الرئيسية / رأي / أين تختفي جثث عناصر “داعش”؟

أين تختفي جثث عناصر “داعش”؟

صدى الشام _ جلال بكور/

لم يمضِ شهران فقط على جعجعة إعلامية من قبل نظام الأسد وحليفته روسيا حول مقتل زعيم تنظيم “داعش” أبو بكر البغدادي بغارة جوية من طيران النظام في منطقة ما بسورية، حتى جاء خبر آخر عن مقتل خليفة البغدادي المفترض أبو محمد الشمالي، السعودي الجنسية، بحسب ما زعمت وزارة الدفاع الروسية.

أبو محمد الشمالي لم يكن وحده من مات بضربة الطائرة الروسية بل كان معه قرابة أربعين آخرين من العناصر والقياديين في تنظيم “داعش” ما يعني أن “غلة” القتلى كانت كبيرة ووفيرة بالنسبة للروس.

وتأتي هذه الدعاية الإعلامية حول مقتل خليفة “الخليفة المقتول” في وقت تتغنى فيه وسائل إعلام بانتصار نظام الأسد وفك الحصار عن دير الزور بعد ثلاثة أعوام من المتاجرة بحصار أهل المدينة من الشريكين “داعش” والنظام.

وللعلم فإن أبو محمد الشمالي هو نفسه المسؤول المالي العام للتنظيم، وكانت قد تواردت أنباء قبل أيام عن قيام التحالف بعملية إنزال في ريف دير الزور تم خلالها انتشال المسؤول المالي لتنظيم “داعش” وهو الذي يدير حقول النفط ويقوم بمهمة بيع منتجاتها للنظام وغيره من اللصوص المستفيدين من مسرحية المعركة ضد الإرهاب.

وبينما تخرج تلك الدعاية لمقتل أبو محمد الشمالي ينفي التحالف ما ورد من أنباء عن عمليات إنزال جوية في دير الزور قامت بنقل قيادات أجنبية في التنظيم مع عائلاتهم، ويدعي التحالف أنه يقصف تنظيم “داعش” ويستهدف قافلته التي غادرت منطقة القلمون الغربي باتفاق بين النظام والتنظيم برعاية روسية.

يؤكد معظم الشهود في المنطقة التي وقفت فيها القافلة أن عناصر التنظيم منهم من وصل إلى مدينة البوكمال، ومنهم من بقي في حضن نظام الأسد، ويزعم التحالف أنه قتل 85 من أفراد القافلة في حين أن المؤكد حول الخارجين من القلمون أن عددهم لا يتجاوز لا يتجاوز مئتي عنصر.

المفارقة دوماً والتساؤل الذي يبقى دون إجابة: أين جثث المئات أو الآلاف من عناصر “داعش” الذين قتلهم التحالف وروسيا والنظام في حمص أو حماة أو الرقة أو دير الزور على مدار ثلاثة أعوام مضت.

كل ما هو واضح للعيان عمليات التدمير الممنهجة للبنى التحتية في المنطقة الشمالية الشرقية من سوريا بحجة منع “داعش” من الاستفادة منها فضلاً عن صور جثث الأطفال الذين يقتلهم التحالف او النظام.

لا نعرف أين يتم قتل “الدواعش”! ربما في البيانات والأخبار وحسب، وإذا أحصينا عدد القتلى في بيانات التحالف والنظام والدفاع الروسية لوجدنا أن “داعش” يملك عتاداً وعناصر ومراكز أكثر من دول قوات التحالف وحلف الأسد مجتمعة.

يمكننا الجزم قطعاً أن روسيا والتحالف باتا داخل مبارزة إعلامية في الحرب المزعومة ضد الإرهاب تستغبي عقول السوريين وذلك لحرف النظر عن جرائمهم التي لم يكن ضحيتها سوى المدنيون في دير الزور والرقة، ريثما يتم تطبيق ما تمّ التفاهم عليه خلف الجدران بين الطرفين.

نصر إعلامي يمُنح لنظام الأسد، ومعارك وهمية يسيطر من خلالها على معظم المناطق الاستراتيجية اقتصادياً من ريف حمص إلى ريف حماة والرقة واليوم دير الزور، وفي حال سيطر النظام على الميادين والبوكمال يكون قد استعاد كل ما كان قد أعاره لتنظيم “داعش” قبل سنوات، وسيطر بشكل كامل على المقومات الاقتصادية للدولة حيث تضم تلك المناطق الثروة الباطنية بكافة أنواعها في سوريا.

المعركة ضد الإرهاب في شمال شرق سوريا -تلك المنطقة التي لطالما كانت منبع الحضارات- تستكمل تدمير ما دمره النظام على مدار عقود من التهميش والتجهيل والتخلف، وتضع النظام مجدداً على رقبة أهالي المنطقة ليحمي آبار النفط وينقل إيراداتها لخزائن سيده.

شاهد أيضاً

هذه أنا..بلا أقنعة

ميساء شقير/ غالية شاهين – خاص لصدى الشام   لطالما أجبر الخوف السوريين على الاختباء …

المساواة أم العدالة.. أيهما يحقق التوازن الحقيقي بين الجنسين؟

ميسون محمد في عصرنا الحديث، أصبحت المساواة بين الجنسين شعاراً يتردد كثيراً في كل مكان، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *