الرئيسية / سياسي / ميداني / صدى البلد / ردود فعل ملتهبة .. يشعلها إعدام الكساسبة حرقاً

ردود فعل ملتهبة .. يشعلها إعدام الكساسبة حرقاً

“لا أؤيد تنظيم الدولة الإسلامية المتطرف، ولا أناصر ضربات التحالف الدولي على مدينة الرقة، فهم أول من يحرق قلوب مئات الأمهات يومياً ويشعلون النار بمئات السوريين قبل غيرهم، بعيداً عن زخم تغطيات المحطات الفضائية واهتماماتها، فضربات التحالف تصب النار يومياً على عشرات المدنيين الأبرياء بالتوازي مع قصفها لعناصر التنظيم وهذا مارأيته بعيني، لاحاجة لي لشاهد غير موجود يُنسب له حوادث أغلبها كاذبة”،  هكذا بدأت صفاء الرقاوية حديثها عندما سألتها “صدى الشام” عن رأيها بإعدام الطيار الأردني معاذ الكساسبة.
على شاشات عملاقة في شوارع الرقة، بثّ تنظيم الدولة (داعش)، الشريط المصور لإعدام الطيار الأردني حرقاً بالنار، بعد أن تمكن التنظيم من إسقاط طائرته وأسره حياً في الرابع والعشرين من كانون الثاني/ ديسمبر من العام الماضي،  قرب بلدة حمر غنام شرقي مدينة الرقة، عندما اختار الكساسبة أن يدفع بكرسيه إلى خارج الطائرة ليقي نفسه الموت حرقاً داخل الطائرة. تعلق صفاء : “شاهد جميع أهالي الرقة أطفالاً وعُجّز حادثة حرق الطيار، وكان الجميع في حالة ذهول، رغم أنهم رؤوا ماهو أشد فظاعة من هذا التنظيم”.
 من جهته،  قال مصطفى محمد، ناشط إعلامي في مدينة الرقة، مختبئاً باسمه المستعار لـ “صدى الشام”،  “من المؤكد أن الكساسبة لم يعلم أنه سيلاقي نفس المصير بالموت حرقاً بل ربما أكثر شناعة في هذا القفص الحديدي، فتفاصيل الفيلم المصور للطيار وهو يواجه الموت بين عشرات الوجوه المخيفة من عناصر التنظيم، يبدو مخيفاً للمشاهد فما بالك بالضحية، كما لاشك فيه أن التنظيم مارس على الكساسبة تعذيباً ممنهجاً  قبل أن يطلب منه أن يتقمص دوراً هوليودياً في فيلمه الشهير (شفاء الصدور)”.
وأضاف،  “كل التقنيات الفنية والسيناريو المدروس لهذا الفيلم، يؤكد أن تنظيم الدولة، يريد أن يسمع أكثر من ردات فعل، لربما صيحات، ونداءات استغاثة، تشعره بقيمة دولته القوية القادرة على إسقاط طائرة واحتجاز طيار حي وصناعة فيلم بإمكانيات سينمائية”.
هذا ونال فيلم إعدام الكساسبة ولا يزال، اهتمام جُل وسائل الإعلام العالمية والعربية طوال الأسبوع الماضي، فيما توالت ردود أفعال دولية وعربية،  سياسية منها وأخرى دينية، منددة ومدينة للعملية، فالأزهر ذكر في بيان له “حارقو معاذ الكساسبة يجب قتلهم وصلبهم وقطع أيديهم وأرجلهم تنفيذاً لعقوبة المفسدين فى الأرض” مشيراً إلى أنّ “الإسلام حرّم التمثيل بالنفس البشرية بالحرق أو بأي شكل من أشكال التعدي عليها حتى في الحرب مع العدو المعتدي”.
من جانبه، أكّد الرئيس الأميركي أوباما، أنّ “إحراق الكساسبة يزيد في عزم التحالف على محاربة (داعش)”،  واصفاً العمل بـ”الوحشي”، فيما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز  أن “الإمارات العربية المتحدة علَّقت غاراتها الجوية ضد (داعش)، منذ كانون الثاني/ديسمبر الماضي خوفاً على سلامة طياريها بعد أسر الطيار الأردني”.
 السوريون تباينت ردود أفعالهم أيضاً، فاكتظت مواقع التواصل الاجتماعي بتعليقاتهم التي نددت بعملية الإعدام تارة، واعتبرتها انتقام لدماء السوريين تارة أخرى،  فصفاء الرقاوية، تساءلت في حديثها مع “صدى الشام”، ” لماذا تهتم الدول بمقتل الكساسبة وتغض البصر عن مقتل العشرات من الأطفال يومياً،  على أيدي النظام وداعش، فالأمر لا يحسّن من صورتها الإنسانية، بقدر ما يشكّل لها دعاية ترويجية لمحاربة الإرهاب، تساعدها على تنفيذ خططها في تسليط الضوء على داعش، ومساعدة الأسد في سفك الدماء”. 
وتابعت صفاء، “من المضحك أننا عندما نهاجم حالة التباكي لهؤلاء الدول، يتهموننا بالولاء لتنظيم الدولة، وكأننا يجب أن نسير وفق سياستهم في النحيب على طيار قضى حرقاً وبالطبع لاننكر وحشية العمل، لكن نتساءل لماذا لايبكون على أطفالنا بقدر مافعلوه في تمثيليتهم الهزلية في الإدانة والتنديد”.
صفاء تدخل الرقة كل فترة، وآخر مرة كانت فيها بُعيد اعتقال الطيار الأردني، منذ عشرين يوم تقريباً، ووصفت حال المدينة حينها بـ”المزري جداً وخصوصاً أن تنظيم الدولة يحكم الخناق على الأهالي في كل تصرفاتهم”.
وكان طيران التحالف الدولي قد كثّف من غاراته على مقرات (داعش) في الرقة ومحيطها طوال الأسبوع الفائت، موقعاً عشرات القتلى والجرحى في صفوف التنظيم، بحسب مصادر محلية، أفادت لـ”صدى الشام” أنّ ” كثافة الغارات وقوتها تضاعفت بعد إعدام الكساسبة، وطالت أهداف دقيقة للتنظيم”.

شاهد أيضاً

“قسد” تواصل الانتهاكات في مناطق سيطرتها شمال شرقي سورية

اعتقلت “قوات سورية الديمقراطية” “قسد” أمس ثلاثة أشخاص بينهم أحد شيوخ قبيلة العقيدات في الرقة …

عسكريون أتراك يطالبون أهالي جبل الزاوية بالعودة إلى منازلهم

عقد ضباط أتراك، اليوم الثلاثاء، اجتماعاً مع ممثلين ووجهاء عن منطقة جبل الزاوية جنوبي محافظة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *