رئيس
التحرير عبسي سميسم
بالطريقة ذاتها التي
استولى بها النظام البعثي على وسائل النشر والطباعة منذ استيلائه على السلطة في
ستينيات القرن الماضي، تحاول معظم أطياف المعارضة السياسية الاستيلاء على وسائل
الإعلام البديل، رغم محدودية تأثيرها وعدم امتلاكها للقدرات التي تمكنها من امتلاك
هذا الإعلام، بسبب التشتت السياسي الذي تعيشه، وعدم قدرتها على تشكيل حامل سياسي
على المستوى الوطني، الأمر الذي انعكس تشتتاً على مستوى الإعلام الذي من المفترض
أن يكون إعلاماُ وطنياً بديلاً لإعلام النظام الأسدي في سورية الجديدة.
إذ لم يتمكن الإعلام
البديل حتى اللحظة من إنشاء حامل إعلامي على المستوى الوطني (الجمعي) يشكل مصدراً
موضوعيا وموثوقاً للمعلومة لدى الرأي العام، ولدى وسائل الإعلام الخارجية التي
تغطي الشأن السوري، ويرد على كل الشائعات التي قد يبثها النظام لإحباط معنويات
جمهور الثورة، او التي قد تبث عن حسن نيه من قبل الثوار أنفسهم وتعطي مفاعيل
سلبية، بل ترك هذا الأمر لبعض القنوات العربية لتشكيل هذا الحامل الإعلامي، مع
احترامنا الشديد لكل الجهد الذي بذلته في تغطية الحدث السوري، إلا أنها بالنهاية
تبقى قنوات غير سورية ولها سياستها الخاصة المرتبطة بتحقيق أهداف مالكيها لدى
الرأي العام.
وفي الجانب الآخر من
الثورة السورية (القوى الموجودة على الأرض) يكاد لا يمر أسبوع دون أن نسمع عن خبر
اختطاف صحفي أو ناشط إعلامي من قبل فصيل مسلح يعمل باسم الثورة، وغالباً ما يكون
سبب هذا الاختطاف مرتبطاً إما بتوجه ايديولوجي للجهة الخاطفة يقوم على الإقصاء ولا
يتقبل النقد، أو بتركيبة لبعض الفصائل قائمة على الفساد وبالتالي ترى في أية حالة
إعلامية عدواً لدوداً لها، وقد شهد الأسبوع الفائت عدة جرائم اختطاف لصحفيين
سوريين وأجانب لا ذنب لهم سوى أنهم كانوا
يؤدون واجبهم الإعلامي في تغطية الحدث السوري فمن جريمة اختطاف الصحفي البولندي
مارسين سودر في مدينة سراقب بإدلب إلى جريمة اختطاف طاقم فريق الأورينت (الزميل
عبيدة بطل ورفاقه) في ريف حلب، وليس انتهاءً باعتقال الزميل علي أبو المجد مراسل أخبار
الآن مساء أمس الأول من قبل كتيبة حذيفة بن اليمان بالرقة، وذلك دون أي تدخل جدي
من أية جهة تمثيلية (عسكرية، أو سياسية) لوضع حد لهذه الجرائم التي تقمع حرية الإعلام وتؤدي إلى الهبوط بمستواه إلى الحضيض.
وفي سياق متصل فقد
ظهرت مؤسسات محلية وأجنبية لدعم الإعلام البديل ورفع سويته، إلا أن مخرجات عمل
معظم تلك الجهات كانت تقارب الصفر بسبب اعتماد تلك المؤسسات على كوادر غير مؤهلة
في الغالب، ودفعها لمبالغ طائلة على مشاريع فاشلة ساهمت منتجاتها غير المهنية
بتشويه الذائقة لدى قسم من المتلقين بسبب تقديمها لمنتجات رديئة، كما ساهمت في
عزوف قسم آخر منهم عن متابعة ما يصدر من مطبوعات وإذاعات، والسبب برأينا يعود إلى غياب
المعايير في دعم المشاريع الإعلامية.
تحاول جريدة صدى
الشام ضمن هذا الواقع المعقد أن تصدر كجريدة سورية معنية بتغطية الحدث السوري من
خلال صحفيين مهنيين موزعين في معظم المناطق السورية، تعتمد في عملها الصحفي على
العمل الميداني وبالتالي فهي تعتمد التحقيقات واستطلاعات الرأي والتقارير بشكل
أساسي.
وصدى الشام جريدة منحازة
لتطلعات الشعب السوري في الحرية والكرامة، وهي مستقلة عن كل القوى والتيارات
والأحزاب السياسية، تقوم على الموضوعية في الطرح وعلى تطبيق المعايير المهنية في
العمل، وتسعى لأن تشكل مع زميلاتها من صحف الإعلام البديل نواةً لحامل إعلامي
يتمكن من كسب ثقة جمهوره المستهدف رغم كل الصعاب .