الرئيسية / سياسي / سياسة / مواد سياسية مختارة / تهجير من درعا إلى إدلب.. وتصعيد من النظام ضد القنيطرة
خروج أول دفعة من المهجرين للشمال(محمد أبازيد/فرانس برس)

تهجير من درعا إلى إدلب.. وتصعيد من النظام ضد القنيطرة

صدى الشام - العربي الجديد/

وصلت فجر اليوم الاثنين أولى دفعات المهجرين من درعا إلى الشمال السوري بعد خروجهم مساء أمس عقب تأجيل خروجهم لعدة مرات بسبب مماطلة النظام وروسيا.

واستقل أمس مئات المقاتلين وأفراد من عائلاتهم في خمسة عشر حافلة، حاملين حقائبهم التي تحوي حاجياتهم الشخصية وغادروا” نقطة التجمع متوجهين نحو محافظة إدلب.

وقالت مصادر لـ”صدى الشام” إن هذه الدفعة الأولى وقد تكون الأخيرة كون معظم الفصائل والأهالي في درعا يرفضون عملية التهجير ويفضلون البقاء في درعا.

وتوزع المهجرون القادمون من درعا على مراكز الإيواء في محيط إدلب ومناطق أخرى، على غرار دفعات المهجرين التي سبقتهم من حمص والغوطة والقلمون.

ويرفض المهجرون البقاء في درعا وإجراء “مصالحة مع النظام برعاية روسية وسط تسارع التطورات الميدانية في الجنوب السوري، إذ انضمت أغلب بلدات ومدن محافظة درعا إلى “التسوية الروسية” بشروطها شبه الاستسلامية، في وقت تتواصل المفاوضات حول أعلى تلة في الجنوب السوري، ما تزال المعارضة السورية تسيطر عليها، بينما عبرت تركيا عن قلقها حيال الشمال السوري، في ظل مؤشرات على نية الروس الالتفات إليه بعد الانتهاء من الجنوب، وهو ما سيؤدي إلى خلط أوراق الصراع وتهديد الأمن القومي التركي.

واتخذت قوات النظام منحى التصعيد في محافظة القنيطرة، وبعض بلدات ريف درعا الشمالي، إذ قالت مصادر محلية إن قوات النظام استهدفت بلدة المال وتل المال ضمن ما يسمى منطقة “مثلث الموت” في ريف درعا الشمالي بقذائف المدفعية وسط حركة نزوح جماعي للأهالي باتجاه القنيطرة بسبب القصف العنيف على المنطقة.

وكان لافتاً صباح أمس، التصعيد العسكري للنظام وروسيا، في بلدة مسحرة بريف القنيطرة، إذ ذكرت وسائل إعلام موالية لبشار الأسد أن قوات الأخير، بدأت فجر الأحد في اقتحام مسحرة من عدة محاور، وسط اشتباكات عنيفة مع فصائل المنطقة، بينما قالت مصادر محلية إن قوات النظام قصفت تل مسحرة بمئات القذائف العنقودية وصواريخ الراجمات وصواريخ “الفيل”، مشيرة إلى أن القصف طاول أيضاً مناطق الطيحة وكفرناسج وعقربا والمال وتل المال.

وأوضحت المصادر أن النظام كان قد قدم عرضا إلى فصيل “لواء شهداء مسحرة” يتضمن إيقاف حملته العسكرية ضده مقابل التزام الفصيل بعدم قصف بلدة جبا القريبة، وهو ما وافق عليه الفصيل، لكن حملة النظام تواصلت على البلدة.

واللافت في تصعيد النظام وروسيا على مسحرة في ريف القنيطرة الشرقي أمس، هو دفع قاعدة حميميم الروسية، بطائرات حربية للمشاركة في الحملة العسكرية، التي تشهدها مسحرة القريبة من الحدود مع الجولان السوري المحتل.

وقال مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، في بيان، “رغم عودة عشرات آلاف النازحين إلى درعا إلا أن 160 ألف شخص ما زالوا في القنيطرة”.

وكان وفد من القنيطرة وصل إلى مدينة درعا قبل يومين بغية الشروع في مفاوضات مع الروس بشأن مصير محافظة القنيطرة وإمكانية انضمامها إلى حركة “المصالحات” التي تجري في محافظة درعا منذ بدء حملة قوات النظام على المدينة في 19 الشهر الماضي.

ولم تفضِ هذه المفاوضات حول القنيطرة حتى الآن لنتائج، لكنها تتواصل، ويتوقع أن تتوصل لنتائج عقب انتهاء النظام وروسيا من ملف شمال وشمال غرب درعا.

وفي غضون ذلك، تتواصل عملية التفاوض للتوصل إلى حل نهائي حول بلدة الحارة وتلتها الاستراتيجية، التي تعد أعلى تلة في محافظة درعا، وذلك بعد رفض فصيلين محليين اتفاق المصالحة مع النظام وإقدامهما على السيطرة على التل الاستراتيجي.

كما تتواصل المفاوضات بشأن دخول قوات النظام إلى مدينة نوى ورفع علمه فيها وعودة مؤسساته للعمل في المدينة، وذلك بعد تسليم الأسلحة في كل من مدينة درعا ومدينة إنخل وبلدة جاسم ومناطق أخرى من ريف درعا لقوات النظام.

وتحاول فصائل المعارضة في ريف القنيطرة وبلدات في ريف درعا الغربي تحسين شروط الاتفاق مع الجانب الروسي، خصوصاً لجهة الحصول على ضمانات تحول دون قيام قوات النظام بالفتك بالمدنيين بعد الاتفاق.

وتوصلت فصائل المعارضة في مدينة جاسم شمال غربي درعا إلى اتفاق مع الجانب الروسي يقضي بدخول الشرطة الروسية إلى المدينة ورفع علم النظام فيها.

وتم تنفيذ أول بند في الاتفاق السبت الماضي، وهو تسليم دبابة للنظام. كما اتفقت فصائل المعارضة مع الروس على انسحاب قوّات النظام من بلدتي صيدا والكحيل شرق درعا وعودة المدنيين إليهما.

بموازاة ذلك، يسود هدوء حذر في منطقة حوض اليرموك بريف درعا الغربي، التي تضم نحو 16 قرية وبلدة يسيطر عليها “جيش خالد بن الوليد”، المبايع لتنظيم “داعش”، إذ أكدت مصادر محلية أن مفاوضات تدور بين النظام والفصيل المتشدد من أجل التوصل إلى اتفاق يقضي بخروج مسلحيه باتجاه بادية السويداء.

من جانبه، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن النظام سيطر حتى أمس الأحد على 84.4 في المائة من مساحة محافظة درعا، مشيراً إلى أن دفعة من المهجرين تضم المئات من المدنيين والمقاتلين وعوائلهم بدأت بالخروج إلى الشمال السوري.

 وفي الوقت الذي يشهد فيه الجنوب السوري تطورات دراماتيكية، حيث يوشك الروس على الإطباق عليه بشكل كامل، بدأ الأتراك يعبّرون عن قلقهم حيال الشمال السوري في ظل مؤشرات على نية الروس الالتفات إليه. وحذّر الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في اتصال هاتفي مع نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، أول من أمس، من أن تقدم قوات النظام نحو محافظة إدلب، كما حصل في درعا، سيدمر جوهر اتفاق أستانة.

وذكرت وكالة “الأناضول” التركية أن أردوغان أعرب عن قلقه من استهداف المدنيين في محافظة درعا، مؤكداً أن “تقدم قوات النظام نحو محافظة إدلب شمال غربي سورية بطريقة مماثلة، يعني تدمير جوهر اتفاق أستانة”، مشدداً على أن تجنب حدوث أي تطورات سلبية في إدلب يحظى بأهمية لجهة تشجيع المعارضة على المشاركة باجتماعات أستانة، المقررة يومي 30 و31 يوليو/تموز الحالي.

وأشار الجانبان إلى أن تقريب وجهات النظر بين الدول الضامنة لمسار أستانة، وهي تركيا وروسيا وإيران، والدول الأعضاء في التحالف الدولي لمكافحة تنظيم “داعش”، سيُسرّع من إيجاد حل سياسي يقوم على وحدة سورية السياسية، وسلامة أراضيها، وفق “الأناضول”.

ونسفت روسيا جُل اتفاقات أستانة الخاصة بمناطق خفض التصعيد الأربع، إذ لم تعد سوى إدلب ومحيطها ضمن هذه الاتفاقات، بعد أن قام النظام، بمساعدة الروس، بالسيطرة على غوطة دمشق الشرقية وريف حمص الشمالي ومعظم جنوب سورية حتى الآن.

ونشرت تركيا 12 نقطة مراقبة عسكرية في محيط منطقة خفض التصعيد شمال غربي سورية خلال العام الحالي.

وتدرك أنقرة أن الشمال السوري برمته قنبلة موقوتة انفجارها يعني إغراق تركيا بالمهجّرين السوريين، لذا تعمل على تجنب الخيار الأسوأ، وهو قيام الروس بعملية عسكرية من شأنها تفجير الموقف وخلط الأوراق في منطقة تضم نحو 3 ملايين مدني يمرون بمرحلة “عدم اليقين” وينتابهم القلق على مصيرهم ما قد يدفعهم إلى اجتياز الحدود في تكرار لسيناريو عام 2015، حيث عبر عشرات آلاف اللاجئين إلى أوروبا.

شاهد أيضاً

الرئيس السوري أحمد الشرع: رفع العقوبات عن سوريا بداية لمرحلة جديدة من التعافي والبناء.

في كلمة مؤثرة ألقاها الرئيس السوري أحمد الشرع، استعرض تاريخ البلاد المأساوي تحت حكم النظام …

الشرع يشكر فرنسا و يؤكد : مستقبل سوريا سيصنع داخلها و ليس في العواصم البعيدة .

في زيارة رسمية إلى فرنسا، أطلق الرئيس السوري أحمد الشرع سلسلة من التصريحات اللافتة، تناول …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *