الرئيسية / سياسي / ميداني / مواد محلية مختارة / نظام الأسد والجراد..تعاون على تجويع ريفي حماة وإدلب
الدفاع المدني يقوم بإطفاء حريق في محصول زراعي - ريف حماة
الدفاع المدني يقوم بإطفاء حريق في محصول زراعي - ريف حماة

نظام الأسد والجراد..تعاون على تجويع ريفي حماة وإدلب

صدى الشام - حسام الجبلاوي/

ينتظر المزارعون في إدلب وحماة هذا الوقت من كل عام لجني ثمرة تعبهم خلال موسم زراعي طويل، حيث تصبح سنابل القمح والشعير يابسة بالكامل ويبدأ حصادها إلى جانب مزروعات هامة في المنطقة كالكمون والحمص والفستق الحلبي. لكنّ موسم هذا العام لا يبدو مبشراً، ويحمل خسائر فادحة في بعض الأصناف بحسب ما أكده العديد من المزارعين لأسباب مختلفة.

 

انتاج بدون حصاد

موسم القمح في ريفي إدلب وحماه ومع تحسن انتاجه قليلاً العام الماضي، إلا أنه يواجه هذه الأيام حرباً حقيقية من قبل ميليشيات الأسد التي تعمل على منع الفلاحين من الوصول لأراضيهم وإحراق المحاصيل قبل الاستفادة منها.

وفي المنطقة تعمّدت ميليشيات النظام قصف حقول القمح والشعير في هذه الأيام لأنها تكون يابسة و أقرب ما تكون للاشتعال، حيث تحوّل ليل مناطق اللطامنة وكفرزيتا وقرى أخرى مجاورة يوم الأربعاء الماضي إلى ما يشبه النهار بسبب قوة الحرائق التي سببها القصف.

وبحسب ما أفاد به المجلس المحلي لمدينة اللطامنة فإنّ مايزيد عن 300 دونم تعرضت للحرق الأسبوع الماضي، وقدّرت خسائر المزارعين بأكثر من 20 مليون ليرة، فيما قال المجلس المحلي لمدينة كفرزيتا إن خسائر الفلاحين هناك وصلت إلى ستة ملايين ليرة.

وفي هذا السياق قال زكريا سطوف أحد سكان مدينة اللطامنة إنّ “نظام الأسد يتعّمد هذا العام استهداف المناطق الزراعية في المنطقة بشكل لافت لتجويع الناس”.

وأوضح سطوف أنّ الأراضي الزراعية في ريفي حماه وإدلب معظمها سهلية وتطل عليها حواجز النظام المتواجدة في جبل زين العابدين وغيره، وبالتالي فإن عمل الحصّادات حاليا صعب جدا في ظل استهداف المليشيات لأي آلية.

وأضاف سطوف في حديثه مع “صدى الشام” أن الأراضي في هذه الوقت تكون يابسة، ويكفيها رصاصة حارقة واحدة من قبل قوات النظام لإحداث حريق يلتهم عشرات الهكتارات من المحاصيل.

وأكد المزارع الأربعيني أنّ “استمرار الوضع على حاله يهدد أرزاق عائلات بأكملها خاصة أن كلفة زراعة القمح للدونم الواحد من أجور حراثة وبذار ومبيدات حشرية وعملية الري يكلّف مالايقل عن خمسة وعشرين ألف ليرة.”

تقوم ميليشيات النظام باستهداف المزارعين بالمدفعية والصواريخ بشكل مباشر وأدى ذلك إلى وقوع ضحايا بينهم نساء.

خسائر كبيرة

من جانب آخر تسببت الأمطار الغزيرة التي هطلت أواخر الشهر الماضي بخسائر كبيرة للفلاحين بسبب ترافقها مع موعد الحصاد وكان أبرز المحاصيل التي تضررت هي الشعير والكمون والعدس.

وأكد المهندس الزراعي وائل العلو أنّ “ تأخر هطول الأمطار منذ بداية الموسم وحتى شهر آذار أدى لانخفاض إنتاج المحاصيل الزراعية مقارنة بالموسم الماضي إلى النصف تقريبا بينما طال الضرر جراء الأمطار الغزيرة الكمون والعدس بشكل كبير، وتراوحت نسبة الضرر فيهما ما بين ثمانين إلى تسعين بالمائة، كما طال الضرر محصولي الشعير و الفول بنسبة عشرين بالمائة”

وعزا المهندس الزراعي سبب ارتفاع الضرر بهذا الشكل إلى “قلة هطول الأمطار في شهر آذار وهو شهر تكوين الثمار، في حين هطلت بغزارة كبيرة في أيام الحصاد وتسببت بتساقط الثمار والحبوب في بعضها، في حين جرفت السيول محاصيل أخرى”.

وعن تأثير هذه الخسائر والحلول التي يلجأ لها الفلاحون إلى تخفيض الأضرار قال أحد مزارعي نبتة الكمون في مدينة كفرزيتا ويدعى أبو محمد إنّ ” الفلاحين عادة ما يلجأون لجمع المحصول وتشميسه وتقليبه لعدة أيام لكنه أوضح في الوقت ذاته أن مابقي منها يتغير لونه وينخفض سعره وجودته”.

وعلى عكس الكمون ساعدت الأمطار الغزيرة في زيادة إنتاج معظم النباتات العطرية التي تنتشر في إدلب وأهمها الحبة السوداء واليانسون والكزبرة والشمرة، كون حصادها يأتي متأخراً.

ساهم سقوط الأمطار في وقت متأخر بتلف بعض المحاصيل وتساقط الثمار والحبوب في بعضها، كما جرفت السيول مساحات من المحاصيل

للجراد نصيب

لا تتوقف مشاكل القطاع الزراعي على هذه الأضرار حيث باتت الحشرات الضارة تلتهم سنويا جزءا من تعب أصحاب الحقول.

وخلال الفترة الحالية تتعرض بعض المناطق في قرى ريف إدلب الجنوبي وحماه لموجة هائلة من الجراد الذي يهاجم المحاصيل فيها، فيما تُرك المزارعون لمواجهتها بمفردهم، في ظل غياب الإمكانات وعدم وجود مؤسسات مؤهلة ومزودة بالمعدات الكافية للقضاء على الجراد.

ويستهدف الجراد بشكل خاص المحاصيل الصيفية كالطماطم والخيار والبطاطا، كما تعتدي على أشجار الزيتون، ملحقة أضراراً جسيمة بكل ما تصل إليه.

ضعف الإمكانيات وعدم وجود جهات مسؤولة أدى إلى تفاقم آفة الجراد وانخفاض في حجم المحصول بريف إدلب الجنوبي.

ووفق أحمد فياض مزارع في قرية حيش بريف إدلب فإنّ الجراد يبدأ بمهاجمة المحاصيل منذ شهر شباط وفي ظل غياب المبيدات الحشرية اللازمة فإن الفلاحين يقفون عاجزين أمام تلك الهجمات.

وتتضرر سنويا مساحات واسعة من الأراضي بفعل تلك الهجمات وتصل النسبة أحيانا لقرابة منتصف المحصول لاسيما من الخضروات والفواكه.

يشار إلى أن الزراعة تعتبر المورد الأول للسكان حيث يعمل بها وفق تقديرات إحصائية أكثر من سبعين بالمائة من السكان، وتشير إحصائيات المؤسسة العامة للبذار التابعة للحكومة المؤقتة إلى انخفاض المساحات المزروعة بالقمح في المحافظة إلى ما دون سبعة وعشرين ألف هكتار بعلاً وريّاً، في حين كانت قبل بداية الثورة ستة وخمسين ألف هكتار.

شاهد أيضاً

مجزرة مروعة راح ضحيتها 15 مدنيا في مدينة منبج بريف حلب الشرقي

أنس عوض  – صدى الشام   قُتلت 11 امرأة وثلاثة أطفال ورجل واحد وإصابة آخرين …

قتيلان من قوات النظام السوري بهجوم لـ”داعش” بين الرقة ودير الزور

قتل عنصران من قوات النظام السوري وجرح ثالث في هجوم لتنظيم “داعش” الإرهابي ليل الجمعة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *