صدى الشام ـ مثنى الأحمد/
انضم “جهاد القصاب”، لاعب نادي الكرامة سابقًا، إلى قائمة شهداء الثورة السورية بعد أن لفظ أنفاسه الأخيرة تحت التعذيب في سجون نظام الأسد، وقد تم إذاعة نبأ وفاته في مساجد “حي الوعر” المحاصر، دون تسليم جثته لأهله وأقاربه.
اعتقل “القصاب” بحسب ناشطين على يد دورية تتبع لفرع الأمن السياسي بحمص بتاريخ الـ 19 من شهر “آب/أغسطس” 2014، حيث كان برفقة المهندس “عبد السلام الصوفي”، وتم اعتقالهما سويًا ولم يُعرف عنه أي شيء، وكان اسمه من بين الأسماء المطلوبة للكشف عنها وللتبادل في هدنة حي الوعر المحاصر، وطالبت بالكشف عن مصيره كل التشكيلات الرياضية السورية الحرة منذ عامين إلى تاريخ استشهاده.
ونقلت مصادر من داخل السجن أن الكابتن “جهاد” لم يسمح بإهانة أحد المعتقلين كبار السن، وتعرض بسبب ذلك للضرب و”الشبح” ـ وهي طريقة بالتعذيب ـ ، لأكثر من أسبوع كامل، وتم على إثر هذا الإشكال رفع تهمته من تهمة إحداث شغب إلى قتل ضباط وسرقتهم، وحول بعدها إلى سجن صيدنايا العسكري، ليتفاجأ الجميع بعدها بنبأ وفاته تحت التعذيب.
ونعت اللجنة الأولمبية السورية الحرة عبر رئيسها “مضر حماد الأسعد” استشهاد “القصاب” من خلال بيان خاص لموقع صدى الشام قالت فيه: “ببالغ الحزن والأسى تلقينا نبأ رحيل اللاعب الدولي جهاد القصاب الذي نال شرف الشهادة نتيجة تصفيته في سجن صيدنايا التابع لمليشيا نظام الأسد ..ونحن في اللجنة الأولمبية السورية الحرة تألمنا لهذه الفاجعة لما عرف عن اللاعب الكبير دماثة الخلق والصدق والإخلاص للوطن من خلال مسيرته في الملاعب الكروية والتي دامت لـ 20 عامًا استطاع القصاب أن ينال فيها محبة الجميع في ناديه و في المنتخبات الكروية التي مثّلها”.
وناشدت اللجنة الأولمبية الحرة في نفس البيان كل أحرار العالم من أجل الضغط على النظام السوري من أجل إطلاق سراح الأسرى والمعتقلين وخاصة الرياضيين منهم والذين كانت لهم مراكز متفوقة على الصعيد الدولي مثل عائلة “العباسي” في لعبة الشطرنج وهناك أبطال في الكاراتيه وكرة القدم والجودو والسلة والطائرة والملاكمة .
وفي السيرة الرياضية للشهيد، لعب “قصاب” لنادي الكرامة في كل الفئات العمرية وصولاً إلى الرجال، وشغل مهمة الدفاع في النادي والمنتخب السوري للشباب والأولمبي والرجال، وفاز بلقب الدوري السوري مع ناديه لأربع سنوات متتالية، كما نال وصافة دوري أبطال آسيا ووصافة كأس الاتحاد الآسيوي.
واحترف “قصاب” في نادي العهد ونادي شباب الساحل اللبنانيين ونادي عجمان الإماراتي.
وعلى درب الشهادة أيضًا، سار اليوم لاعب نادي الفتوة “عارف محمود السليمان”، نتيجة قصف الطيران الروسي و نظام بشار الأسد، الذي استهدف قرية بقرص بمدينة دير الزور.