليمية،“فالبعض لا يقدر الظروفالراهنة ويلزمنا بفصلالذكور عن الإناثفي صفوف متقدمةرغم عدم توفرالقاعات الدراسية،يضاف الى ذلكتعليقاتهم المستمرة على المناهج وهوأمر ليس باستطاعتناتغييره “.
وكانت بعض الهيئات التعليمية مثل“هيئة علم” والحكومة المؤقتة قدمتفي بداية العام الدراسي، الكتب المدرسية المعدلة لكافةالمراحل لكنلا تزال مشكلة الشهادات الثانوية والاعترافبها في الدول الأخرى تشكل هاجسا للطلاب . يقول يحيى لـ”صدى الشام”، وهو أحدالمتقدمين لامتحانالشهادة الثانويةهذا العام، “وصلتلنصف العام الدراسي وأناحائر بأي منهاج أتقدم للامتحان، فشهادةالائتلاف لاتزال تواجه عقبةالاعتراف بها، بينما يعصب علينا فهمالمنهاج الليبيوهو الخيار الآخر”، ويضيف يحيى الذي يترك جعبته عندباب المدرسة قبل الدخول إليها، ليعود منها إلى محرسه، ” المدرسون يقدمون ما يستطيعون رغمغياب خبرة البعض منهم، ويشكرون على عملهم“، آملاً أن“تتحسن الظروف الراهنة، وتحل العقبات، ما قد يدفعه لتحقيقحلمه في أن يصبح مهندساً معمارياً” .
يذكر أن المتحدثة باسممنظمة “الأمم المتحدةللطفولة” (يونيسيف)،ماريكسي ميركادو، أعلنت العامالفائت عنما يقارب 3 ملايينطفل سوريفي سن التعليم، تتراوح أعمارهم بين (5-17)عاماً،اضطروا للتخلي عنتحصيلهم العلمي منذاندلاع الأزمة عام2011، إمّا بسبب الدمار الذي حلبمدارسهم، أو منعهم منقبل ذويهم منالذهاب إلى المدارسبسبب خوفهم عليهم،أو مغادرة ذويهمالبلاد.