الرئيسية / ترجمات / استراتيجية ترامب تجاه إيران أمام اختبار حاسم

استراتيجية ترامب تجاه إيران أمام اختبار حاسم

صدى الشام /

انشغلت الأوساط الإعلامية الأميركية بالنقاش الدائر حول طريقة التعاطي الأنسب لواشنطن مع إيران في ظل التطورات المتسارعة التي تعيشها المنطقة خصوصاً في سوريا. وفي هذا السياق أفرد الباحث جون هانا مساحةً للحديث عن هذا الموضوع في مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية، حين شدّد على ضرورة مواجهة الرئيس دونالد ترامب لإيران وروسيا على السواء في شرق سوريا، وذلك حتى لا تجد واشنطن نفسها في موقف سيّء في الشرق الأوسط، وأضاف أن الاستراتيجية الجديدة التي أعلنها ترامب قبل ثلاثة أسابيع حيال إيران مُعلقة الآن على خيطٍ واهٍ، ومصيرها سيتقرر في الأشهر القليلة المقبلة على الحدود السورية -العراقية.

هل ترامب جادّ؟

وخاطب هانا ترامب قائلاً: “إذا كنت جاداً في مواجهة العدوان الإيراني، فإنك بحاجة إلى التحرك فوراً لعرقلة محاولة إيران الهيمنة على ذلك المكان الذي يعتبر المنطقة الحساسة، والمنطقة صفر في النضال من أجل التفوق الإستراتيجي.

وأضاف: “إذا لم تفعل، وإذا التزمت الحياد وتركت الحرس الثوري الإيراني يثبّت هيمنته السياسية والاقتصادية والعسكرية على الضفة الشمالية للشرق الأوسط بكاملها، بما يمنحه جسراً من دون عوائق من طهران إلى البحر المتوسط،  فإن استراتيجيتك حيال إيران تكون قد ولدت ميتة، وتحولت بشكل مربك إلى كومة رماد في غضون أشهر قليلة من الكشف عنها”.

وحذر هانا من أنه ليس واضحاً ما إذا كان ترامب مدركاً للاختبار الذي تواجهه الولايات المتحدة في شرق سوريا أو على مدى تسارع الأحداث على الأرض هناك. فـ “داعش” يُطرد سريعاً من آخر ما تبقى لديه من معاقل في محافظة دير الزور على الحدود العراقية، والحرس الثوري الإيراني يعمل جنباً إلى جنب مع قوات النظام السوري والقوة الجوية الروسية وميليشيات شيعية متعددة موالية لإيران، من أجل بسط سيطرتها على كامل المنطقة التي تخليها “داعش”. ومع إمساكها بتلك المنطقة، تكون إيران قد حققت إلى حد كبير هدفها الاستراتيجي بإقامة ممر بري متواصل من العراق إلى سوريا ولبنان، تحت حماية وكلاء إيران في بغداد ودمشق وبيروت. ويرى هانا أن قدرة إيران على بسط هيمنتها على بلاد الشام الكبرى ستعزز إلى حد كبير قدرتها على المدى الطويل على تهديد حلفاء الولايات المتحدة في إسرائيل، والأردن، وما بعدهما.

العقبة المتبقّية

وأشار هانا إلى أن العقبة الوحيدة المتبقية أمام تحقيق إيران جميع طموحاتها في الهيمنة، هي “قوات سوريا الديمقراطية”. وبدعم من القوة الجوية الأمريكية والقوات الأمريكية الخاصة، طردت “قوات سوريا الديمقراطية” تنظيم “داعش” من مدينة الرقة التي كان قد أعلنها عاصمة له، وواصلت الهجمات على معاقل التنظيم على طول الضفة الشرقية لنهر الفرات في محافظة دير الزور قريباً من قوات المحور الإيراني-السوري-الروسي الذي يقاتل الآن “داعش” على الضفة الغربية للفرات.

وتفصل بين الجانبين الآن قناة أمريكية-روسية لخفض النزاع، ويسيطر الجانبان على أراضٍ حساسة خلال تقدمهما نحو المعقل الأخير ذي الأهمية الاستراتيجية في البوكمال التي تسيطر على طريق ترانزيت رئيسي ونقطة تفتيش تصل بين سوريا والعراق.

ورأى  الباحث أن السؤال الكبير المعلق، هو هل أن استراتيجية ترامب السورية في دعم “قوات سوريا الديمقراطية” ترمي فقط إلى هزيمة “داعش” أم أنها تتضمن أهدافاً أكبر ضمن الاستراتيجية الجديدة لترامب لمواجهة القوة المتعاظمة لإيران؟

وإذا كان الأمر مقتصراً على الهدف الأول فقط، فإنه مع الهزيمة العسكرية لـ “داعش” سيكون ممكناً سحب القوات الأمريكية والقول إن “المهمة أُنجزت”، وترك “قوات سوريا الديموقراطية” تدافع عن نفسها في مواجهة التسونامي الإيراني-السوري-الروسي.

عمل متكامل

بدوره أبدى الباحث الزائر في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى نادر أوسكوي، عدداً من المقترحات الكفيلة بوضع سياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضدّ إيران موضع التنفيذ.

وفي مقاله ضمن صحيفة “ذا هيل” الأمريكيّة، قال الكاتب إن إيقاف النشاطات المزعزعة للحرس الثوري في سوريا والعراق واليمن ولبنان وأفغانستان ومواجهة عملائه يأتي على رأس أولويات أجندة ترامب، وهذه مهمّة كبيرة يجب أن تتجزّأ إلى عدد من الأقسام التي يتوجب إدارتها بشكل فعّال.

ورأى الكاتب أن نشاطات الحرس الثوري في سوريا تفرض خطراً كبيراً على حلفاء أمريكا وعلى المصالح الاستراتيجية لواشنطن، فهو يكمل ممراً برياً يصل طهران بشواطئ المتوسط، وسيساعد هكذا ممرّ في تطوير قدرات إيران على نقل قواتها إلى المنطقة، وأضاف أنه يجب أن تتوجه واشنطن بحزم إلى الإيرانيين والروس و”السوريّين” باعثة برسالة مفادها أنّها مصممة على منع الحرس الثوري وميليشياته من الانتقال من دير الزور إلى الدود العراقية لإكمال هذا الممر.

وفي العراق، يشكّل وجود الحرس الثوري ووكلائه على الحدود السورية العراقية تحت ستار حملة مكافحة “داعش” محاولةً لاستكمال بناء الممرّ عبر مناطق تقطنها غالبية سنية، ما يفرض ضرورة انسحاب الحرس الثوري بأمر من الحكومة العراقية، على ان تساعدها القوات الأمريكية في تنفيذ ذلك.

استهداف موارد الحرس

ويشير الباحث إلى أنّ التحرك الأميركي على أكثر من جبهة وفي أكثر من دولة سيكون المحاولة الجدية الأولى للولايات المتحدة لمحاربة نشاطات الحرس الثوري في المنطقة والذي راح يتوسع طوال السنوات الست الماضية من دون أن يعارضه أحد. لكن في نفس الوقت على الحكومة الأمريكية وحلفائها قطع جميع الموارد الماليّة للحرس. فالأخير يسيطر على حوالي 500 شركة في إيران تعمل في مختلف المجالات ويموّل من عائداتها نشاطاته الخبيثة. ويسهّل فرض عقوبات إضافية على الحرس الثوري على وزارة الخزانة بناء تحالفات أساسية مع الغرب ضدّ تمويل نشاطاته.

شاهد أيضاً

بلجيكا تحتجز فتاة قاصر سورية لمدّة يومين في مطار بروكسل الدولي

صدى الشام احتجزت السلطات البلجيكية، فتاة سورية قاصر تبلغ من العمر 17 عامًا، بعد وصولها …

أمضى أربع سنوات - رويترز

صحيفة: “دي مستورا” دخل في مأزق بعد إعلان استقالته

“ستيفان دي ميستورا دخل في مأزق” بحسب مقال كتبته الصحفية الروسية “ماريانا بيلينكايا ويلينا تشيرنينكو”، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *