الرئيسية / منوعات / رياضة / “كاستيا” الملكي تتصدر أكاديميات الكُرة  ..و”لاماسيا” لم تعُد فخر الصناعة الكتالونية .. هل نضبَ نبع المواهب في برشلونة؟

“كاستيا” الملكي تتصدر أكاديميات الكُرة  ..و”لاماسيا” لم تعُد فخر الصناعة الكتالونية .. هل نضبَ نبع المواهب في برشلونة؟

صدى الشام ـ مثنى الأحمد/

 

قام المركز الدولي للدراسات مطلع هذا الشهر بإعداد دراسة صُنّفت على إثرها أفضل أكاديميات الأندية بكرة القدم حول العالم، وهو ما يقوم به المركز بشكل دوري كل عام.

ولأول مرة شهد التصنيف تصدر أكاديمية ريال مدريد “كاستيا” ترتيب أفضل من يُخرّج لاعبين ينشَطون في الدوريات الأوروبية، وجاء ذلك على حساب أكاديمية “لاماسيا” مركز تكوين اللاعبين لدى غريمه التقليدي برشلونة.

ويصنف المركز الدولي للدراسات الرياضية أكاديميات كرة القدم حسب عدد اللاعبين المُنتَجين والممارِسين في الوقت الراهن من كل أكاديمية، واحتل ريال مدريد الصدارة بـ 41 لاعباً محترفاً متفوقاً على برشلونة الذي كون 37 لاعباً موجودين على الساحة، فيما جاء مانشستر يونايتد ثالثًا بـ 34 لاعباً.

هذا التراجع على مستوى عدد اللاعبين المتخرِّجين من أشهر مدرسة إعداد لنجوم الكرة في السنوات الأخيرة ” لاماسيا” ترافق مع انخفاض مستوى وقيمة هؤلاء اللاعبين. فالمنشأ الذي صنع ميسي وإنييستا وبيكيه وبوسكيتس ومن قبلهم اكزافي وبويول، هو نفسه يُقدم لنا اليوم لاعبين بقيمة سيرجيو روبيرتو وغومباو ورافينيا ألكانتارا.

أمام ذلك طرح جميع عشاق النادي ومتتبعي المستديرة حول العالم سؤالًا عن سبب تراجع مستوى المواهب الصاعدة من لاماسيا؟!

وفي هذا التقرير سنحاول الإجابة عن بعض النقاط التي سببت تراجع منبع المواهب الأول للنادي الكتالوني.

 

بارتوميو والإدارة

اعتمدت إدارة برشلونة في الأعوام الأخيرة على بيع الكثير من ناشئي النادي دون وضع أي شرط يضمن عودتهم للفريق الأول، باستثناء “دينيس سواريز” الذي لم تكن عودته سهلة من فياريال بداية هذا الموسم.

ويعتبر رأس الهرم في الإدارة “جوسيب ماريا بارتوميو” أحد أكثر الذين ساهموا في تدهور إنتاج أكاديمية النادي فهو ليس سوى امتداد لسالِفه “ساندرو روسيل” الذي نهج نفس السياسة تجاه “لاماسيا”، ويبرز هنا اختلاف واضح بين حقبة هذين الرئيسين وحقبة سالفهما “خوان لابورتا” في ما يتعلق باكتشاف المواهب وطريقة التعامل معها. ذلك أن “بارتوميو” أصبح ميالاً أكثر للتعاقدات مع نجوم جاهزة، عكس “لابورتا” الذي لم يلجأ للتعاقد إلا لسد ثغرات عجزت مدرسة الفريق عن إيجاد لاعب يشغلها.

 

كذلك عمدت إدارة “روسيل” وخلَفُه الذي كان نائباً له “بارتوميو” إلى إهمال أكثر من لاعب خلال فترتيهما، على غرار “نوليتو” الذي تألق مع سيلتا فيغو وكان في أحد الأيام من أبناء النادي فتجاهلته الإدارة، وعقب تجربة خاضها في “سيلتا” اختار الرحيل لمانشستر سيتي رافضاً استعداد “بارتوميو” لدفع الملايين لإعادته.

الأمر ذاته قامت به الإدارة مع “تياغو الكانتارا” نجم بايرن ميونخ الحالي عندما تخلت عنه مقابل 25 مليون يورو فقط.

واللافت هنا أن الريال استفاد في الفترة الأخيرة من الطريقة التي كان يتعامل بها برشلونة سابقاً مع أبناء النادي، وبدأ مع “زين الدين زيدان” تطبيقها، فأصبحنا نرى الفريق الأول يضم أسماء كثيرة تخرجت من الـ “كاستيا” ولها ثقلها في الفريق، وتُعدّ من أهم ركائزه بمختلف الخطوط على غرار المهاجم “موراتا” والمدافع “ناتشو” والظهير “كارفخال”.

كما ينبغي الإشارة إلى فشل إدارة بارتوميو حتى في سياسة التعاقد مع المواهب الشابة وهو ما جرّ النادي للمحاكم الرياضية فكانت العقوبة الأخيرة بحرمان النادي من التعاقدات لسنة كاملة العام الماضي، والتي يعاني برشلونة من مضاعفاتها حتى الآن.

 

المدرب إنريكي

حين كان “بيب غوارديولا” مدرباً لبرشلونة في 2010 قال إن “ناشئي برشلونة ليسوا أفضل حالاً من ناشئي مدريد أو أتلتيكو أو فياريال أو إسبانيول ولكن ما يميزنا هو أننا نعتمد عليهم في الفريق الأول”، وكانت هذه حقيقة واضحة في عهد المدرب الكتالوني وفي بعض الأحيان لعب الفريق بتشكيلة أساسية كاملة من أبناء أكاديميته.

لكن الأمور تغيرت بشكل كبير مع المدرب الحالي “لويس إنريكي” الذي أصبح يتخلى عن اللاعبين الصاعدين وينشغل بطلب أفضل النجوم العالميين على شاكلة غريمه الأزلي ريال مدريد في عملية عكسية كما ذكرنا سابقاً، إذ يعتمد “زيدان” على المواهب الصاعدة من الفريق والتي كان يشرف عليها عندما كان مدرباً للفريق الرديف، وهذا ما يذكرنا مرة أخرى بما فعله “غوارديولا” عندما جاء لتولي تدريب الفريق الأول قادماً من الفريق الثاني ومعه وجوه شابة صنع المجد معها لاحقاً.

 

بالعودة لـ “إنريكي” وما له من دور سلبي في إخفاء اسم “لاماسيا” من الفريق الأول، نجد أن المدرب الحالي أصبح مهمِلاً لهذه المدرسة وغير مكترث لمواهبها، ناهيك عن سوء اختيار هذه المواهب التي تستحق التواجد مع الفريق الأول، إذ فضّل الاستغناء عن خدمات الكاميروني “أداما تراوري” المتألق حالياً مع أستون فيلا الإنجليزي مقابل الإبقاء على “ساندرو راميريز” وجلب “باكو ألكاسير” الذي لم يحرز أي هدف حتى الآن خلال سبع مباريات شارك بها مع الفريق، وبات الفريق عاجزاً عن التهديف إن غاب ثلاثي الـ “MSN” وهذا ما لاحظناه في مباراة ملقا الأسبوع الفائت .

ذات الأمر فعله “إنريكي” بلاعبي الوسط حيث لاحظ الجميع اختياره لـ “غومباو” كبديل لـ “سيرجيو بوسكيتس” احد مواهب “لاماسيا” التي ظهرت في حقبة “غوارديولا”، إضافة لوجود “سيرجي سامبر” خارج حسابات “إنريكي” على الرغم من الأرقام المميزة التي يقدمها الشاب الإسباني متى سنحت له فرصة اللعب بالفريق الأول.

كان بإمكان “إنريكي” استغلال العقوبة على النادي من قبل الاتحاد الأوروبي لكرة القدم بحرمانه من التعاقدات لسنة كاملة بتصعيد مجموعة من العناصر المميزة في الأكاديمية لسد احتياجات الفريق خلال فترة العقوبة، لكن يبدو أن المدرب الإسباني لا يملك الثقة الكافية لفعل ذلك ولا يملك الجرأة لاستبدال أي نجم في التشكيل الأساسي وإشراك عنصر جديد بدلاً عنه.

بالإضافة إلى ذلك تُوَجّه أصابع الاتهام نحو المدربين وكشّافي المواهب في قطاعات الناشئين بالنادي بعد عجزهم عن تطوير براعم الفريق وجلب مواهب جديدة.

 

 

الجيل الذهبي لبرشلونة

يمكننا القول أن أحد أسباب هذا التراجع هو أن الأكاديمية أخرجت قبل الجيل الأخير جيل شاب لا يقهر، وهذا الجيل الذي خرج تمكن من تحقيق جميع البطولات الممكنة ومازال الكثير من أعمدته مستمراً بالعطاء.

سببُ ظهور الجيل السابق القوي هي ظروف معينة إذ حصلوا على دقائق كافية  لإخراج أفضل ما لديهم من إمكانيات، فمن لا يتذكر ظروف برشلونة الصعبة التي مر بها موسمي 2006/2007- 2007/2008 التي لم يتألق بها اللاعبون المهمون للفريق وهو ما كان سبباً في بروز بعض شباب “لاماسيا” خصوصاً ميسي وانييستا، ولحقهم بعد ذلك “بوسكيتس” و”بيدرو”، بعد أن كان “بويول” و”فالديز” و”تشافي” قد فرضوا أنفسهم. لكن عندما استعاد فريق برشلونة قوته و”أكل الأخضر واليابس” قلّ الطلب على اللاعبين الشباب وازداد على نجوم جاهزين من خارج النادي للاستمرار بنفس القوة.

 

  الحالة الاقتصادية للنادي

لعب انتعاش النادي اقتصادياً دوراً سلبياً في تواجد أبناء النادي مع الفريق الأول، إذ أصبحت الإدارة لا تجد صعوبة في جلب أي لاعب من أي نادي وباتت قادرة على دفع مبالغ ضخمة في سبيل ذلك، وأي لاعب يتم استقدامه للفريق سيكون بالتأكيد على حساب أحد مواهب الـ “لاماسيا”.

وأدى هذا التقدم الاقتصادي لبرشلونة لإنفاق 343 مليون يورو للتعاقد مع 15 لاعباً في آخر ثلاثة مواسم وهو رقم غير مسبوق في تاريخ النادي، مما نتج عنه اختفاء الموهوب “ديولوفيو” ورحيل أفضل لاعب في كأس العالم الأخيرة للشباب “اداما تراوري” وقبلهما “فونتاس” وعدد آخر من المواهب الشابة.

لا يمكن القول أن برشلونة لم يعد يملك نجوماً داخل مدرسته، لكن هناك خلل ما جعل “لاماسيا” تبدو بهذه الصورة الباهتة. هل هو سوء تعامل الإدارة، أو نظرة سيئة للمواهب من طرف “لويس انريكي”، أو مجمل الأسباب التي تم ذكرها في هذا التقرير؟

بكل الأحوال علي المسؤولين بالنادي الاهتمام بأبنائه وبالمدرسة التي تخرجهم، إذ يبدو الفريق حالياً بخير نوعاً ما مع ميسي وإنييستا وبوسكيتس، لكن هؤلاء لن يدوموا طويلاً في الملاعب مع تقدمهم بالسنّ، عندها سيظهر للجميع حجم الكارثة التي ستصيب فريق بعراقة وحجم برشلونة.

 

شاهد أيضاً

روسيا تدخل الدوري السوري للقدم عبر نادي حميميم

نزيه حيدر أعلنت قاعدة حميميم العسكرية الروسية في سورية تأسيس نادي لكرة القدم يحمل نفس …

“بديل صلاح”.. ليفربول يجهز 60 مليون يورو لمرموش

كشفت صحيفة “موندو ديبورتيفو”، يوم الجمعة، أن ليفربول يجهز عرضا يبلغ 60 مليون يورو من …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *