الرئيسية / منوعات / رياضة / لاعبون نالوا المجد الكروي وكتبوا التاريخ بعيداً عن تجاربهم الأولى

لاعبون نالوا المجد الكروي وكتبوا التاريخ بعيداً عن تجاربهم الأولى

صدى الشام- مثنى الأحمد/

 

من النادر أن نشاهد أحد الأندية الأوروبية وخصوصًا الكبرى منها تفرّط بلاعب لديها وهي التي لم تدخر أي سبيل في إقناعه بالانضمام إليها بعد متابعة مستمرة له ولثبات مستواه الفني والتأكد من القيمة التي يمكن أن يضيفها للفريق، لكن ولسبب من الأسباب يفشل هذا اللاعب بإثبات نفسه داخل التشكيلة فيتراجع مستواه ثم يرحل بشكل غريب إلى نادٍ آخر ليخوض تجربة جديدة.

ولكن وبعد رحيل ذلك اللاعب يُفاجأ الجميع ومنهم ناديه الأسبق بالمستوى الذي يقدمه مع فريقه الجديد، وفي حالات معينة يصل هؤلاء “المهملون” أو المهمشون سابقًا لنجومية في بيتهم الكروي الجديد بشكل يدفع ناديه القديم لمحاولة استرجاعه مرة أخرى.

والأمثلة عن هذه الحالات لا تحتاج بحثاً مطولاً لوفرتها، لكن أقرب مثال لها ما نُشر مؤخرًا عن رغبة نادي ميلان في التعاقد مع المهاجم “بيير أوباميانغ” نجم بروسيا دورتموند الحالي واللاعب السابق للفريق الإيطالي الذي فرط به بمليون يورو فقط لنادي سانت إيتيان، لينفجر الغابوني في الدوري الفرنسي قبل أن يخطفه النادي الألماني ويصبح أحد أعمدته، وواحداً من أكثر اللاعبين المطلوبين في أوروبا.

قبل “أوباميانغ” لم يقتنع تشيلسي بموهبة  اللاعب البلجيكي “كيفن دي بروين” وتركه يذهب إلى فولفسبورغ  ليقدم نفسه كأحد أبرز الوجوه الشابة في العالم، الأمر الذي دفع مانشستر سيتي لتقديم 82 مليون يورو للنادي الألماني حتى قبل أن يتنازل عن حقه في اللاعب.

وفيما نسوق هذين المثالين فإنه وعبر تاريخ كرة القدم الأوروبية حدثت حالات عديدة من هذا النوع كان سوء حظ اللاعب أو عدم استثماره بالشكل المناسب سببًا في رحيله إلى نادٍ آخر ليسطع نجمه على غير المتوقع.

 

تيري هنري

انضم تييري هنري إلى نادي موناكو الفرنسي عندما كان مراهقًا، وتم تصعيده إلى الفريق الأول تحت قيادة المدرب الفرنسي آرسين فينجر، الذي كان يتولى تدريب نادي الإمارة الفرنسية في ذلك الوقت.

وتمكن هنري من تسجيل 28 هدفًا في 141 مباراة مع موناكو، قبل أن ينتقل إلى صفوف يوفنتوس الإيطالي في كانون الثاني عام 1999، وفي تورينو لم يشعر هنري أبدًا بالاستقرار، إذ لم يسجل سوى 3 أهداف في 19 مباراة، وبعد ثمانية أشهر قرر الرحيل للعمل مجددًا مع آرسين فينجر لكن مع نادي آرسنال هذه المرة.

قلائل هم من توقعوا نجاح هذا الشاب خفيف الوزن والقادم من تجربة غير مبشرة مع يوفنتوس، لكنه سرعان ما قدّم أوراق اعتماده مع أرسنال عندما أنهى موسمه الأول بـ 26 هدفًا في 47 مباراة.

وكسر “هنري” كافة الأرقام برفقة الفريق اللندني وأصبح هدافه التاريخي على مرّ العصور إذ سجل 228 هدفًا في 377 مباراة، وحقق لقب الدوري الإنجليزي في مناسبتين والكأس ثلاث مرات كما تُوج بجائزة الحذاء الذهبي في ثلاثة مواسم.

وأكمل “هنري” مسيرته الناجحة بعد انتقاله صيف 2007 إلى برشلونة الذي توج بالثلاثية الدوري والكأس ودوري الأبطال موسم 2008.

 

 

إدوين فان در سار

تمتع الحارس الهولندي “فان در سار” بشعبية كبيرة جداً وقضى في نادي أياكس أمستردام فترة طويلة لعب خلالها 226 مباراة وسجل في إحدى اللقاءات هدفًا، وفاز مع الفريق بالعديد من البطولات الأوروبية، قبل أن تلتقطه أعين يوفنتوس موسم 1999 وأصبح بعد انتقاله أول حارس أجنبي يحمي عرين السيدة العجوز.

لكن “فان در سار” لم يكن موفقاً في تورينو إذ مرّ بأوقات عصيبة بعد ارتكابه للعديد من الأخطاء الفادحة جعلت إدارة ليوفي تبحث سريعًا عن بديل له حتى جاء “جانلويجي بوفون” وأجلسه على مقاعد البدلاء، وبعد 66 مباراة فقط خاضها مع يوفنتوس غادر الحارس الهولندي إيطاليا موسم 2001 متجهًا إلى الدوري الإنجليزي وتحديدًا لنادي فولهام وهناك استعاد الحارس الهولندي مستواه الذي لفت أنظار مانشستر يونايتد ليضمه مطلع 2005.

وكان انضمام “فان در سار” إلى ليونايتد نقطة تحول، فقد قال عنه السير “أليكس فيرغسون” المدير الفني للفريق إنه أفضل من حرس عرين الشياطين منذ رحيل الحارس الدنماركي “بيتر شمايكل” عن النادي عام 1999.

ومع مانشستر يونايتد حطم إدوين كل الأرقام القياسية تقريبًا حيث فاز بالدوري الإنكليزي 4 مرات، وكأس المحترفين مرة، والدرع الخيرية 3 مرات، إضافة إلى دوري أبطال أوروبا مرتين وكأس السوبر الأوروبية مرة وكأس العالم للأندية مرتين.

وعلى الصعيد الشخصي فاز بجائزة أفضل حارس مرمى في أوروبا 3 مرات، وأفضل حارس مرمى في الدوري الإنجليزي 3 مرات، أما أبرز أدواره فكان في نهائي دوري أبطال أوروبا 2008، عندما تصدى لركلة جزاء الفرنسي “نيكولا انيلكا” مهاجم تشيلسي ليهدي فريقه اللقب الغالي.

 

آريين روبين

مثال آخر كان بطله الهولندي الآخر “روبين” الذي انتقل إلى ريال مدريد موسم 2007 قادمًا من تشيلسي في صفقة قدرت بنحو 40 مليون يورو، وتمكن من تحقيق لقب الدوري الإسباني في أول موسم له في “الليغا” بعد الفوز ذهابًا وإيابًا على برشلونة، ومع أن “روبين” قدّم مستوىً مميزًا مع الفريق الملكي إلا أن إدارة “فلورنتينو بيريز” قررت نهاية موسم 2009 الاستغناء عنه لصالح بايرن ميونخ بعد الصفقات الكبيرة التي قامت بها آنذاك حين أتت بـ “كريستيانو رونالدو” و”كاكا” و”كريم بنزيما”.

وهناك بدأ “روبين” مشوار المجد مع النادي البافاري إذ تمكن في أول موسم له من بلوغ نهائي دوري أبطال أوروبا الذي خسره من الإنتر، بعد أن نال لقب الدوري الألماني ولقب الكأس في ذات الموسم.

واستمر “روبين” في حصد الألقاب مع البايرن فحصل بعدها على لقب دوري أبطال أوروبا موسم 2013 أعقبه الفوز بكأس العالم للأندية وكأس السوبر الأوروبي، إضافةً لـ 6 ألقاب كأس و4 ألقاب دوري.

 

أندريا بيرلو

لا أحد يختلف على القيمة الفنية التي يحملها لاعب بحجم الإيطالي “بيرلو” إلا أن نادي ميلان في موسم 2011 لم يقدّر هذه القيمة ولم يجدد عقده ظنًا منه أن اللاعب انتهى، ليقرر الذهاب إلى يوفنتوس وهناك أثبت العكس تمامًا.

لم تغِب الألقاب عن “بيرلو” حين كان لاعبًا في ميلانو إذ حقق كل شيء يحلم أي لاعب في تحقيقه، ولكنه في “ليوفي” لعب دور المايسترو بكل حرفية، وأكد أنه ما زال قادرًا على العطاء وبأعلى مستوى، فقاد يوفنتوس إلى أربع بطولات دوري متتالية، وإلى لقب الكأس ووصل معه إلى نهائي “الشامبونزليغ” في 2015 لكن لسوء حظه خسره أمام برشلونة.

 

 

بول بوغبا

لعل أشهر قصص “عودة الابن الضال” تلك التي حدثت بداية الموسم الحالي عندما اضطر نادي مانشستر يونايتد لدفع 110 مليون يورو لاسترجاع لاعبه السابق “بول بوغبا” من يوفنتوس في صفقة هي الأعلى حتى الآن في تاريخ سوق الانتقالات.

وكان ملفتاً أن النجم الفرنسي، الذي أصبح أشهر لاعبي خط الوسط حول العالم، نشأ في أكاديمية “ليونايتد” ووصل للفريق الأول والجميع كان ينظر له كنجم للمستقبل لكن مدرب النادي في ذلك الوقت السير”ألكس فيرغسون” لم يعطه الفرصة الكافية للعب وكان يفضل عليه المخضرم “بول سكولز”، ولم يمنحه عقدًا احترافيًا مما سمح لليوفي بضم “بوغبا” بصفقة مجانية ليبرهن بعدها عن قيمته الفنية، وليصبح النجم الأول للفريق الإيطالي ومعه حصل على أربعة ألقاب للدوري ولقبين للكأس.

 

شاهد أيضاً

روسيا تدخل الدوري السوري للقدم عبر نادي حميميم

نزيه حيدر أعلنت قاعدة حميميم العسكرية الروسية في سورية تأسيس نادي لكرة القدم يحمل نفس …

“بديل صلاح”.. ليفربول يجهز 60 مليون يورو لمرموش

كشفت صحيفة “موندو ديبورتيفو”، يوم الجمعة، أن ليفربول يجهز عرضا يبلغ 60 مليون يورو من …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *